كشف قائد المقاومة الشعبية في مديرية عتمة، عبدالوهاب عوضة، أن عناصر المقاومة الشعبية استطاعوا خلال الأيام الماضية قتل كثير من قيادات التمرد الميدانية خلال المواجهات، مشيرا إلى أنهم سعوا في البداية إلى إخراج المتمردين دون قتال، حقنا للدماء، وطالبوا المتمردين بالانسحاب دون قتال، إلا أنهم رفضوا ذلك، وتمسكوا بالبقاء، بل وبادروا إلى محاولة اعتقاله مما دفع شباب المديرية للتصدي لهم ولقنوهم درسا كبيرا في التضحية والفداء. وكشف عوضة في حواره مع "الوطن" عن وجود أسرى بطرف الثوار، مشيرا إلى أنهم يحتفظون بقيادي حوثي ميداني، حاول المتمردون إطلاق سراحه دون جدوى، كما أجاب عن كثير من الأسئلة كما تطالعون في الحوار التالي: بداية نتساءل عن السبب في تأخر انضمامكم للمقاومة الشعبية؟ عتمة مثلها مثل باقي المحافظات والمديريات، ولها مواقف مشرفة منذ البداية، حيث حاولت إخراج المتمردين عبر وسائل غير قتالية، واستغرق التفاوض مع الحوثيين وقتا طويلا وانتهى بالفشل الذريع، لذلك اتخذنا قرارنا بإخراجهم عن طريق القوة، وكما يقولون أن نتأخر في الوصول خيرا من أن لا نصل أبدا. رصد الحوثيون قوة كبيرة لاعتقالكم، كيف استطعتم مواجهتها؟ الفضل لله أولا، ثم بجهود الشباب المخلصين الأوفياء من عناصر المقاومة الشعبية في المديرية، حيث جاءت قوات كبيرة لتنفيذ ذلك الهدف، مدججة بكميات كبيرة من الأسلحة، ولكن شباب المقاومة لقنوا المتمردين درسا لن ينسوه، ولم يسبق أن تلقوه في منطقة أخرى، وسوف يتجرعون المزيد من ذلك. كيف هي الأوضاع الميدانية لديكم؟ الأوضاع في الوقت الحالي أفضل بكثير، وكل يوم تتطور إلى الأحسن، اليوم يتوافد شباب المنطقة، وهنا أود الإشارة إلى معلومة مهمة جدا، هي أن مديرية عتمة من أكثر المديريات انتماء للمؤسسة العسكرية، حيث يوجد أكثر من 30 ألف شاب من أبناء المديرية في القوات المسلحة، عادوا إلى منطقتهم من أجل الدفاع عنها، بعد أن انفضوا من الجيش الموالي للتمرد، وقرروا توجيه جهودهم لصالح وطنهم، بدلا عن دعم التمرد، والحمد لله، فقد استطعنا الاستفادة من خبراتهم وقدراتهم العسكرية، لاسيما أن منهم ضباطا برتب رفيعة، وجنودا يمتلكون الخبرة الكافية والرغبة في القتال. ما خطتكم لتحرير عتمة؟ خطتنا تسير في الطريق الصحيح، وإذا كنت لا أستطيع الإفصاح عنها، إلا أنني أقول إن تنفيذها بدأ فعلياً وما هي إلا أيام قلائل ونتمكن من طرد العناصر الانقلابية بصورة نهائية، بعد أن رفضوا العروض السلمية للانسحاب بدون قتال، وسوف نتخلص منهم قريبا إلى الأبد، بعد أن أرادوا فرض سيطرتهم بالقوة، مما جعل أبناء المنطقة ينتفضون للدفاع عنها. أشارت أنباء إلى تمكنكم من قتل قيادات كبيرة من المتمردين، هل تفصح لنا عن الرقم الحقيقي؟ ليست لدي إحصائية دقيقة بعددهم، ولكن يمكن القول إن هناك قادة متمردون كثيرون لقوا مصرعهم بأيدي الثوار في عتمة، منهم شخصيات بارزة ومؤثرة، وتجرع الحوثيون خسائر كبيرة وفادحة. ما أبرز الانتهاكات التي ارتكبها الانقلابيون في عتمة؟ أقدموا على ارتكاب جرائم لا يمكن حصرها، شملت الاعتقالات، ونهب أموال الناس بالباطل، والزج بالأطفال في القتال بالإكراه، والقتل، واستفزاز المواطنين، والعبث بكل مقومات العيش، كما وصفوا خصومهم بالدواعش وكفروهم وسفكوا دماءهم.
ما أبرز الصعوبات التي تواجهكم لإكمال عملية التحرير؟ أكبر الصعوبات هي نقص السلاح اللازم، فنحن نقود المعركة ضد الحوثيين بإمكانيات متواضعة، وجهود ذاتية، ولم نجد الدعم الكافي، بل قام البعض ببيع أثاث منزله، ومقتنياته الشخصية، من أجل شراء السلاح للدفاع عن الأرض والعرض، لكنا على ثقة بأن قيادة التحالف العربي، والمملكة على وجه الخصوص، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، لن تقف مكتوفة الأيدي وستمدنا بكل ما يلزم لاجتثاث هذه الطغمة الفاسدة. هل موقف كل المشايخ موحد ضد استنكار أعمال الحوثي؟ هناك فئة قليلة تتظاهر بموالاة الحوثيين، خوفا منهم، أو لوجود مصالح شخصية، لكن أعداد هؤلاء لا تتجاوز 2%، وغالبية سكان المديرية وشبابها يقفون مع الشرعية، وعقدوا العزم على تحرير بلادهم بصورة نهائية. كيف تنظمون المقاومة الشعبية؟ هي في بداياتها ولكنها حققت في فترة قليلة ما لا يمكن تحقيقه إلا في شهور طويلة، حيث نقاوم بكل بسالة وقوة، ونستمد عزيمتنا من أننا حتى وإن كنا قليلي العدد، إلا أن وقوفنا إلى جانب الحق يزيدنا قوة وشجاعة، الآلة العسكرية التي تواجهنا اشترتها الدولة من عرقنا والضرائب التي دفعناها، ولكن التمرد وجهها نحو صدور المواطنين العزل، بدلا من أن تكون في خدمته ولراحة أبنائه. كم عدد الأسرى لديكم؟ نحتفظ في الوقت الحالي بحوالي 20 أسيرا، بعد أن قمنا في وقت سابق بإطلاق سراح الكثيرين منهم، لأنهم أطفال لم يبلغوا سن الرشد، ورأينا بعد مشاورات أن نقوم بتلك اللفتة الإنسانية بدون مقابل. هل بين هؤلاء قيادات؟ نعم، لدينا قيادي ميداني يدعى عبدالله الشربي، سعى المتمردون كثيرا لإطلاق سراحه دون جدوى، ونحتفظ به في مكان آمن.