في تصعيد جديد للأزمة الخانقة التي يعاني منها اليمنيون، بسبب الممارسات الخاطئة التي يتبعها المتمردون الحوثيون، وأساليب الابتزاز والنهب التي يقومون بها، منذ استيلائهم على السلطة في سبتمبر من العام الماضي، دعا قيادي في ما تسمى ب"اللجنة الثورية الحوثية"، جميع المواطنين إلى دفع مبالغ مالية لخزينة الجماعة، متذرعا بالحاجة الماسة إلى تعزيز خزينة الدولة بالأموال.وقال المتمرد الحوثي ناصر العرجلي "دعما للواجب الوطني، أقترح قرارا بفرض مبلغ 500 ريال يمني على كل فرد من أبناء الشعب اليمني، مقابل رفد خزينة الدولة، وإلزام الجميع بدفعها مثلها مثل زكاة الفطرة وتدفع عن طريق الواجبات بصورة رسمية، لأن هناك حاجة ماسة لتحصيل مبلغ 12 مليار ريال لتسيير أمور الدولة بعد أن نضبت ميزانيتها". وأضاف "بالنسبة للموظفين في السلك المدني والعسكري تخصم من مرتباتهم". وأوضح يمنيون أن هذا الاقتراح يعكس طريقة تفكير المتمردين الحوثيين، الذين لا يراعون الحالة المتردية التي وصل إليها المواطن اليمني بسبب سياساتهم الخاطئة، واستمرارهم في نهب أموال البلاد، مؤكدين أن غالبية أبناء اليمن باتوا على شفا المجاعة، ولم يعد بإمكانهم الصرف على عائلاتهم، بسبب الأزمة الاقتصادية الخانقة التي وصلوا إليها، مشيرين إلى توقف معظم الأعمال الاقتصادية والتجارية، بسبب استمرار العدوان. وقال المواطن اليمني سالم سعيد في إفادة إلى "الوطن": "من أين لنا أن ندفع تلك الأتاوة الجديدة؟ والجميع يعلم أن معظم أبناء الشعب اليمني هم من فئة العمال والموظفين، وبالنسبة لي شخصيا لا أستطيع أن أدفع 10 ريالات، ناهيك عن 500، بعد أن أصبحت عاطلا وغير قادر على تأمين معيشة عائلتي، بسبب الأوضاع التي يعرفها الجميع. فنحن نخرج يوميا لطلب العمل، ونعود في المساء إلى بيوتنا خالي الوفاض". من جانبه، قال الطالب في جامعة صنعاء، فارس الشريف إن ما طرحه القيادي المتمرد يمثل قمة الاستفزاز لليمنيين، الذين ذاقوا المر، ودفعوا ثمن الاحتلال من قوت أبنائهم، وأضاف "هذه العصابة التي استولت على الحكم لا تحس بأحاسيس المواطن المغلوب على أمره، ولا تلقي بالا للمعاناة الخانقة التي يعيشها، بعد أن أغلقت في وجوههم كافة أبواب العمل، وباتوا يعيشون في بطالة إجبارية، بعد أن أحجم أصحاب رؤوس الأموال عن الاستثمار بسبب انعدام الأمن، وتزايد الجبايات، وتوقفت غالبية المصانع عن العمل. حتى المحلات الصغيرة أغلقت أبوابها وفضل أصحابها البقاء في منازلهم، بعد أن استمرأ المتمردون فرض الضرائب الباهظة عليهم". وتابع بالقول "إذا استمرت هذه المأساة الإنسانية، فلا أستبعد وقوع كارثة إنسانية، لأنه لن يكون أمامنا سوى الخروج للشارع ومحاولة تغيير الوضع الراهن بالقوة، وحتما لن يسكت المتمردون على ذلك، وسيواجهون المتظاهرين بالرصاص، كما فعلوا مرات كثيرة. لذلك ليس أمامنا من حل إلا تفعيل العمل الشعبي، وتنشيط المقاومة المسلحة للتخلص من هذا الكابوس".