لم تكد تمضي 24 ساعة على التحذير الذي وجهته 12 من قبائل محافظة صنعاء للمتمردين الحوثيين وفلول صالح بضرورة مغادرة المحافظة، حتى تحول ذلك التحذير إلى واقع تجسد في الاشتباكات العنيفة التي خاضها مقاتلو القبائل ضد الإرهابيين في منطقة نهم شرق العاصمة، بعد رفض السكان وضع دبابات للحوثيين في الجبال الواقعة بأراضيهم. إلى ذلك، طالبت قيادة التحالف ضباط الجيش اليمني السابق بالانسلاخ من التمرد والانضمام إلى الشرعية، وقالت في منشورات ألقتها طائراته في صنعاء: إن البلاد تحكمها الشرعية، وليس فلول الانقلابيين. ويتزامن ذلك مع اقتراب اكتمال خطة تحرير صنعاء التي أطلق عليها "أم المعارك". في تنفيذ سريع لتهديداتها التي وجهتها خلال الأيام الماضية، خاضت قبائل محافظة صنعاء أمس اشتباكات عنيفة مع ميليشيات التمرد الحوثي، وفلول المخلوع علي عبدالله صالح، وأشار المركز الإعلامي للمقاومة إلى أن المواجهات بدأت بمنطقة نهم شرق العاصمة، بين مجاميع حوثية ومقاتلين ينتمون إلى قبائل المنطقة. وأضاف أن القتال اندلع عندما أرادت مجاميع حوثية التمركز في جبال نهم المطلة على مأرب، إلا أن أهالي المنطقة رفضوا استخدام أراضيهم في الاعتداء على المواطنين، ما أدى إلى المواجهة التي أسفرت عن مقتل عدد من عناصر الميليشيات وإحراق ثلاثة أطقم تابعة لها. ضربة موجعة في سياق متصل، أكدت مصادر إعلامية أن التحالف العربي الذي تقوده المملكة وجَّه ضربة موجعة للانقلابيين، عندما تمكن من إقناع قبائل ومؤيدين لهم بالعودة إلى حضن الشرعية والانضمام للتحالف. وتابعت بالقول إن كثيرا من القبائل التي كانت متواطئة مع المتمردين تحررت من الخوف الذي كان الدافع الرئيس لها في عدم الوقوف مع المقاومة الشعبية، وإن قيادة التحالف تعهدت لهذه القبائل بالوقوف إلى جانبها والدفاع عنها إذا تعرضت لأي عملية انتقام من المتمردين. إلى ذلك، هز انفجار ضخم أمس مواقع التمرد الحوثي في العاصمة صنعاء، وقالت مصادر ميدانية إن الانفجار وقع في الأحياء الجنوبية. مشيرة إلى أن قوة الانفجار تجلت في الأصوات الضخمة التي عمت كافة أنحاء العاصمة، وأضافت أن أصوات إطلاق المضادات الأرضية سمعت بشكل متقطع، وهو ما أثار مخاوف السكان من ارتداد تلك المقذوفات العشوائية عليهم، على غرار ما حدث كثيرا خلال الفترة السابقة، حيث سبق لمنظمة العفو الدولية أن أشارت إلى أن هذه المضادات القديمة هي السبب الرئيس في مقتل وإصابة كثير من السكان المدنيين، بعد ارتدادها عليهم وسقوطها وسط الأحياء المدنية. زرع الألغام على صعيد متصل، ألقت قيادة التحالف العربي الذي تقوده المملكة، منشورات خاطبت منسوبي القوات المسلحة والأمن، الذين لا يزالون تحت إمرة جماعة الحوثي والرئيس المخلوع في العاصمة صنعاء. وجاء في المنشورات التي خصصتها قيادة التحالف للعسكريين في العاصمة وضواحيها للمرة الأولى منذ انطلاق عملية عاصفة الحزم أن اليمن ينبغي أن يحكم بالشرعية وليس بقوات الحوثي، وأن الانضمام لقوات الشرعية يحافظ على الدولة. ويتزامن توزيع المنشورات مع أنباء ومؤشرات تؤكد اقتراب ساعة الصفر لتحرير صنعاء عبر عملية عسكرية يجري التحضير لها على أكثر من صعيد وفي أكثر من اتجاه، فيما توالي قوات الشرعية ووحدات مساندة من قوات التحالف معززة بأسلحة وآليات ومعدات عسكرية ضخمة الوصول إلى محافظة مأرب لتحريرها قبل التوجه إلى العاصمة. وكانت مصادر إعلامية قد كشفت أن جماعة الحوثي بدأت بزرع الألغام حول صنعاء ومداخلها. كإجراء احترازي لتوقع اقتحامها بواسطة مقاتلي المقاومة الشعبية وعناصر الجيش الموالي للشرعية بدعم جوي من قوات التحالف.