شوه الإرهاب في أول جمعة من رمضان خلال العام الماضي 1435، ملامح شهر القرآن بشناعة الجريمة التي استهدف فيها تنظيم القاعدة باليمن منفذ الوديعة، واستشهد رجل أمن بحرس الحدود السعودي، فيما قتل منفذا الهجوم واثنان منهم فجرا جسديهما الملغمين، بعد أن اختبآ في إحدى المباني الحكومية. وبين مشهد الخامس من رمضان العام الماضي واليوم فرق شاسع، إذ يستقبل المنفذ من الجانب السعودي يوميا مئات الأسر اليمنية الذين لجأوا إلى معيليهم المقيمين في السعودية هربا من بطش ميليشيات الحوثي والمخلوع. وكانت المملكة فقدت خلال حادثة العام الماضي الشهيد العريف فهد الدوسري، الذي استشهد بنيران الإرهابيين وهو صائم، في هجوم بدأ في تمام الحادية عشرة وأربعين دقيقة من صباح الجمعة الأولى من رمضان الماضي. وخلال رمضان الجاري غير رجال الأجهزة الأمنية العاملين في منفذ الوديعة، ملامح تلك الحادثة الشنيعة، بإنسانيتهم في التعامل مع اليمنيين، أحدهم يوزع الإفطار على الصائمين، والآخر يعين المسنين ويرشدهم، وآخرون ينهون إجراءات دخول من يحملون وثائقهم الرسمية. من جهته أكد مسؤول رفيع بالمديرية العامة للجوازات ل"الوطن"، أن منذ الوديعة أسس لاستقبال عدد يسير من المركبات، وحددت له أربع كبائن للدخول وعدد مماثل للخروج، إلا أن الوقت الحالي وبعد أن تم إغلاق المنافذ الحدودية الأخرى من اليمن أصبح يستقبل أعدادا ضخمة من الأشقاء اليمنيين. إلى ذلك، أوضح مصدر آخر، أن توجيهات ولي العهد تقضي بتسهيل إجراءات دخول المسنين وذوي الاحتياجات الخاصة حاملي الجوازات اليمنية الرسمية، مؤكداً أن أجهزة الأمن في المنفذ تعمل متكاملة للحرص على تنفيذ التوجيهات السامية، التي تقضي بالتوازن بين تطبيق الإجراءات النظامية والحرص على التعامل الإنساني في ذات الوقت. وبين أن منفذ الوديعة، الذي كان مخصصا للسيارات، كان لا يطرقه المشاة أبدا، ولا يستخدمه إلا عدد قليل من السيارات، إلا أن إغلاق المنافذ البرية الثلاثة الأخرى "الطوال، علب، والخضراء"، جعل الوديعة هو الوحيد، الذي يستقبل القادمين من اليمن أو الذاهبين إلى هناك، إذ استوعب الكثيرين، مشيراً إلى أن معدل العابرين للمنفذ في السابق كان لا يتجاوز ال50 مركبة يوميا، فيما ارتفع بعد إغلاق المنافذ الأخرى، إذ أصبح معدل الدخول اليومي للأشخاص يفوق ال1800 شخص، بينما معدل الخروج يبلغ نحو 2500 شخص يومياً.