رفع المشاركون في ورشة عمل "التكامل العربي: جامعة الدول العربية" التي نظمتها مؤسسة الفكر العربي في مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية يومي 5 و6 سبتمبر الجاري الشكر إلى المؤسسة ورئيسها الأمير خالد الفيصل، الذين أحاطوا الورشة بالرعاية والتنظيم. وتندرج الورشة ضمن ورش العمل التحضيرية الست التي تعقدها المؤسسة وتستضيفها الأمانة العامة للجامعة بالقاهرة، في إطار الإعداد للتقرير العربي الثامن للتنمية الثقافية ولمؤتمر "فكر 14" المزمع عقده مستهل ديسمبر المقبل تحت عنوان "التكامل العربي: تجارب، تحديات، آفاق"، وذلك بمناسبة الذكرى السبعين لتأسيس جامعة الدول العربية. وشارك في الورشة عدد من الباحثين والخبراء، بإدارة مُنسّقها، وزير الخارجية الموريتاني السابق البروفسور محمد الحسن ولد لبّات. وتقدّم الدكتور تاج الدين الحسيني، والدكتور حسين عزيز شعبان، والدكتور عبدالودود هاشم، والسفير محمد الأمين يحيى، والدكتور مجدي حمّاد بأبحاث تناولت مواضيع "تأملات في تأرجح الجامعة بين المراوحة والإصلاح"، "جامعة الدول العربية والمجتمع المدني"، "إصلاح الجامعة لإصلاح دول الجامعة، مقاربة في تسيير المتلازمات – العمل العربي المشترك وثنائية القول والعمل"، "الجامعة العربية والدولة المستقلة". وشارك إلى جانب الباحثين آنفي الذكر، مجموعة من الخبراء، من بينهم أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة الدكتور حسن نافعة، والدكتور مصطفى الفقي، والمندوب الدائم السابق لجيبوتي لدى اليونيسكو الدكتور فرح رشاد، ونائبة رئيس الهيئة المستقلة للانتخابات بالأردن أسمى خضر، والدكتورة أمامة الكتاني، والمندوب الدائم السابق لمصر لدى جامعة الدول العربية السفير هاني خلاف. إصلاح الجامعة مجرد حلم رومانسي • عدّ المشاركون أن العقود المتوالية أثبتت ضرورة بلورة وإعمال رؤى جديدة خلاقة للنهوض بالجامعة وتحقيق الطموحات الهادفة إلى تأسيس نظام إقليمي قوي يُحصن الدول العربية تجاه تحديات التقاطب الدولي، ويؤمن تحقيق السلم والعدالة والتنمية والتضامن السياسي والديبلوماسي، والتعاون والاندماج الاقتصادي العربيين. • إعادة النظر بشكل جذري في مؤسسات الجامعة وإجراءات عملها، منها آليات التصويت واتخاذ القرارات وتنفيذها. وفي هذا السياق، أبرز المشاركون ضرورة تعديل ميثاق الجامعة. • مقارنة ميثاق الجامعة بمواثيق المنظمات الدولية المشابهة، التي تضمنت مواد مواكبة للتطورات العالمية المعاصرة. • ضرورة تحسين أداء جامعة الدول العربية في سياق "محنة النظام الدولي المعاصر"، وتضخم التدخلات الأجنبية لتفكيك الصف العربي وتعميق مسلسل التشرذم والتشظي الذي تعاني منه المنظومة العربية. • الإرادة السياسية للدول الأعضاء تُشكّل الأساس والمنطلق الأساس في كل عملية إصلاحية جدية، فدون توافرها القوي والمستمر، يظّل مشروع إصلاح الجامعة عُرضة للتعثر أو مجرد حلم رومانسي. التوصيات 1- الدعوة إلى ضرورة النظر بجدية في العلاقة ما بين السيادة الوطنية للدول المستقلة وضرورة تعزيز صلاحيات الجامعة كمنظّمة يستحسن أن تُعزَّز في ميادين مُعيّنة، تفوّض فيها الدول الأعضاء الأمر إلى الجامعة. 2- مراجعة علاقة الجامعة بالشعوب العربية، ويتجلّى ذلك لمراجعة بنية البرلمان العربي وطريقة عمله وآليات اتخاذ القرار فيه، وإعطائه دورا تشريعيا يتجاوز المهمات الاستشارية المنوطة به، وإعادة النظر في الميثاق العربي لحقوق الإنسان ونظام محكمة العدل العربية. 3- إعادة النظر في علاقة الجامعة العربية بالمنظمات غير الحكومية. 4- الوعي بأهمية التواصل الاستراتيجي من خلال تطوير التقنيات الحديثة للاتصال بشكل يعزز من الانتماء القومي العربي ويحفظ التنوع الثقافي في الوطن العربي. 5- تحييد العمل العربي الاقتصادي عن العراقيل السياسية. 6- عدم تحميل الأمانة العامة المسؤولية في مظاهر المراوحة والمآخذ على أداء المنظمة. 7- سعي الجامعة لإنقاذ الدول التي تعصف بها الكارثة، وتُهدّد الدول الأخرى بتسرّب العدوى إليها. 8- تنظيم حملة تعبئة شاملة عربية للتحسيس والتوعية بضرورة إجراء عملية الإصلاح المرجوة، تشمل النخب الفكرية، وهيئات المجتمع المدني، وصُنّاع القرار، ووسائل الإعلام لتبني مشروع إصلاح الجامعة وحشد الطاقات من أجل تحقيقه.