عززت السلطات السعودية القوة العاملة في منفذ الوديعة البري الذي يربطها مع اليمن لمحاولة معالجة حالات التكدس التي يشهدها المنفذ التابع لمحافظة حضرموت، وهو الوحيد الذي لا يزال يعمل بين البلدين بعدما لجأ إليه اليمنيون الراغبون في العودة إلى بلادهم أو المغادرون لها من حاملي التأشيرات بأنواعها بعد إغلاق المنافذ الثلاثة الأخرى - الطوال، علب، الخضراء - التي تقع تحت سيطرة المتمردين الحوثيين. وأوضح مصدر رسمي في تصريح إلى "الوطن"أمس أن سلطات الجمارك السعودية انتدبت معظم قوتها العاملة في منفذ الخضراء للعمل في الوديعة في محاولة منها لتقليل الساعات التي يحتاجها العابر لتجاوز المنفذ السعودي سواء كان قاصدا لليمن أو المملكة. وقال المصدر إن حوالي 30 موظفا من منسوبي جمرك الخضراء بما فيهم مدير الجمرك يباشرون عملهم في الوديعة هذه الأيام، مرجحا أن بقية الأجهزة العاملة في المنفذ كالجوازات حذت حذو الجمارك وعززت بدورها بأفرادها. وأضاف أن هناك إجراءات رسمية لا بد أن تتبع للعابرين، منها التأكد من سلامة التأشيرات سواء لمن يحملون إقامات للعمل في المملكة أو بقصد العبور لدول أخرى ويستخدمون منافذ المملكة البرية مع دول الجوار أو منافذها الجوية للوصول إلى وجهاتهم النهائية. وأكد أن هنالك كثيرا من غير اليمنيين، خاصة من الجنسيات العربية ومعظمهم من الأطباء والعاملين في المجال الصحي عبروا خلال الأيام الماضية المنفذ في طريقهم لمحافظة شرورة ومنها لوجهاتهم النهائية، موضحا أن ساعات العمل امتدت ليغلق المنفذ أبوابه قرابة منتصف الليل بعد أن كانت تقفل عند الخامسة عصرا، مرجعا أسباب التكدس في الوديعة لإغلاق المنافذ البرية الأخرى مع المملكة وأيضا لأن المنافذ الجوية اليمنية لا تعمل. "الوطن" وقفت على أحوال اليمنيين المتكدسين في الجانب اليمني المنفذ الذي عجزت الخدمات المحدودة المتوافرة فيه عن تلبية حاجات العوائل، خاصة الأطفال والنساء، ووصف أحد أرباب العائلات الوضع بأنه مأساوي، خاصة أن هذه الأيام ترتفع فيها درجات الحرارة لتصل إلى الخمسين درجة مئوية مع محدودية دورات المياه والأماكن المظللة. وقال: "تعددت أسباب التكدس لكن منها هرب الكثيرين من الوضع الحالي في اليمن، خاصة مع قرب رمضان والانقطاع المتكررة في الكهرباء وتردي الخدمات الصحية". من جهته، ذكر نائب مدير الجمارك في منفذ الوديعة صالح بانصر بالجانب اليمني أنه لا تغير لساعات العمل اليومية من الساعة ال8 صباحا وحتى ال5 مساء رغم الارتفاع الكبير في حركة المرور بين الجانبيين التي ارتفعت بنسبة 50%. وأضاف: أن التنسيق بين الجانبين اليمني والسعودي مستمر على مدار الساعة، وأن الوضع الأمني في حالة استتباب بعد أن رفعت درجات التأهب الأمني، مشيرا إلى أن الحالات الإنسانية والمرضى والجرحى يتم تمريرهم بأسرع وقت. وكانت مصادر في الجانب الرسمي اليمني في الوديعة ذكرت أن هناك، مع التزاحم البشري على المنفذ، تزايدا كبيرا في عدد القاطرات التجارية القادمة لليمن من المملكة، بما فيها تلك الخاصة بالحملات الإغاثية، ما أسهم بدوره في زيادة التكدس بالنسبة للعابرين الأفراد سواء على وسائلهم الخاصة أو الحافلات.