واصلت ميليشيات التمرد الحوثي اختراقاتها للهدنة التي كانت الأممالمتحدة أعلنتها في اليمن، حيث كثفت من اعتداءاتها في عدد من المدن والمحافظات، ما دفع طائرات التحالف إلى التصدي للانقلابيين وشنت غارات مكثفة عليهم في عدد من المواقع. وأشارت مصادر مطلعة إلى أن ميليشيات الحوثيين أقدمت أمس على اختراق الهدنة الإنسانية الرامية لوقف القتال وإيصال المساعدات الإنسانية في عدة محافظات، هي عدن وأبين ولحج والضالع وشبوة ومأرب وتعز. وكان المتمردون أقدموا على اختراق الهدنة بعد ساعات قليلة من إقرارها في اليمن. ففي عدن قصف الحوثيون وحلفاؤهم مناطق العريش وجعولة وبئر فضل وبئر أحمد وصلاح الدين، كما تم قصف المدينة التقنية، وخزان المياه الرئيسي لمدينة عدن، وسط تحذيرات من إمكانية وقوع كارثة إنسانية. وفي أبين، نشبت معارك بين المقاومة الشعبية والميليشيات الحوثية في معسكر الوحدة، وفي مواقع المراقد والكود ودوفس وسجن مدينة الكود وأمام معسكر الأمن المركزي، بعد أن اخترق الحوثيون الهدنة. اختراقات متكررة أما في لحج فتم اختراق الهدنة في جبهة العند من قبل الميليشيات الحوثية وقوات صالح، وفي الضالع هناك اختراق للهدنة وتبادل إطلاق النار بشكل متقطع بين المقاومة الشعبية من جهة والمليشيات الحوثية وقوات صالح من جهة أخرى. كما اخترق الحوثيون الهدنة في شبوة، حيث أطلقوا النار باتجاه المدينة عن طريق البيضاء، بينما استمرت الاشتباكات في مأرب وسط البلاد. وفي تعز، اخترقت ميليشيات الحوثيين الهدنة، ووقعت اشتباكات بين المقاومة الشعبية في عدة أحياء. وعلى صعيد المواجهات الميدانية التي تدور بين المقاومة الشعبية وفلول التمرد، في العديد من المدن والمحافظات، اندلعت فجر أمس اشتباكات عنيفة بين المقاومة الجنوبية في أبين وميليشات الحوثي المعززة بقوات موالية لعلي عبدالله صالح عقب خرق الميليشيات الهدنة. وذكر مصدر خاص في المقاومة الجنوبية أن اشتباكات استمرت لساعات في منطقة "كود حيدرة"، خلف حصن شداد بزنجبار عاصمة محافظة أبين، تكبد خلالها الغزاة الحوثيون خسائر في الأرواح والمعدات، وأضاف المصدر أن المقاومة بزنجبار تمكنت من أسر الملازم أسامة عامر الأسد، من محافظة إب، الذي تم أسره وهو يعمل كمستطلع لصالح الميليشيات. تقدم الثوار يذكر أن محافظة أبين تشهد اشتباكات يومية بين المقاومة والقوات الغازية حققت خلالها المقاومة تقدما ملحوظا، وكبدت عناصر الميليشات الحوثية عشرات القتلى والجرحى وتدمير عشرات المركبات والعربات التابعة لهم. وعلى صعيد جبهة الضالع، لقي أحد القيادات الميدانية البارزة في ميليشيات جماعة الحوثي وسبعة آخرون مصرعهم في كمين مسلح نصبته المقاومة الشعبية. وقال مصدر وسط الثوار إن مسؤول تموين ميليشيات جماعة الحوثي قتل في عملية نوعية للمقاومة أثناء نصبها كمينا مسلحا للرتل الذي كان يستقله القيادي مع عناصر حراسته على الطريق الرابط بين إب وقعطبة. في سياق متصل، اندلعت اشتباكات ومواجهات عنيفة صباح أمس على مشارف قرية حبيل السوق غربي سناح بعد محاولة الحوثيين التسلل إلى القرية. كما امتدت الاشتباكات والمواجهات بين المقاومة ومليشيات الحوثي وصالح إلى لكمة صلاح جنوب سناح. وفي غربي سناح اندلعت اشتباكات في قرى شعب فاجع، والحازة وموقع المشواف على الشريط الحدودي سابقا. وأفادت مصادر في المقاومة الشعبية بأن الثوار استهدفوا مليشيات الحوثي وصالح المتمركزة في معسكر الأمن المركزي بصواريخ الكاتيوشا كما شوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من المكان. رفض الهدنة في غضون ذلك، جدد قائد المقاومة الشعبية في محافظة تعزالشيخ حمود المخلافي، رفضه لأي هدنة مع المتمردين الحوثيين، مشيرا إلى أن المقاومة لن تعترف بأي هدنة، حتى تخرج ميليشيات الحوثي وصالح من المحافظة. وقال المخلافي في تصريحات صحفية إن انسحاب ميليشيات الحوثي وقوات المخلوع صالح من محافظة تعز، دون قيد أو شرط، هو أول شرط للمقاومة الشعبية للقبول بالهدنة. وأوضح المخلافي أنه في حال لم ينفذ هذا الشرط فإن المقاومة الشعبية ستظل يدها على الزناد، حتى تحرير تعز ودحر من وصفهم بالغزاة. وأكد المخلافي أن المقاومة وجدت لتدافع عن تعز، وأنها لن تتوقف حتى يخرج كل المحتلين من المحافظة. في غضون ذلك، واصلت طائرات التحالف العربي شن غاراتها على مواقع تابعة للحوثيين وصالح في تعز، وسط البلاد. وقال مصدر ميداني إن غارتين جويتين استهدفتا أمس تجمعات حوثية في جبل الوعش وحي الزنوج، وأن الطائرات ما زالت تحلق في سماء المدينة. وأوضح المكتب الإعلامي للمقاومة أن غارة استهدفت عمارة قريبة من جبل جرة يوجد فيها مسلحون وقناصة تابعون لقوات الحوثي وصالح. كما شنت مقاتلات التحالف غارتين صباح أمس في مفرق الذكرة على تعزيزات حوثية, كانت متجهة إلى شارع الستين، الذي شهد مواجهات عنيفة بين المقاومة المسنودة بالجيش الموالي للشرعية، والحوثيين وقوات صالح، أسفرت عن سيطرة المقاومة على الشارع وكل المواقع فيه. وفي الأثناء قالت مصادر إعلامية إن التحالف يشن غارات مكثفة على مواقع للحوثيين وصالح في محافظات حجة وصعدة الحدوديتين. وأوضحت أن التحالف يكثف ضرباته على مواقع الحوثيين، في محافظات عدة شهدت خروقات للهدنة التي أعلنتها الأممالمتحدة، من قبل قوات الحوثي وصالح. .. وضباط الحرس الجمهوري يبيعون أسلحتهم للمقاومة الشعبية في مفاجأة من العيار الثقيل، كشفت مصادر يمنية مطلعة أن قيادات داخل الحرس الجمهوري اليمني باتت تعرض السلاح للبيع على فصائل المقاومة الشعبية، مشيرة إلى أن الفساد داخل مؤسسة الجيش الموالي للمخلوع بلغ درجة متقدمة يصعب علاجها. وقالت مصادر إعلامية إن قيادات تابعة للحرس الجمهوري في عدد من المحافظات اليمنية بادرت بالاتصال على شخصيات بارزة داخل المقاومة الشعبية وعرضت عليها تزويدها السلاح اللازم لعملها. وأن الثوار تجاوبوا مع ذلك العرض وأنهم اشتروا كميات من الأسلحة قام ضباط الحرس الثوري بتحميل قيمتها لمنفعتهم الشخصية. ومضت المصادر بالقول إن بيع الأسلحة ليس حصرا على ضباط الحرس الجمهوري فقط، بل إن وحدات عسكرية أخرى أقدمت على ذات التصرف من قبل، وقامت ببيع السلاح لمسلحين قبليين. ووفقا للمصادر فإن عمليات بيع السلاح تتم بسرية تامة، ويحصل الضباط على مبالغ كبيرة جراء بيع السلاح للمقاومة الشعبية التي تحارب الحوثيين في أغلب المحافظات الواقعة تحت سيطرتهم. ويعاني أفراد وضباط الحرس الجمهوري من أوضاع سيئة بسبب معاملة ميليشيا الحوثي لهم، والتي تعمل على إهانتهم وتفضل ميليشياتها المسلحة عليهم، كما تقوم بالخصم من رواتبهم في كثير من الأحيان، في حين يتسلم جنود الجيش الموالي للشرعية مرتبات ضعيفة، وهو ما دفع ضباط الحرس الجمهوري إلى بيع السلاح.