علي عبدالله الشهري دعتني أوضاع الشباب اليوم لتحريك النظر في أوراق الشباب بين ماض ذهب ولن يعود وحاضر نعيش مذاقه العذب مع شيء من المرارة، ومستقبل لا نعلم ما الله قاض فيه.. لا يخلو زمان من أن يكون فيه الشباب بين مبصر بعين، ومبصر بعينين، ومبصر ومتأمل بعقل رشيد وقلب صاف ودليل إرشادي سليم يعتمد على قول الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ومن سار على منهج الحق، متتلمذ عند أقوام يدركون ما يقولون وما يفعلون، يحبون ما أحبه الله ورسوله وينصحون بحق وعدل وحكمة بعيدة عن الضلال ومواقع الشبهات والخلافات التي من شأنها أن تحول دون الحق وقول الحق وفعل الحق. إن من المؤسف أن تسمع وتشاهد شبابا غرهم في دينهم شياطين الأنس قبل شياطين الجن، إما أنهم شربوا وأكلوا مما جرى في عرفنا أنه يذهب العقل ويسقط التكليف ويعمي البصر ويذهب البصيرة فلا بأنفسهم ينتفعون ولا يكفون عن الناس شرهم وغيهم وأذاهم، وإما أنهم أشربوا كأسا مما اختلف فيه الناس في الماضي والحاضر، وزرع في أذهانهم أنهم على حق وأن من حولهم على باطل، وأنهم يدعون إلى الخير وإلى جنات عدن، مما جعل على أبصارهم غشاوة وأقفلت قلوبهم بالضلالة، فلا يعتبرون بمصير من حولهم ممن سار على نهجهم وأخذ بقولهم وفعلوا أفعالهم، نعم ذهب عنهم العقل والبصر والبصيرة، وإلا فكيف لمن يقوم بتفجير نفسه أن يفعل هذا الفعل وهو يعلم أنه سوف يكون أشلاء متناثرة بفعل هو صنعه أو صُنع له وهو من قام بتنفيذه، ليس هذا فحسب، بل كيف لعاقل أو حتى مبصر أن يقدم على عمل يقتل فيه من لا ذنب له ولا حاجة إلى قتله؟ إن مما تواترت به الأحاديث عن أفعال فئة من شباب هذا الزمان، أنهم يخربون ويدمرون أوطانهم بدافع من فئة متخفية تتخذ الشباب آلات تنفيذ إما مقابل المال أو مقابل وعود بالجنة التي لا يملكونها لأنفسهم فضلا عن غيرهم، فهل أدرك الشباب أن المال الموعودون به في حكم المفقود عند موتهم؟ أما الجنة فهل تأملوا أن هؤلاء الضالين لا يملكون لأنفسهم نفعا ولا ضرا في الدنيا فكيف بهم في الآخرة؟ على الشباب أن يعودوا إلى رشدهم ويحققوا أمنهم وأمانهم في ظل كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن يعينوا قيادتنا الرشيدة في حمل رسالتها لخدمة بيوت الله ورعاية هذه البلاد المباركة ومن حولها.