نحن نعلم أن الإنسان يغتر بعقله أحياناً قبل أن يكون عبدا لربه، ولكن إذا من الله عليه بالهداية فإنه بالعقل يهتدي وإن لم يكن له من الهداية نصيب فهو بالعقل يرتدي ولو كان من أبرز المفكرين ومن أكبر الفلاسفة، فيكون لديه التفكير الشيطاني، حيث استلت منه البصيرة وجعل الله على بصره غشاوة فلا جذوة للإيمان في قلبه تنير له الظلمات فلا يدرك من الأمور إلا ما يريد به شيطانه؛ لأن الإنسان بفطرته العبودية إما لله وإلا للشيطان، والمصيبة أن تأتي الضلالة على علم كبير ومعرفة واسعة قال تعالى ?ومن أضله الله على علم? الآية. فطامنوا من كبريائكم يا من اقتحمتم بحورا لم تستطيعوا الخوض فيها، بل خضتم الشواطئ فغرقتم وانزلقتم إلى دائرة الزيغ الذي لم يكن بعده إلا الهلاك إلا من استدرك وأدرك بالتوبة والاستغفار، فافهموا يا من قصرت عقولهم وتدنت أفكارهم، أنكم لستم على شيء سوى الهذيان فمنكم من فاحت منه رائحة الإلحاد ومنكم من استله الشيطان إلى عقيدة أخرى ومنكم من يريد أن يتخلى المجتمع عن بعض ثوابت الدين التي هي من الإيمان صمام الأمان لحفظ الاستقرار. عودوا إلى الله فإن ما تدعون إليه وما تريدونه لا يغني من الحق شيئا فوالله لسنا بعاجزين عن مناظرتكم وبإذن الله في دحر باطلكم، ولكن نلجأ إلى الله أن يهديكم ويخرجكم من الظلمات إلى النور قبل أن تكونوا من الهالكين، عسى الله أن لا يكتب لكم ذلك ويردكم ردا جميلا والله المستعان. محسن جهز أبو عقال (مكةالمكرمة)