"اتفقوا على دعوة الرئيس بينما اختلفوا على من يقود"، هذه العبارة هي لسان حال الأحزاب السياسية في مصر بعدما دعا الرئيس عبدالفتاح السيسي لعمل قائمة وطنية موحدة خلال لقائه بالأحزاب أخيرا، حيث تسابق الجميع لتنفيذ الدعوة وتصدر المشهد، بعدما أعلن كل من ائتلاف الجبهة المصرية، وحزب المحافظين وتيار الاستقلال عقد اجتماعات لحسم القائمة وسط اختلاف حول الترحيب بوجود حزب النور السلفي الذي طلب الرئيس وجوده، فيما رفض التيار الديموقراطي المشاركة في تلك القائمة ووصفها بالحلم الذي يصعب تحقيقه ويتنافى مع الديموقراطية والمنافسة السياسية. ويرى البعض أن الدعوة لقائمة انتخابية موحدة مستحيل ومجرد باب لتأجيل الانتخابات أو في أحسن الأحوال ستكون بلا نتيجة ليأتي شخص من الخارج ليقود القائمة الوطنية فجأة كما حدث من قبل مع اللواء سامح سيف اليزل الذي يقود قائمة في حب "مصر"، حيث أكدت مصادر ل"الوطن" أن كل من اللواء أحمد جمال الدين أو اللواء نجيب عبدالسلام ربما يكون أحدهما الوريث القادم لتولي قيادة القائمة الوطنية. وبالعودة للوراء نرى أن صراع الأحزاب علي القائمة الموحدة التي تشمل التنافس على 120 مقعدا موزعة على 4 قطاعات "القاهرة والصعيد 45 مقعدا لكل منهما، الإسكندرية والشرقية 15 مقعدا لكل منهما" يأتي لأنها قائمة مطلقة وليست نسبية مما أجبر الأحزاب على ضرورة الدخول في تحالفات لتستطيع المنافسة. ورغم إعلان عدد من الشخصيات السياسية فشل دعوات القائمة الموحدة إلا أن قوى أخرى ما زالت متمسكه بالأمل فقد كشف عضو المجلس الرئاسي لائتلاف الجبهة المصرية ناجى الشهابى، أن الائتلاف أجرى اتصالات مع قائمة "في حب مصر" التي وافقت قياداتها مبدئيا على الانضمام لمشروعهم الموحد، ألى جانب اتصالات مع أحزاب الوفد والمؤتمر والتجمع والمصريين الأحرار والنور. كما أعلن رئيس تيار الاستقلال أحمد الفضالي إجراء مشاورات مماثلة، فيما قال مساعد رئيس حزب النور لشؤون الإعلام نادر بكار، أنهم يرحبون بأي اتفاق يوحد الأحزاب شرط أن يكون ذلك وفقا للأوزان النسبية لكل حزب وليست الأوزان الإعلامية. ومن جانبه، أعلن التيار الديمقراطي الذي يضم 6 أحزاب أبرزها الكرامة والتحالف الشعبي والدستور والحرية والتيار، أن فكرة القائمة الموحدة مجرد حلم يعيشه البعض ولن يستطيع أحد تحقيقه، مشددا على أن الفكرة ليست في إطار الديمقراطية والتنافسية التي من المفترض أن تتوفر في العملية الانتخابية، مؤكدا أنه لن يشارك في القائمة الموحدة.