تميزت محافظة محايل عسير بمائدتها الرمضانية فائقة المذاق والشهرة وهي مائدة الحنيذ. ويتوافد المواطنون منذ صلاة العصر من داخل وخارج محايل للفوز بطبق شهي يتوسط موائد الصائمين مطلع كل أسبوع. "الوطن" زارت مواقع إعداد الحنيذ الذي يحتل مكانا قصيا من المسلخ النموذجي لبلدية بجوار سوق الأغنام على طريق محايل - جدة. وفي موقع إعداد الحنيذ توجد عدد من الحفر الكبيرة التي ملئت بأجود أنواع الحطب كالقرض التي تتميز بجودة جمرها الذي يدوم طويلا، حيث يسعى الكثير من رواد ومشغلي هذا التنور الضخم إلى الاستعداد مبكرا لإعداد الموقع مع ضرورة توفر عدد من الأشجار والأوراق التي تضفي نكهتها ومذاقها الخاص على الحنيذ ومن أهمها أغصان المرخ والشقب ومادة حمضية أخرى تدعى محليا (أوراق أو شجر الغلف). وأكد العم جابر الريشي أنه شرع في مزولة هذه المهنة لأكثر من 30 سنة وقد بدأ مشواره العملي في احتراف هذه المهنة ببيع الحنيذ في مدينة أبها خلال شهر رمضان ولسنوات عدة بعد ذلك انتقل لمسقط رأسه في مدينة محايل واستمر في مهنته المحببة لنفسه داخل السوق الشعبية وسط البلد لينتقل بعد فترة إلى مقره الحالي بجوار المسلخ في سوق الماشية. وأضاف لدي عملاء يأتون من أبها، والخميس والباحة ومن منطقة جازان جنوبا يجدون معي وبكل أمانة الصدق والوفاء وسلامة ما يُقدم لهم من الذبائح المنتقاة بعناية من أغنام محايل وهي ما تُعرف محليا باسم (التيوس)، مؤكدا في الوقت نفسه أن حنيذ محايل تضاهي في جودته شهرة مشروب السوبيا في الغربية. وعن طريقة إعداد الخنيذ يقول العم جابر: بعد نضوج التنور بجمر القرض أقوم بإحضار قطع اللحم التي سبق أن قمنا بذبحها في مسلخ البلدية المجهز بطيب بيطري مختص وبعد عملية تجفيفها تماما نقوم بجمعها كاملة نقوم بفرش أعمدة من الحديد فوق حجر التنور ثم نقوم بفرش نوع من الشجر يُعرف في اللهجة التهامية بالسلع ثم نقوم بتغطيتها بشجر المرخ ثم نوزع قطع اللحم بالتساوي وبعد ذلك نكسو اللحم بشجر المرخ والشقب كطبقة ثانية ثم تغطيتها كاملة بعدد من القماش الخاص ثم تطمر كاملة بالتراب وتستمر داخل التنور حدود الساعة والنصف ليتم بعد ذلك استخراجها وتوزيعها حسب طلب العميل بالكيلو والربع والنصف وفي أحيان كثيرة طلب كامل الذبيحة التي يتراوح سعرها من 800 ريال إلى أكثر من 1300 ريال للرأس فيما يصل الربع من الحنيذ إلى 250 ريالا. في المقابل تحدث أحد أصحاب هذه المهنة ويدعى علي عزيز، مؤكدا أنه يزاول هذه المهنة لأكثر من 25 سنة، مشيرا إلى أن سوق محايل للحنيذ من أشهر أسواق المنطقة الشعبية وله كثير من زبائنه داخليا وخارجيا. وفي موقع آخر تحدث للوطن أحد ممارسي هذه المهنة ويدعى محمد حسين، الذي قال إن مهنة صناعة الحنيذ في مدينة محايل ما زالت تمارس وفق مهنية خاصة جدا لا يجيدها إلا أهل الخبرة والاختصاص ووجد الحنيذ في محايل عسير إقبالا منقطع النظير من داخل وخارج منطقة عسير، مبديا أسفه الشديد من اقتحام العمالة الأجنبية لهذه المهنة التي أفقدها جزءا من بريقها.