في الطريق إلى منفذ الطوال، كانت ثمة أسئلة تدور في ذهني حول آليات الضبط في هذا المنفذ الهام ومسؤوليات كوادر العمل من كافة القطاعات خلال هذه المرحلة المفصلية، خاصة بعد انطلاق عاصفة الحزم لإعادة الهدوء والاستقرار والشرعية إلى اليمن، حيث نفى مدير جوازات الطوال منع سفر المواطنين مؤكدا أن ذلك يكون تحت إقرار المسؤولية الشخصية للمسافر. ورغم الظروف الأمنية التي تعيشها اليمن هذه الأيام وإجلاء العديد من الجنسيات، فإن ذلك لم يمنع البعض ومن بينهم مواطنون سعوديون من السفر إلى اليمن عبر منفذ الطوال الذي يعتبر من المنافذ المهمة على الشريط الحدودي بالمنطقة الجنوبية. «عكاظ» تواجدت في المنفذ ووصلت واقتربت حتى منفذ حرض اليمني والتقت مع العديد من المسؤولين في المنفذ والقادمين والمغادرين ورصدت حركة الشاحنات وهي قادمة من اليمن محملة ببعض البضائع وبالذات الخضروات والفواكه. البداية كانت من أمام بوابة المنفذ والتي كان يقف أمامها مدير الجمارك زياد العرادي، متابعا حركة الدخول والخروج وإصدار التصاريح للجنسيات التي أجليت من اليمن قال: إن عمل الجمارك كما هو رغم الضغط الذي يشهده المنفذ في هذه الأيام نتيجة زيادة عدد القادمين من اليمن بنحو 200 في المائة عن الأيام السابقة وعالجنا هذه الزيادة بتوفير عدد من الكوادر البشرية وزيادة الوسائل الرقابية. وأضاف أن رجال الجمارك ما زالوا يضبطون بين الحين والآخر بعض الممنوعات بحوزة بعض القادمين ويتم تحويلهم إلى الجهات ذات الاختصاص، مؤكدا أن الجمارك تعتبر نفسها دائما في حالة استعداد للتصدي لكل من تسول له نفسه تهريب أية ممنوعات إلى داخل المملكة، مشيرا إلى أن المنفذ يستقبل يوميا العديد من الشاحنات القادمة من اليمن والمحملة ببضائع أكثرها خضروات وفواكه جميعها تخضع للرقابة والإجراءات الأخرى. ونفى الرائد حسن صميلي مدير جوازات منفذ الطوال منع المواطنين السعوديين من دخول اليمن، ولكنه أشار إلى توقيع بعضهم وبالذات الذين يرغبون التوجه إلى المناطق الخطرة على إقرار أنه مسؤول عن نفسه في ظل تحذيرات الخارجية بعدم السفر في الوقت الحالي إلى اليمن، موضحا أن نسبة المسافرين السياح الذين كانوا يستخدمون المنفذ للسفر إلى اليمن قد انخفضت بمعدل 30-40 في المئة، في المقابل زاد عدد القادمين من اليمن نتيجة الأوضاع التي تشهدها حاليا. في داخل صالة المسافرين، وقف العديد من القادمين من اليمن من جنسيات مختلفة ينهون إجراءات دخولهم إلى المملكة بعد أن هربوا من الأوضاع الأمنية في اليمن، حيث وصف محمد أحمد رحلة قدومه إلى المملكة بالمتعبة حيث تنقلوا من سيارة لأخرى ومن مكان لآخر خشية أن يتعرضوا للمضايقات. إبراهيم حسن قال إن قدومهم إلى المملكة لم يكن بالسهل واليسير، حيث تعرضوا للعديد من المضايقات ولكن الله سلم. وقال فؤاد حسن القادم من محافظة إب اليمنية إن خروجه من اليمن في الوقت الراهن هو الخروج إلى الأمان في ظل وجود الحوثيين الذي أفسدوا في الأرض. من جهته، أوضح عبدالله محسن الذي قدم بسيارته أن عاصفة الحزم هي طوق النجاة لهم بعد الله بعد أن سيطر الحوثيون على كل شيء في اليمن ورفعوا أسعار العديد من المواد الاستهلاكية. صلاح صالح قال: سعيد بوجودي هنا بالمملكة بعد أن كنت أعيش في هم وغم بسبب تصرفات الحوثيين معنا والتي لم تتوقف عند حد أو شخص معين. يحيى العواجي مواطن سعودي قال: الحاجة أجبرتني للسفر إلى اليمن في هذه الظروف فأنا ذاهب من أجل أن أسترد دينا من أحد اليمنيين والذي تواعدت معه أن ألتقيه بعد منفذ حرض وأسأل الله أن يحمينا جميعا. عبدالرحمن المسعري القادم من محافظة تعز اليمنية تمنى أن تعود اليمن إلى ما كانت عليه من أمن وأمان وأن يتم السيطرة على الحوثيين الذين لا نعرف ما هي أهدافهم حتى الآن. سائقا إحدى الحافلات عبدالله أحمد وخالد محفوظ قالا: إن رحلة الوصول إلى المملكة ليست بالسهلة كما كانت من قبل لوجود النقاط الحوثية التي أصبحت تنتشر على امتداد الطرق والتي في بعض الأحيان يضايقون الركاب من أجل الحصول على مآربهم. القنصل المصري بجدة محمد برهان والذي كان يتابع إنهاء إجراءات الرعايا المصريين قال: إنه يتواجد في المنفذ منذ نحو 10 أيام للاطمئنان على القادمين المصريين من اليمن وإنهاء إجراءات خروجهم ووصولهم إلى جدة ومنها إلى مصر، موضحا أن السلطات السعودية منحت القادمين 15 يوما للمغادرة إلى أوطانهم، مشيرا إلى أن عدد الذين تم إجلاؤهم من المصريين 600 فرد فيما يتوقع أن يجلوا في الأيام المقبلة 500 فرد ما زالوا عالقين في اليمن، مؤكدا أن جميع من وصل هم بصحة جيدة لكنه لم ينف تعرض بعضهم لمضايقات من الحوثيين عند نقاط التفتيش أجبرتهم على دفع بعض المبالغ المالية تجنبا لمضايقاتهم. وأخيرا نفى محافظ الطوال عليوي العنزي إغلاق المنفذ أو تعرضه لبعض الهجمات من قبل الحوثيين مؤكدا أن الحياة اليومية في المحافظة تسير كالمعتاد ما عدا استقبالهم للعديد من الجاليات التي أجليت من اليمن ووفرت لهم كافة الخدمات والتسهيلات للعودة إلى أوطانهم.