في جادة عكاظ يجلس المهندس عادل محمد الوايل ويشرح لزوار السوق فن "الإنترسيا" الذي يمارسه منذ 25 عاما، مؤكدا أنه مخترعه ومصنع أدواته، لأنه كان يبحث في المكتبات أو مواقع الإنترنت العربية عن هذا الفن فلا يجد أحدا يذكره غيره. وقال الوايل إن "فن الإنتريسا" فن عالمي لا يوجد له امتداد في الوطن العربي، إلا من خلال أنامله الفنية، وهو فن التعامل مع الخشب، ويجمع ما بين فن النجارة والنحت. وأضاف أنه كان مبتعثا لأميركا لنيل شهادة الهندسة الميكانيكية، وكان يتلمس هذا الفن هناك من خلال المعارض الفنية المتخصصة بهذا النوع من التعامل مع الخشب، ومن خلال لقائه مع المبدعين أخذ على عاتقه نقل الإنترسيا وتأصيلها في الوطن العربي بأكمله، إلا أن رحلته كانت شاقة ومهمته صعبة، ولكنه تجاوزها بالصبر، وأضاف "هذا الفن يمزج ما بين النقش والنشر والصنفرة بأنواعها". وأشار إلى أن العمل يتم في مراحل عدة، منها اختيار صورة العمل الفني أولا، ثم تحويل الصورة إلى رسم يدوي بواسطة أحد البرامج الكمبيوترية، ثم يعمد إلى تجزئة الصورة إلى قطع حسب عوامل مثل الظل والبروز والانخفاض، ومن ثم ينسخها على الألواح الخشبية المناسبة، وبعد ذلك يقوم بنشر القطع ومباشرة صنفرة كل قطعة مع مراعاة اختلاف المناسب لأجزاء العمل الفني، ومن ثم إجراء عملية الصنفرة النهائية والتلوين والطلاء وقص لوح الخلفية، وتثبيت قطع العمل على لوح بالغراء، ثم الطلاء بكورنيش شفاف، وتثبيت وسيلة تعليق خلف لوح القاعدة. وعن مجالات الإنترسيا الفنية التطبيقية ذكر أنها متعددة مثل التراث والحروف العربية والإنجليزية وكذلك البيئة والديكور. وتحدث عن الصعوبات التي واجهته وقال إنها "متعددة، منها عدم توافر العدد اللازم، وغياب الاستشارات بحكم أن هذا الفن غير معروف في العالم العربي، إضافة إلى جهل الناس والمجتمع بهذا الفن وعدم تقييمه". وختم "أنصح بالصبر على هذا الفن، وسأقيم عدة دورات تدريبية فيه لأن هناك من يطلبه".