بدأ فريق عمل عرض مسرح الشارع (نقش من هوازن) الذي تفتتح به فعاليات (جادة سوق عكاظ)، بروفات الطاولة، فيما يبدأ اليوم الجزء الثاني من البروفات في الميدان. ويخرج العرض المسرحي ممدوح سالم، بمعاونة المخرج المنفذ خلدون كريم، ومساعد المخرج أحمد الصمان، ويعمل فيه 200 ممثلا و50 فنيا ويستخدم فيه 40 جملا 20 حصانا 200 قطعة من السيوف والرماح. ويجسد عرض "نقش من هوازن" لمؤلفه حسين عادل شاهين، وإنتاج مؤسسة رواد ميديا للإنتاج الصوتي والمرئي، حياة أحد أشهر الشعراء العرب في الجاهلية وصدر الإسلام ومبدع واحدة من أشهر المعلقات وهو لبيد بن ربيعة العامري.. الذي وقع اختيار أمانة مهرجان سوق عكاظ عليه ليكون شخصية العام، و"ثيمة" المهرجان في دورته الحالية. وأوضح شاهين أنه ركز في تناوله لشخصية الشاعر والصحابي لبيد بن ربيعة منذ نشأته وتحديداً بداية مع موقفه مع الملك نعمان بن منذر منذ أن كان عمره 15 عاما وحتى مرحلة إسلامه، حيث يظهر العرض مدى الشجاعة والجرأة والحصافة التي تميز بها لبيد منذ ريعان شبابه، وأنه تمكن بفصاحة وبيان لسانه من كسب الملك النعمان بن المنذر لصالح قومه بعد أن أوغر "الربيع" صدره ضد قوم لبيد، وهي الواقعة التي أكسبت "لبيد" مكانة رفيعة ومنزلة كبيرة لدى الملك النعمان. وما تلا ذلك من مواقف تظهر ما تمتع به لبيد كشاعر وفارس قبل وبعد الإسلام. وأوضح شاهين أنه استغرق في كتابة العمل وإنجازه وحبكته الدرامية نحو 20 يوما، إلى أن وصل إلى التعديلات النهائية والاستقرار على العمل، لافتا إلى أن اختيار مسمى "نقش من هوازن" بعيدا عن مسمى الشخصية، لإعطاء دلالة رمزية على المكانة التي حفرها "لبيد" لنفسه في التاريخ كشخصية ناجحة في مختلف الميادين، وهو الأمر نفسه الذي حدث في العرض المسرحي الذي قدمته الجادة في العام الماضي باختيار اسم "فارس قومه" عن قصة الشاعر والفارس عمرو بن كلثوم. عمل ملحمي بدوره، أوضح منتج ومخرج العمل ممدوح سالم أن "نقش من هوازن" عمل ملحمي بمعنى الكلمة، فخلافا للوقت القياسي الذي تم فيه الإعداد للعرض، ومع انطلاق بروفات الطاولة ومن ثم بروفات الميدان، فإن فريق الإعداد بذل مجهودا كبيرا لمحاكاة الأجواء التي كانت سائدة في سوق عكاظ قديماً، إضافة إلى ساحة المبارزة التي كانت ملتقى الفرسان والمبارزين، وكذا منطقة "حي عكاظ" بما تعج به من قبائل تمثل عكاظ، إضافة إلى شعراء المعلقات الذين يعد "لبيد" من أبرزهم وأبلغهم، وكل هذا يعكس حجم العمل الضخم المبذول لتقديم عمل مميز بما يتضمنه من أحداث تاريخية ومواجهات فروسية وحركة القوافل وعروضها، وبالطبع السيطرة على كل هذا العدد الضخم من فريق العمل الذي يتجاوز 250 فردًا في عمل حي ومباشر أمام الجمهور أمر مرهق للغاية.وأشاد سالم بمصممة الأزياء رضا غزاوي التي قامت للدورة الثانية على التوالي في الدورة الثامنة والحالية التاسعة بتصميم أزياء تحاكي أزياء ما قبل الإسلام وما بعد ظهور الإسلام، مؤكدا أنها استطاعت أن تتميز من خلال التصميمات التي قدمتها في الدورة الماضية والتي ظهر بها الممثلون فكانوا أقرب ما يكونون إلى الصورة الحقيقة لفرسان وشعراء "سوق عكاظ" في فترة ما قبل ظهور الإسلام.. موضحا أنها بذلت مجهودا خياليا هذا العام أيضا في تصميم أزياء "نقش من هوازن".