يتفنن بعض أبناء «محايل عسير» في طبخ «الذبائح» على طريقتهم الخاصة، ويعد «الحنيذ المحايلي» رفيقا دائما لموائد المنطقة، ويبدأ الطباخون في إعداد أطباقهم باكرا، فيختارون «المواشي» من السوق، حيث يحرصون على شراء الرؤوس الصغيرة من الأغنام البلدية فقط، متحاشين «الضأن» و الإناث، ثم يسلخونها و يقطعونها بإشراف أطباء بيطريين، وفريق صحي متكامل من بلدية المحافظة للتأكد من سلامة الذبائح، و يجمع عدد من الطباخين الشعبيين «الحطب» من أجود أنواع شجر «القرض» الذي يكثر في جبال ووديان «محايل»، فحطبها سريع الاشتعال و لهبه كثيف، ما يمنح «الحنيذ» نكهة مميزة. وتشعل النيران عصراً في « التنور» الكبير أو «الموافي» بعد جمع أكوام الحطب، و تجهز» التنانير» عبر ملئها بالفحم مع أحجار الصوان التي تسرع «استواء» اللحم، و تدخل هذه «الذبائح» في «التنور» على مرأى من الزبائن، عقب تغطيتها بأشجار «الشقب» و«المرخ» و«الغلف»، وهي أشجار طبيعية في المنطقة، وتضفي طعما خاصا على» الحنيذ» المحايلي، و في النهاية يطمر بعض العمال المدربون» الحنيذ» في التراب، بعد تغطيته بإحكام لحمايته من دخول الأتربة، و خلال أقل من ساعة، يزيح العمال الغطاء لاستخراج اللحوم» المحنوذة»، فيخرج «الحنيذ» ممزوجا برائحة الأشجار العطرية، و التي تمنحه مذاقا جميلا. وبعد أن يحوز كل مشتر على نصيبه من هذه اللحوم التي تباع مقسمة إلى أجزاء مثل الربع، والنصف، والذبيحة الكاملة التي تواكب أسعارها ارتفاع أسعار المواشي، ما بين 1400 ريال للذبيحة، و300 إلى 800 ل» الربع» وثم يقوم أصحاب المطاعم بتوزيع» الحنيذ» في وسط المدينة، بأخذ نصيبهم لتوزيعها داخل أسواق «محايل» الشعبية، حيث يباع مقسما إلى كميات متفاوتة تناسب طلبات الزبائن المختلفة، و يصل سعر الوجبة للفرد الواحد إلى 45 ريالاً.