لم تكد تمضي ساعات قليلة على الهدنة التي أعلن عن سريانها أول من أمس في كافة أنحاء اليمن، حتى أقدمت ميليشيات الحوثيين على انتهاكها، حيث لم تتأخر في قصف المدنيين في الضالع وشبوة وتعز وعدن، ما دفع قوات التحالف إلى الرد بقوة بقصف عدة مواقع للإرهابيين الحوثيين المسنودين بفلول الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح في منطقة جبل جرة بتعز، وعلى تجمعات لهم في صنعاء. وأكدت مصادر صحفية أن ميليشيات الحوثي خرقت الهدنة الإنسانية غير المشروطة في اليمن، حيث أطلقت قذائف كاتيوشا على مناطق في العريش والبريقة بعدنجنوبي اليمن، ما أسفر عن سقوط جرحى من المقاومة الشعبية. كما وقع تبادل لإطلاق النار في مدينة تعز بعد دخول الهدنة الإنسانية غير المشروطة حيز التنفيذ منتصف الليلة الماضية، حيث قصفت ميليشيات الحوثي بقذائف الهاون حي الروضة وسط مدينة تعز. من جانبه، اتهم المجلس العسكري للمقاومة في تعز الحوثيين بخرق الهدنة عبر قصف مواقعه في منطقة الضباب غرب المدينة. كما دمر طيران التحالف العربي رتلا عسكريا للحوثيين حاول التقدم إلى محيط جبل جرة الاستراتيجي شمال مدينة تعز وتجمعاتهم في حي الزنوج.وفي محافظة مأرب شرقي اليمن حاول الحوثيون التقدم باتجاه مواقع المقاومة في مناطق المخدرة والعطيف والمشجح والفرع غربي المحافظة، ما دفع المقاومة للتصدي لهم، حيث تدور اشتباكات بمختلف الأسلحة. يأتي هذا بعدما استبق الحوثيون الهدنة بإرسال تعزيزات من صنعاء إلى المحافظة.وفي محافظة رداع، وسط اليمن، لقنت المقاومة الشعبية فلول التمرد درسا قاسيا، حيث كبدتهم 46 قتيلا و90 جريحا في مواجهات عنيفة اندلعت بين الجانبين أمس. واستمرارا في مضايقاتها للمدنيين، وتعنتها في السماح بإدخال الأدوية والمستلزمات الطبية، فقد منعوا دخول 40 شاحنة تتبع منظمة الغذاء العالمي إلى مدينة عدنجنوبي اليمن، في حين تمكنت منظمة اليونيسيف من إدخال 26 شاحنة تحمل مساعدات طبية وأدوية إلى المستشفيات والنازحين في المدينة. وكانت المقاومة الشعبية في تعز قد أعلنت صدها هجوما واسعا شنته ميليشيات الحوثي والقوات الموالية للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح في عدة جبهات، قبل ساعات من بدء الهدنة غير المشروطة التي أعلنتها الأممالمتحدة. كما تقدم الثوار في جبهتي المرور والحصب، وشنوا هجوما مضادا في جبهات الضباب وكلابة والجمهوري. ومضت بالقول إن المقاومين تمكنوا من قتل 32 من المتمردين وأصابوا 38 بجروح، معظمهم في حالة خطرة. في حين قتل أربعة وجرح خمسة من أفراد المقاومة، كما قتل مدني وجرح 25 آخرون جراء قصف عشوائي من الحوثيين على أحياء سكنية. كما أعلنت إفشالها مخططا لميليشيات الحوثي وصالح لاقتحام مدينة تعز بهجوم مكثف بدأته فجر أول من أمس من عدة اتجاهات، مصحوبا بقصف مدفعي وصاروخي مكثف للأحياء والمساكن. ولم يتأخر رد قيادة التحالف العربي الذي تقوده المملكة لردع المتمردين الحوثيين وفلول الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، حيث شنت غارات عنيفة على مواقعهم، وقصفت مخازن أسلحة وتحركات مشبوهة لميليشيات التمرد في جبل نقم بصنعاء ومناطق أخرى. كما شنت طائرات التحالف غارات مماثلة على العاصمة اليمنية، صنعاء، مع سماع دوي انفجارات كبيرة. وقال شهود عيان إن الغارات استهدفت مخازن السلاح في جبل نُقم، ومنازل بعض أقارب المخلوع صالح جنوبصنعاء. كما شملت مواقع للمتمردين في عدن والبيضاء ومأرب وذمار وصعدة. وتجري اشتباكات عنيفة في تعز وسط محاولات لميليشيات الحوثي وصالح التقدم صوب جبل جَرّة. وتدور المواجهات في منطقة الضَباب ومنطقة الحَصَب ومحيطها. وقال المتحدث باسم المقاومة الشعبية في تعز إن اشتباكات تجري في شارعي الأربعين والخمسين، وإن المقاومة تتقدم في جبهة جبل صبر، وتقترب من موقع العروس الاستراتيجي.كما كشفت المقاومة الشعبية في محافظة الضالع عن مقتل مسؤول التموين في ميليشيات الحوثيين وسبعة من مرافقيه في كمين مسلح نصبه مقاتلي المقاومة على الطريق الرابط بين محافظة إب ومديرية قعطبة الشمالية أول من أمس.وجاءت هذه العملية في وقت شهدت فيه المحافظة اشتباكات عنيفة بين الطرفين، على مشارف قرية حبيل السوق غربي سناح بعد محاولة الحوثيين التسلل إلى القرية، وهي الاشتباكات التي امتدت لتصل إلى مناطق لكمة صلاح جنوب سناح وفي غربي سناح قرى شِعب فاجع، والحازة وموقع المشواف. كما استهدفت صواريخ المقاومة مراكز الميليشيات الحوثية في سناح. .. ومجلس الأمن يدعو للتهدئة وتجنب التصعيد طالب مجلس الأمن الدولي جميع أطراف الأزمة اليمنية الالتزام بالهدنة الإنسانية غير المشروطة، وعدم استغلالها لنقل الأسلحة أو تعزيز المواقع أو الاستيلاء على مزيد من المناطق. ودعت الدول دائمة العضوية في المجلس كل الأطراف في بيان صدر بالإجماع من جميع أطراف النزاع ضبط النفس في حال حصول حوادث معزولة خلال الهدنة، وتحاشي اللجوء إلى أي تصعيد. وقال البيان "على جميع الأطراف تعليق عملياتهم العسكرية خلال الهدنة، ويجب أن لا يستغل أي طرف في النزاع الهدنة من أجل نقل أسلحة أو الاستيلاء على أراض، وعلى جميع الأطراف تسهيل نقل المساعدات الإنسانية العاجلة إلى كل مناطق اليمن".ورحب المجلس بدخول الهدنة الإنسانية غير المشروطة في اليمن حيز التنفيذ، وعبّر عن دعمه لجهود الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، من أجل الوصول إلى وقف دائم لإطلاق النار في البلاد.وكان المتحدث باسم الأممالمتحدة، ستيفان دوجاريك أعلن أن اللجان الإنسانية تخطط من خلال الهدنة في اليمن لتوزيع المواد الغذائية على أكثر من مليون شخص، وعلاج 126 ألف طفل مصاب بسوء التغذية.كما قال المتحدث باسم قوات التحالف العربي الذي تقوده المملكة في اليمن العميد أحمد عسيري، إن التحالف لن يلتزم بأي هدنة لا يلتزم بها الحوثيون. واشترط للالتزام بالهدنة أن يعلن الحوثيون التزامهم بها. وهو ذات الموقف الذي أكده المتحدث باسم الحكومة اليمنية راجح بادي الذي اتهم الحوثيين وقوات المخلوع صالح بعدم الجدية في الالتزام بالهدنة الإنسانية. وقال إن الحكومة لن تتقيّد بالهدنة إذا انتهكها الطرف الآخر.