في تأكيد على انتهازيتهم وعدم مبالاتهم بأبسط القواعد الإنسانية، رفض المتمردون الحوثيون دعوات لمقايضة أسراهم لدى لجان المقاومة الشعبية في كثير من المدن، مقابل الأهالي الذين اختطفوهم، ولم يكتفوا بذلك، بل طالبوا المقاومة الشعبية بتقديم برميلي ديزل عن كل مختطف. وكانت مواقع تابعة للمقاومة الشعبية عرضت في تسجيلات مصورة بعض الأسرى الحوثيين الذين سقطوا في أيدي الثوار، حيث توجد نسبة كبيرة من الأطفال وسطهم. وتحدث بعض الأسرى عن عمليات خداع تعرضوا لها من المتمردين الذين أوهموهم بشعارات طائفية بأن ما يقومون به هو قتال الدواعش التكفيريين، مؤكدين أن الحقيقة التي ظهرت لهم بعد أسرهم غير ذلك. وأنهم كانوا يقاتلون إخوانهم في الوطن. يقول أحد الأسرى، الذي لا يتجاوز عمره 18 عاماً، "جندونا بحجة التصدي لمقاتلي داعش، وعندما حضرنا إلى عدن، لم نجد إلا أشقاءنا من الحراك الجنوبي والمقاومة الشعبية، ورفضنا القتال وسلمنا أنفسنا لهم، ويقول آخر "لم نجد دواعش كما قالوا لنا ولكن وجدنا أناساً طيبين". وكانت مساجد مدينة عدن كثفت في الفترة السابقة دعوتها للمتمردين الحوثيين إلى تسليم أنفسهم، ووعدتهم باسم المقاومة الشعبية بالمعاملة الحسنى، وقد تجاوب العشرات من المتمردين مع تلك الدعوة، وبالفعل تعامل معهم مقاتلو اللجان الشعبية بطريقة إنسانية، ووفروا لهم الغذاء والمسكن، ما أغرى المئات باتخاذ نفس الخطوة. ولم يكتف بعض الأسرى الذين استسلموا للمقاومة بالتوقف عن القتال مع المتمردين، بل انضموا بكل أسلحتهم إلى القتال ضمن صفوف المقاومة الشعبية. وأشارت مصادر من داخل المقاومة إلى أن غالبية المقاتلين الحوثيين يرغبون في التوقف عن القتال، وتسليم أنفسهم للمقاومة، إلا أنهم يخشون تنكيل المتمردين بعائلاتهم، إذا أقدموا على ذلك. كما أنهم يتعرضون لتهديدات أخرى بطرد عائلاتهم من منازلها ومصادرتها. وكانت "الوطن" قد نشرت من قبل تقريراً كشفت فيه أن أعداداً كبيرة من أفراد المليشيات الانقلابية هم من الأطفال الذين لم يتجاوزوا السادسة عشرة من أعمارهم، حتى إن بعضهم لم يكن يقوى على حمل السلاح، وأشار بعضهم عقب وقوعه في الأسر إلى أن قيادة التمرد جندتهم مقابل الغذاء وتقديم كميات منتظمة من مخدر القات لهم.