ألقت حالات التراجع الحادة التي لازمت أسعار الذهب طيلة الأشهر السبع الماضية، بظلالها على سوق منتجات المعدن النفيس في المملكة، حيث قدر نائب رئيس اللجنة الوطنية للمعادن الثمينة والأحجار الكريمة بمجلس الغرف السعودية علي الكندي في حديثه ل"الوطن" انخفاض الأسعار ب10% في الأسواق المحلية. ويجري تداول المعدن الأصفر دون 1100 دولار للأوقية منذ نزوله إلى هذا المستوى بعد موجة هبوط 20 يوليو، التي نزلت به إلى 1077 دولارا، مسجلا أدنى مستوياته منذ فبراير 2010. وتشهد أسواق ومحال بيع الذهب إقبالا كبيرا من المشترين والزوار، يدعم ذلك هبوط أسعار الذهب الخام، ما أدى إلى انخفاض أسعار المشغولات الذهبية. وأرجع الكندي سبب هبوط الذهب إلى ارتفاع الدولار وتحسن مؤشرات الاقتصاد الأميركي بكافة نشاطاته، مضيفاً أن هبوط أو ارتفاع أسعار الذهب يحمل توقعات حسية ومنها عوامل عديدة يدخل فيها العرض والطلب وارتفاع وانخفاض الدولار الأمركي وعوامل أخرى سياسية، في إشارة منه إلى تسبب الأحداث الدولية في تذبذب أسعار المعدن النفيس. كما أشار الكندي إلى أن بعض المناجم التي تعمل على استخراج خام الذهب، تختلف فيها تكلفة استخراجه حسب العمق للتنقيب، مضيفاً: "ففي بعضها تصل كلفة إنتاج كيلو الذهب من 900 إلى 1000 دولار بخلاف عمق بعض المناجم التي تنزل لعمق أكبر، وهو ما يؤدي إلى ارتفاع كلفة الكيلو فوق معدل 1000 دولار. وبالقياس على خمس سنوات مضت يمثل انخفاض الذهب الخام بنسبة 43%، ما أدى إلى نزول مبيعات الخام إلى 3% وهو ما يعد نسبة مقبولة. وعن اختلاف أسعار الجرام من الذهب المشغول والعادي واللوكس والسبائك، أوضح علي الكندي أن الزيادة في جرامات الذهب من محل إلى محل تعود لكلفة الأيدي العاملة والمصنعية، لافتا إلى وجود أيد عاملة مؤهلة للعمل على أنواع فاخرة من الذهب، وتسهم في إنتاج الذهب الوطني والذي يلقى إقبالا كبيرا من الزوار والمعتمرين والحجاج. وعن أنواع وعيارات الذهب، قال الكندي إن هناك عيار 18 و12 و24، بالإضافة إلى السبائك، مبيناً أن السعر يختلف حسب نوعية الجرام ودقة المشغولات. وقال الكندي إن الفرق الكبير الذي أظهره تعافي الاقتصاد الأميركي، أدى إلى انخفاض سعر الذهب، في حين أن الذهب له مواسم يزداد عليه الطلب فيها، خصوصا في مدن المملكة الثلاثة مكةالمكرمة والمدينة المنورةوجدة، نظرا لإقبال الحجيج على شراء الذهب بكثرة، وهو ما يرفع نسبة المبيعات عن المواسم العادية بزيادة قدرها من 15 إلى 25%، مضيفا: "وهذا يختلف من مدينة إلى أخرى، وتمثل مدينة جدة السوق الأكثر مبيعا للذهب والمشغولات الذهبية والسبائك، حيث يحرص الوافدون على شراء السبائك الذهبية لسرعة بيعها واستغلال الفروقات، بينما تتفاوت أوزان السبائك لتسعة أشكال وأوزان تختلف ما بين وزن جرام و10 جرامات و50 جراما و100 جرام إلى ربع كيلو ونصف كيلو، وحتى كيلو، فيما تصل قيمة السبيكة بسعر اليوم التي تزن 50 جراما إلى 6700 ريال سعودي. ومن جهته أكد بائع بأحد محال الذهب غلام رحمان أن الإقبال الملحوظ على اقتناء المشغولات والسبائك الذهبية بجدة، فرصة سانحة لعودة النشاط الشرائي في وقت شهد السوق المحلي ركودا تسبب في خسائر ملحوظة لبعض التجار. وأوضح رحمان أن المشتري السعودي لا يمنعه انخفاض السعر أو ارتفاعه من الشراء حيث تحرص الأسر السعودية على شراء الذهب بمناسبة الزواجات، ويعود انخفاضه فرصة للمشترين القادمين من خارج المملكة من المعتمرين والمقيمين، حيث يحرص البعض منهم على اقتنائه وتوفيره للاستثمار المستقبلي، مضيفاً: "من الصعب معرفة إذا كان السعر سيرتفع مرة أخرى لكن يود التجار ألا ينخفض للأكثر من ذلك حتى لا يتكبدوا خسائر أكبر".