اكد سفراء دول عربية وسياسيوها ان الجامعة العربية بوضعها الحالى لم تعد تتوافق مع اهداف الشعوب العربية التى تواجه تحديات خطيرة كادت تعصف بها وبتاريخها. وقالوا ان المنظمات الدولية شهدت تطورا ملحوظا واكب التغيرات التى يمر بها العالم المعاصر بينما تخلفت الجامعة العربية عن مواكبة ذلك التطور وشنوا هجوما على ميثاق الجامعة ووصفوه بالجمود والعجز عن تحقيق آمال الشعوب واهدافها. واشادوا بالمبادرات التى تقدمت بها كل من مصر وقطر والمملكة العربية السعودية وليبيا والسودان واليمن من اجل تطوير اداء المنظمة العربية وطالبوا بالعمل على تفعيلها ووضعها موضع التنفيذ. وشددت ندوة (تطوير الجامعة العربية) والتى نظمها الاثنين الماضي اتحاد الكتاب الافروآسيوى بالتعاون مع اتحاد الاهرام الاقليمى على ضرورة اعادة بناء الجامعة وتأسيسها وجعلها كيانا تتوافق اعماله مع ارادة الشعوب وليس الانظمة العربية وان تطلب ذلك البحث عن بديل للجامعة وانشاء كيان آخر تحت مسمى جديد كأن يكون اتحادا عربيا بدلا من جامعة عربية. السفير نور الدين حشاد نائب الامين العام للجامعة العربية اوضح ان الحديث عن تطوير الجامعة العربية بدأ فى عام 2001 وتزامن مع تعيين عمرو موسى امينا عاما للجامعة الذى طلب منه القادة والزعماء العرب فتح ملف التطوير من خلال رؤية عربية شمولية تأخذ بعين الاعتبار الاصلاح الادارى بالشكل الذى يجعلها قادرة على استيعاب المخاطبات اليومية لها. واوضح ان مبادرات التطوير تركزت فى احد اتجاهين الاول اقامة جامعة جديدة او منظمة بديلة وهنا تم اقتراح تغيير الاسم الى الاتحاد العربى او اتحاد الدول العربية وفى هذه الحالة يتم ترك كل المواثيق التى بنيت على اساسها الجامعة العربية لتدخل فى طى التاريخ اما الاتجاه الثانى فكان فى ادخال تعديلات على الجامعة العربية وعلى ميثاقها العام بالشكل الذى يحقق اهداف الشعوب العربية. واكد الحشاد على ان العرب ليسوا فى حاجة الى تنظيم جديد وانما هم فى حاجة الى اعادة تأسيس الجامعة العربية لانها حققت الكثير لاعضائها من الدول العربية وايضا للشعوب العربية على مدار اكثر من 50 عاما فليس كل اعمالها سوداء وانما هى فى حاجة الى اعادة نظر فى ميثاقها خاصة المتعلق بقضايا الامن القومى العربى مشيرا الى ان الميثاق الذى تم وضعه عام 1957 لم يكن بالطريقة التى يمكن تطبيقها الآن وهذا يعنى ان الاوضاع التى تشهدها الدول الاعضاء فى الجامعة وما تواجهه من تحديات تتطلب تعديلا يتوافق مع المتغيرات الجديدة. واوضح الحشاد ان تحقيق الامن والسلم العربيين لابد ان ينطلق من خلال عمل ثلاثة اجهزة تتمثل فى آلية فض النزاعات ومحكمة ا لعدل العربية ومجلس امن وسلم فى العالم العربى. وقال يوسف احمد سفير سوريا لدى الجامعة العربية ان اعظم المواجهات هي المواجهة مع النفس، لانه لا ملجأ في الدنيا لمن يهرب من نفسه واليوم نحن ازاء منظومة من الافكار والوقائع والتوجهات هي في حقيقتها امتحان للموقف العربي، واختبار للارادة القومية في التعامل مع الاحداث والتفاعل مع الظروف الاقليمية والدولية والتي فيها كل شيء سائر نحو التغير والتبدل بما لا يدع للعرب مجالاً لالتقاط الانفاس طالما بقيت اوضاعهم على ما هي عليه الآن. لذا علينا التوقف لنسأل انفسنا : ماذا نريد من الجامعة العربية؟ وهل فعلاً هذه المؤسسة هي التي فشلت ام الانظمة العربية المسئولة عنها؟. وقال السفير يوسف لقد تحدث الكثيرون عن وضع الجامعة العربية وعجزها ومن ثم تطويرها وكان هذا الحديث ينطلق من اهداف متباينة تباين خلفيات اصحابها فمنهم من يقصد التطوير فعلاً ومنهم من ينوي التآمر على هذا النظام لتخطيه وبناء النظام الشرق اوسطي على انقاضه بدعم من الولاياتالمتحدةالامريكية ولمصلحة اسرائيل، ومن ثم فانه بقدر اخلاص النية في اصرارنا على استمرار الجامعة العربية وتطوير مؤسساتها بقدر ما تكون قوة ارادتنا في رفض الاستسلام والتمسك بمواجهة كل الصعاب والمحن وايضاً العمل على اعادة بناء النظام العربي بكل مقوماته الريادية. واضاف السفير يوسف ان المطلوب الآن ما يلي: تحديث وتطوير بعض بنود الميثاق بما يؤكد ويحدد اهداف العمل القومي لدول تجمعها اواصر التاريخ واللغة والدين والجغرافيا والمصالح المشتركة ثم وضع آلية جديدة في عمل الجامعة العربية تتعلق بوجود هيئة تنفيذية "مجلس الجامعة" او هيئة تشريعية "برلمان عربي" او آلية لفض المنازعات ومحكمة للعدل العربية او وضع ميثاق الدفاع المشترك بمعنى نظام للامن الجماعي العربي في ضوء المصلحة العربية المشتركة والتطورات الحاصلة في المنطقة والعالم. واخيراً اقرار ميثاق للعمل القومي الذي يمنع الاعتداء من دولة عربية على اخرى ويتعهد بوضع آليات الامن الوقائي وفض المنازعات موضع التطبيق وكذلك الاحتكام إلى محكمة العدل العربية بعد استنفاد ما في الدبلوماسية الوقائية. وفي النهاية قال السفير يوسف مندوب سوريا لدى الجامعة العربية : انه رغم كل عوامل اليأس القائمة في وطننا العربي لكن يبقى املنا كبير وسيبقى حلمنا العربي القومي اكبر وسنعتبر تطوير الجامعة العربية واجباً قومياً يلتزم به الجميع ويعمل من اجله للوصول بالامة إلى بر الامان وتجنيبها المخاطر التي تهدد وجودها ومستقبلها.. ولذلك فامام العرب خيار واحد وهو خيار صعب ولاننا نعيش في الزمن الصعب فلسنا نملك الا ان نختار بين امرين اثنين لا ثالث لهما. اما ان ننتصر واما ان ننتصر. وتحدث الدكتور صلاح الدين ا لجمالى سفير تونس فقال انه لايجب تحميل الجامعة العربية اكثر مما تحتمل لان تطوير الجامعة فى حاجة الى تضحيات عربية على غرار التضحيات التى قدمتها الدول الاوربية من اجل الاتحاد الاوربى ومن اجل تقوية الدول الضعيفة فيه ولذلك فان التضامن العربى هو الآخر فى حاجة الى تضحيات عربية من خلال رؤى عربية يسودها فكر التضحية العقلانية والبعد عن الانانية والفردية التى كان لها اكبر الاثر فى الاوضاع التى تشهدها المنطقة فى الوقت الحالى. واكد الجمالى ان الجامعة العربية عند انشائها كانت سطحية وتتخذ قرارات تتسم بنفس السمة الا انها شهدت تطورا ملحوظا فى الاداء افضل مما كان فى الماضى وهذا كفيل بان يبعث روح الامل والتفاؤل فى اصلاح الجامعة العربية. اما الدكتور حسن مكى رئيس وزراء اليمن الاسبق فقد اكد انه يجب على الدول العربية قبل الحديث عن تطوير الجامعة ان تتحدث عن تطوير انظمتها لان الجامعة العربية ماهى الا مرآة لتلك الانظمة وعندما تريد الشعوب تطويرا فينبغى الا يكون التطوير منصبا على المرآة وانما على الاصل وهو الانظمة العربية نفسها التى ان صلحت صلح حال الجامعة وان كانت غير ذلك فان الجامعة ستكون مجرد كيان نظرى لايؤدى اي دور يذكر فى حياة الشعوب ويكون الحديث عن محاولات تطويرها حديثا غير مستساغ مشيرا الى اهمية احداث تطوير جذرى وهنا لابد ان يحدث تغيير فى وضع الجامعة الى الافضل. وقال عبد الولى الشميرى سفير اليمن بالجامعة العربية ان احداث سبتمبر كشفت حالة الضعف التى توجد عليها الجامعة العربية. وقال الشميرى انه بعد حالة الضعف التى ظهر عليها العرب والتى كشفتها الاحداث العالمية تضع العرب امام احد خيارين اما التقارب العربى ووصل ماتم قطعه واحداث نوع من التلاحم والتواصل الاخوى العربى واما السقوط العربى فى منظومة جديدة ترعاها اسرائيل وهى منظومة الشرق اوسطية مشيرا الى ان العرب قد فطنوا للاهداف الصهيونية فى تكوين منظومة جديدة تقودها اسرائيل ولذلك تقدموا بمبادرات كجزء من قطع الطريق امام اسرائيل فى تكوين تلك المنظومة وتقدمت بعض الدول بمشروعات لتطوير العمل العربى من خلال الجامعة العربية والتى كان آخرها الورقة اليمنية كبديل تصورى يستقى افكاره من المبادرات التى سبق وان تقدمت بها الدول الاخرى مثل المملكة العربية السعودية وقطر ومصر. واوضح الشميرى ان المقترح اليمنى تلخص فى انشاء اتحاد عربى بديل للجامعة العربية لان متطلبات التزامات الاتحاد تختلف كثيرا عن متطلبات والتزامات الجامعة كما انها فى حدود امكانيات الدول العربية. متحدثون رئيسيون في الندوة