"أنا لا أقدم مايطلبه المشاهدون .. أقدم تجربة شاعر، بغض النظر عمن يتقبلها ويصفق لها، أو لم تقبل".. بهذه الحدية رد الشاعر رائد أنيس الجشي على إحدى مداخلات الأمسية التي جمعته بالشاعر ناجي حرابة في أمسية الشعر الخامسة التي أقامها مهرجان الدوخلة بجزيرة تاروت، مساء أول من أمس . في حين ردّ شريكه على منصة الإلقاء ناجي حرابه بأن "الشاعر يكتب مايمليه قلبه، والشعر امتزاج بين عبقرية القلب وعبقرية العقل، وعند الكتابة يكتب الشاعر بكليهما". واعترف ناجي حرابه بأنه ينطلق من الأنا الشاعرة، محاولاً صياغة الأمور الوجدانية وغير الوجدانية بإحساسه الخاص، مؤكداً "ينطلق الشاعر من الداخل فيكتب مايستحق أن يقرأ ويسمع"، مضيفاً أن "الشعراء القدماء لم يتركوا للوضوح بقية"، و"عند كتابة الشعر الحقيقي لابد من دخول منطقة الظل وهي المنطقة بين الوضوح والظلام، وأن الغموض الذي يكتنف القصيدة هو الذي يؤهلها لأن تكون قصيدة ذات إبداع". و قرأ حرابة قصائد منها "عريش النور، أميطي خنجريك، فلاحة وجع، وداعية، عقد يحاول أن يضئ، وعناقيد من خابية وطن".. والأخيرة قال فيها: بتربك بذر النور بالحب زرعا فأنبت أشجار الشموس وأفرعا هنا الضوء من كل النواحي علامة على أن صبح الأرض منك تشعشعا بغيرك لم يقدح زناد دجنة ولولاك لم تلق المشارق مطلعا أما الشاعر رائد الجشي، فيقول إن قصائده مفتوحة الدلالات في إطار فلسفي ووجداني، وتتميز بكثافة الصور مابين العمودي والتفعيلة، مطالبا فتح المجال أمام التجارب الشبابية لتتطلع وتتواصل مع الآخرين، مؤكدا أن الشعر يتولد مع كل قراءة ليست شعراً، ومعاتبا الإعلام لعدم تصديره التجارب الشعرية خارجيا، رغم أنها أثبتت نجاحها في آسيا وإفريقيا. قرأ الجشي قصائد منها: نزيف، العشق، الأسير، رغبة لم تكتمل، لم تكتمل، فناء يبتكر الحب، ماعدت أعرفني وقال فيها: الريح تنسج فوق بذر الترب لؤلؤة من الدمع المكرر ثم تهديها لكف الاحتمال وما تقلب في صدور الجاذبية حين خط الجيد عشبا مفصليا بالزجاجات الوليدة بين عقد المستحيل من الظلام المخملي إلى فراغ من ليال ومن الجمهور تحدث الشاعر سعود الفرج بقوله إن الشاعر حرابه انطلق عبر صور تتألق فيهاالمعاني وتتحرك المشاعر عبر دفق متنام لشد مسامع المتلقي، من خلال رموز تضفي على شعره حراره. وعن الشاعر الجشي يذكر الفرج أنه شاعر تتجدد في قوافيه المعاني، متمكناً من فنه الشعري، عبر امتزاج العاطفة الصادقة والأحاسيس الملتهبة.