أكد وزير الصحة المهندس خالد الفالح، خلو حج هذا العام 1436 من الأمراض الوبائية أو المحجرية، مبينا أن عدد الوفيات في حادثة التدافع بمشعر منى ارتفع إلى 769 بزيادة 52 حالة، والمصابين إلى 934، رافعا التعزية إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وللأمة الإٍسلامية. وأضاف أن وزارة الصحة سخرت جهودها في هذا الموسم لخدمة مليوني حاج، وذلك في المؤتمر الصحفي الذي عقده أمس بمستشفى منى الطوارئ في مشعر منى. تدافع منى قال وزير الصحة: "كما يعلم الجميع بالنسبة لحادثة التدافع بمنى، وجّه خادم الحرمين الشريفين بإجراء التحقيقات الشاملة في هذا الحادث، وسيتم مشاركة الرأي العام والإعلام بنتائج هذا التحقيق". وبين أن ما كدر صفو حج هذا العام حادثة التدافع بمنى في صباح يوم العاشر من ذي الحجة، وأسفرت، حسب آخر الإحصاءات حتى الآن، عن 769 متوفى و934 مصابا، إذ تعاملت معها وزارة الصحة، من اللحظة الأولى، بكل الإمكانات المتوافرة لمواجهة مثل هذه الحوادث، وتم رفع درجة الجاهزية بسرعة والاستفادة من الخبرات السابقة، الأمر الذي مكن من التعامل السريع والفعال. وأفاد أنه تم التعامل مع الحدث من وزارة الصحة بكل مهنية بالتنسيق مع القطاعات الحكومية الأخرى، وسخرت الوزارة كل إمكاناتها البشرية والفنية بكل احترافية فور وقوع الحادث. لا حالات جنائية في رده على سؤال "الوطن" حول وجود حالات إصابة لأسباب جنائية أومتعمدة خلال الموسم، أكد أنه لا توجد أي إصابات جنائية أو متعمدة تم رصدها خلال الأيام الماضية، مشيرا إلى أنه تمت الاستعانة ببعض الأطباء من بعض البعثات للعمل في مباشرة حادثة التدافع، مشيرا إلى أن التعامل مع الحدث كان بكل مهنية، إذ سخرت الوزارة كل إمكاناتها للتعامل السريع مع هذه الحادثة على الرغم من الأعداد الكبيرة للمتوفين والمصابين. وأبان الفالح أنه تم نشر 250 طبيبا وممرضا ومسعفا، لإجلاء الجرحى وعلاجهم في الموقع ذاته، مع استخدام155 سيارة إسعاف كبيرة و55 صغيرة و98 فرقة إسعاف راجلة لنقلهم إلى المستشفيات المعنية، مشيرا إلى أنه تم تخصيص خط ساخن وهو 937 لاستقبال كل الاتصالات والرد عليها مباشرة، وتم استقبال ما لا يقل عن 1500 اتصال دولي ومحلي، مع تطبيق كل الاشتراطات الصحية على الحجاج القادمين من الخارج لتقليل وفادة الأمراض الوبائية. وأضاف وزير الصحة أن المراكز الصحية والعيادات الخارجية في المستشفيات استقبلت 386072 حاجا، كما تم توفير 19472 وحدة دم من جميع الفصائل في بداية الحج تم استهلاك 7% منها، مؤكدا أنه تم التعرف على كثير من المصابين والمتوفين، وتم دفن بعضهم في حين ما زال التعرف مستمرا عبر فريق متخصص يقوم بالبحث عن هويتهم والتواصل مع ذويهم. تحديات استثنائية بين الوزير أن الخدمات الصحية المقدمة في موسم الحج موجهة إلى ملايين الحجاج وفي بقعة جغرافية ضيقة، وتضطلع بها وزارة الصحة إلى جانب القطاعات الصحية الحكومية الأخرى، مشيرا إلى أن وزارة الصحة سخرت هذا الموسم 25 ألف كادر طبي وفني في المشاعر المقدسة. وقال: "إن التحديات الاستثنائية التي واجهت وزارة الصحة في موسم حج هذا العام، هي مواجهة انتشار الأوبئة، والاستعداد لأي حالة طوارئ". وأضاف الفالح: "كان أول التحديات التي واجهناها، حادث سقوط الرافعة المؤلم في الحرم المكي الذي حدث في ال27 من ذي القعدة، أي قبل بدء مناسك الحج ب12 يوما، في ذلك اليوم بذلت وزارة الصحة جهودا مضاعفة للتعامل مع هذا الحادث ووفرت العناية الفائقة بجميع مستوياتها للمصابين، وأثبتت جاهزيتها واستعداداتها من جميع النواحي للتعامل مع الحوادث المحتملة في الحج، ما أدى إلى تمكين معظم المصابين من أداء نسكهم تنفيذا لتوجيهات القيادة الرشيدة". منع الوبائيات من جهته، أوضح وكيل وزارة الصحة للصحة العامة الدكتور عبدالعزيز سعيد أن وزارة الصحة طبقت في حج هذا العام على الحجاج القادمين من الخارج عددا من الإجراءات لمنع وفادة الأمراض الوبائية، إذ تم مناظرة ما يزيد عن مليون و300 ألف من القادمين للحج عبر 15 مركزا للمراقبة الصحية في المنافذ البرية والبحرية والجوية، فيما بلغت نسب الالتزام بتحصين الحمى الشوكية 90.1% وشلل الأطفال 99% والحمى الصفراء 96.5% بين حجاج الخارج. وقال: "قامت الفِرَق الوقائية بتقديم أكثر من 400 ألف جرعة من اللقاحات والعلاج الوقائي ضد الحمى الشوكية وشلل الأطفال في المنافذ، وبلغ عدد المطعمين من حجاج الداخل 365338 حاجا، والعاملين الصحيين 88%، والمطعمين ضد الأنفلونزا الموسمية 151365 حاجا، وبلغت نسبة تغطية العاملين الصحيين في الحج 96% بمكة المكرمة و85% في المدينةالمنورة"، مفيدا أنه وللمرة الأولى يتم تفعيل نظام الرصد المبكر "حصن" في جميع مستشفيات الوزارة، والقطاعات الصحية الأخرى للإبلاغ عن الحالات الوبائية المشتبه بها خلال فترة الحج. وفيما يخص متلازمة الشرق الأوسط "كورونا"، قال الدكتور ابن سعيد إن ثلاثة مواسم الحج الثلاثة السابقة لم يحصل فيها أي إصابة بكورونا بين الحجاج. وأضاف: بالنسبة للوضع الوبائي تم فحص 1043 عينة من الحجاج لفيروس كورونا، وكانت سلبية.