فيما واصلت طائرات التحالف الذي تقوده المملكة لردع المتمردين الحوثيين وأنصار الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح غاراتها أمس، وقصفت كثيرا من مواقع الانقلابيين، أكدت مصادر ميدانية أن المقاومة الشعبية وسعت من عملياتها وكبدت المتمردين خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات. وقالت مصادر ميدانية داخل المقاومة الشعبية إن مقاتلات قوات التحالف شنت فجر أمس سلسلة من الغارات الجوية على مواقع في محافظة صعدة شمال اليمن، معقل جماعة الحوثيين. وأضافت أن الغارات استهدفت مقار حكومية، من بينها القصر الجمهوري ومعسكر النجدة ومعسكر قوات الأمن الخاصة. كما قصفت الطائرات مواقع للمتمردين في مناطق أخرى من بينها ضحيان. وكان المتحدث باسم قوات التحالف العميد أحمد عسيري، أعلن محافظة صعدة هدفا عسكريا للتحالف، عقب تكرر اعتداءات المتمردين على مواقع للجيش السعودي. وعقب هذا الإعلان، نفذت القوات أعنف غاراتها الجوية على مواقع ومنازل لقادة الانقلاب في المحافظة، ودمرت عددا من مخازن الأسلحة. مصرع عشرات الانقلابيين في غضون ذلك، أكدت مصادر طبية أن المتمردين تكبدوا خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات في غارات للتحالف استهدفت أمس مواقعهم في صنعاء وحجة، مضيفة أن 57 ضابطا وجنديا من الحوثيين والقوات الموالية للمخلوع صالح قتلوا في غارات على معسكر القوات الخاصة "الأمن المركزي"، جنوبصنعاء. وكان المعسكر تعرض أمس إلى أربع غارات، وهي المرة الأولى التي يُستهدف فيها منذ بدء عملية عاصفة الحزم في السادس والعشرين من مارس الماضي. كما أكدت مصادر داخل المقاومة أن 39 من مسلحي جماعة الحوثي قتلوا بغارة للتحالف على منطقتي "الردحة" و"تعشر" بمديرية "بكيل المير" في محافظة حجة شمال غربي صنعاء. مشيرة إلى أن سبع غارات جوية استهدفت مخازن أسلحة للإرهابيين في هذه المحافظة. وبدورها، أكدت مصادر إعلامية أن 21 غارة استهدفت مواقع للحوثيين على الشريط الحدودي، فيما شن الطيران ثماني غارات على معسكر 25 ميكا بعبس في نفس المحافظة، مشيرة إلى أن طائرات التحالف قصفت كذلك تجمعات لمتمردين تمركزوا في المنازل على الحدود، وقصفوا بشكل عشوائي مناطق ومدن سعودية، ما أدى إلى مقتل 19 متمردا. وأضافوا أن طيران التحالف العربي شن أعنف غاراته على مواقع للمسلحين في منطقة حرض وقرى على الشريط الحدودي منذ الساعات الأولى من فجر أمس. وعلى صعيد المعارك التي تدور على الأرض بين مقاتلي المقاومة الشعبية والمتمردين الحوثيين المسنودين بفلول المخلوع صالح، في العديد من المدن والمحافظات، لقي 23 مسلحا متمردا مصرعهم في اشتباكات مع المقاومة الشعبية في مديرية صرواح غرب محافظة مأرب الغنية بالنفط شرق العاصمة صنعاء. وقالت مصادر قبلية إن الإرهابيين فروا من بعض مناطق الاشتباك. كما أكدت مصادر في المقاومة الشعبية أنها باتت تحاصر ما تبقى من ميليشيات صالح والحوثي في صرواح، وأنها قتلت العشرات في قصف مكثف على مواقعهم. وفي تعز، لقي بعض القيادات الميدانية للتمرد مصرعهم بعد أن استهدفت المقاومة الشعبية مقرا لهم في حي المستشفى العسكري وسط المدينة. وقالت مصادر ميدانية إن مسلحي المقاومة تمكنوا فجر أمس من السيطرة على جبل العريش، ليقتربوا بذلك من معسكر القوات الخاصة الذي يتمركز فيه الحوثيون وقوات صالح. مضيفة أن المدينة شهدت اشتباكات عنيفة وقصفا من المتمردين، أوقع ثلاثة قتلى من المدنيين في حي سكني وسط المدينة، وسجل نزوح للسكان بسبب القصف الحوثي وتصاعد الاشتباكات. وفي المحافظة نفسها، تمكنت المقاومة الشعبية من إسقاط عشرات القتلى والجرحى في صفوف الميليشيات الانقلابية، حيث نصبت كمينا لتعزيزات عسكرية كانت في طريقها إلى داخل المدينة، كما تمكنت المقاومة من أسر عشرات من المتمردين الذين حاولوا الفرار من موقع الكمين. استشهاد نجل المخلافي في سياق متصل، أكدت مصادر المقاومة نبأ استشهاد الدكتور أسامة المخلافي، نجل قائد المقاومة الشعبية في تعز الشيخ حمود المخلافي في إحدى جبهات القتال التي تشهدها المدينة. وأضافت أن الشهيد الدكتور كان يقود المعارك في منطقة وادي عرش القريب من منطقة الحرير شمال مدينة تعز، التي سلمتها قيادات حزبية تابعة للمخلوع إلى قوات صالح ومسلحي جماعة الحوثي، وتابعت بالقول إنه كان قد أصيب بشظية خفيفة في ناصيته وأسعف لمستشفى الروضة وبعد الانتهاء من تضميد جراحة أراد العودة إلى جبهة القتال مرة ثانية، وأثناء عودته تعرض لكمين مع أربعة من مرافقيه في منطقة العرسوم التي تم دحر الانقلابيين منها. وتدور اشتباكات عنيفة بين الجيش والمقاومة الشعبية من جهة وبين ميليشيات التمرد في دبة غليس في منطقة وادي عرش بعد أن حاولت تلك الميليشيات التقدم باتجاه شارع الأربعين. وفي محافظة إب، شمال تعز، أعلن أمس عن تشكيل مجلس للمقاومة الشعبية لمواجهة انقلاب الحوثيين واستعادة الشرعية. وقالت مصادر ميدانية إن مدينتي تعز وعدن تعيشان أوضاعا كارثية نتيجة استمرار المعارك بين لجان المقاومة والإرهابيين، وأضافت أن الإعلان عن تأسيس مجلس مقاومة في مدينة إب ينبئ بمعارك شرسة قد تشهدها المدينة في قادم الأيام. تنظيم الصفوف واعتبر محللون سياسيون أن قرار تشكيل المجلس يشكل تطورا مهما في مسار المواجهة مع ميليشيات التمرد، سواء من حيث قطع الإمدادات عن هذا التحالف إلى مدينة تعز، أو استنزافه بجبهة جديدة طالما ظلت محل تساؤلات عن موعد اشتعالها، مشيرين إلى أن الإعلان عن المجلس أتى بعد اتفاق مشايخ قبائل المحافظة على تنظيم صفوفهم في كيان المجلس وتوظيف الجهود لمقاومة ميليشيات الحوثي وقوات صالح من أجل تحرير المحافظة وإعادة الأمن والاستقرار إليها وصولا إلى عودة مؤسسات الدولة الشرعية لممارسة وظائفها الدستورية والقانونية. وقال عضو المجلس والمتحدث باسمه الشيخ عبدالواحد حزام إن المجلس يضم وجهاء وشخصيات من مختلف المكونات السياسية والاجتماعية، وبابه مفتوح لمن يرغب بالانضمام إليه وفق أهدافه المعلنة. أما في محافظة شبوة، فاضطرت ميليشيات الانقلاب إلى الانسحاب من موقع جبل سود البنا بقرية باسويدان، نتيجة للمقاومة الشرسة التي أبداها الثوار في وجههم، والهجوم المكثف الذي شنوه عليهم. وأكدت مصادر داخل المقاومة أن المتمردين انسحبوا من الحصن بعد أيام من السيطرة عليه، مشيرين إلى أن الحصن الحربي بناه الأجداد فوق جبل سود البنا لصد أي هجوم على القرية منذ القدم، وكان يتخذه رجال المقاومة موقعا عسكريا ويستخدمونه للمراقبة ورصد تحركات الحوثيين .. وتفكيك خلية حوثية في مأرب كشفت مصادر بارزة في محافظة مأرب أن رجال المقاومة الشعبية تمكنوا من اكتشاف خلية حوثية بحوزتها أسلحة ومتفجرات في إحدى الشقق السكنية، مشيرة إلى أن العيون الأمنية بالمدينة رصدت تحركات مشبوهة في إحدى الشقق السكنية في منطقة قريبة من حارة السلام، وجرت عملية المتابعة والرصد من قبل رجال الأمن، وتمت دهم الشقة وإلقاء القبض على خلية مكونة من 12 حوثيا يقودهم مدير أمن محافظة الجوف السابق، المحسوب على المتمردين ووجد بحوزتهم 15 قطعة سلاح ومتفجرات بحسب المصدر. وأكد المصدر أن سيارة تابعة للخلية جرت عملية تمويهها بطريقة مختلفة وجد فيها ملابس نسائية، وكذلك وثائق وصور لشخصيات غير يمنية تم الحجز عليها جميعا لدى الأجهزة الأمنية. وأوضح المصدر أن التحقيقات مع الخلية جارية لمعرفة ارتباطاتها وأفرادها. وكانت المدينة شهدت أمس إجراءات أمنية مشددة منذ الصباح الباكر عقب إلقاء القبض على الخلية، وذكر مصدر أمني أن الإجراءات الأمنية التي شهدتها المحافظة اليوم تأتي لضمان عدم تسرب أو فرار أفراد الخلية. وتشهد محافظة مأرب تصاعدا في القتال بين المقاومة الشعبية وميليشيات التمرد، وقالت مصادر قبلية إن مواجهات عنيفة اندلعت بين الجانبين، بمنطقة صرواح غرب مأرب، أسفر عنها مقتل 18حوثيا وأسر 15 آخرين وجرح العشرات، مؤكدة أن الثوار تمكنوا من السيطرة على سيارات تابعة للميليشيات تحمل أسلحة متوسطة وخفيفة وكميات من الذخيرة، وأن المقاومة تعقبت أفراد الميليشيا وحاصرتهم في إحدى المناطق التي هربوا إليها وأمطرتهم بوابل من النيران من مختلف الأسلحة واستمرت المواجهات حتى فجر أمس. بدوره، قال رئيس تحالف قبائل مأرب، الشيخ صالح لنجف في تصريحات صحفية إن المقاومة طاردت عناصر الميليشيات وانتصرت عليها، وإن جثث الانقلابيين لا تزال ملقاة في مناطق المواجهة، مؤكدا أن الثوار يحققون انتصارات حقيقية على الواقع، فيما لا يحقق المتمردون انتصارات إلا في وسائل التواصل الاجتماعي، لتعزيز معنويات عناصرهم المنهارة جراء الضربات المتواصلة التي تتلقاها من المقاومة. كما أشارت مجموعة من رجال المقاومة إلى أن مقاتلي الحوثي لا يقوون على الصمود، بل لاذوا بالفرار منذ اندلاع الاشتباكات. وأضافوا أن ما حدث يؤكد أن غالبية المتمردين دفعوا بالإكراه إلى جبهات القتال وحينما اشتدت المعارك لم يجدوا وسيلة للدفاع إلا الهرب من أرض المعركة.