لا تذكر محافظة محايل عسير إلا وتذكر وجبة الحنيذ التي تعتبر من الأكلات الشعبية المميزة في المحافظة. ويُعدُّ سوق لحم الحنيذ الذي يتوسط السوق الشعبي وسط المحافظة من أبرز الشواهد الدالة على ذلك، وقد رصدت "المدينة" الكثير من السياح من خارج المحافظة، والمنطقة داخل السوق، وهم يقومون بشراء كميات كبيرة من لحم الحنيذ؛ ليستمتعوا بمذاقها قبل وصولهم لمدينة أبها. يقول محمد عمر من المنطقة الغربية: توقفت لكي أتناول وجبة لحم الحنيذ المشهورة، والتي تتميز بها محايل، ومن ثم أواصل طريقي إلى مدينة أبها، أمّا عبدالله المحمدي من المدينةالمنورة فقال: إنّه سمع بأكلة الحنيذ من أحد أقاربه الذي سبق أن زار محايل في مهمة عمل، ونصحه عند ذهابه لقضاء الصيف في أبها التوقف في محايل؛ ليجرب هذه الأكلة الشعبية، وقال: إنّه اشترى ذبيحة كاملة لوجود عائلة كبيرة في سيارته، ومن دولة الكويت الشقيقة جابر الصالح قال: بعد أن منّ الله عليّ بأداء العمرة عزمت التوجه إلى أبها، وقررت المرور بمدينة محايل عسير التي سمعتُ، وقرأتُ عنها وعن وجبة الحنيذ المشهورة فيها، وقمت بشراء هذه الوجبة لي ولعائلتي لكي نتناولها في إحدى المنتزهات قبل وصولنا لمدينة أبها. ومن جهته تحدّث ل المدينة العم جابر الريشي أحد أشهر طهاة وباعة لحم الحنيذ في محايل، وقال: إنّ الإقبال على لحم الحنيذ كبير من الأهالي والزوار؛ لما لهذه الوجبة من مذاق لذيذ ومميز ويتزايد الإقبال في مواسم العطل الرسمية سواء في فصل الصيف من قبل العابرين من محايل لأبها، وفي الشتاء حيث تعتبر محايل مشتى المنطقة الأول، ويرتادها الكثير من الزوّار. وعن طريقة إعداد الحنيذ، قال العم جابر: بعد ما أقوم بذبح الذبيحة في مسلخ البلدية الرئيسي، وبإشرافٍ طبيٍّ أقوم بنقلها إلى موقع المحانذ المجاور للمسلخ، وهو عبارة عن براميل من فخار محفور في الأرض، ويتم إسقاط اللحم على شكل أجزاء بداخلها بعد وضع (السلع والمرخ)، وهي أنواع من الشجر تحمي اللحم من الاحتراق، وتكسبه نكهة لذيذة، ومن ثم نقوم بتغطية المحنذ، ودفنه، وتستمر مدة الطهي من ساعة إلى ساعتين حسب حجم الذبيحة، وبعد ذلك يستخرج، وينقل إلى السوق الخاص به، ويباع على الزبائن، وقال العم جابر: إن الحنيذ له طريقه في البيع، حيث توزع الذبيحة إلى 4 أرباع بعد استخراج الرأس والرقبة، والظهر، لتباع كلاًّ على حدة، ولكل جزء من الذبيحة سعرٌ خاصٌّ بها. ويمكن بيع الذبيحة كاملة حسب رغبة الزبون، وتقديره للعدد الذي سيتناول هذه الأكلة، وعن الأسعار قال: يتفاوت سعر كل جزء من 50 ريال إلى 150 ريال، وقد يصل الربع مع غلاء الأغنام إلى 200 ريال، والذبيحة إلى 600 ريال.