توعدت منظمة التعاون الإسلامي برد حاسم لمواجهة الإسلاموفوبيا، وملاحقة النائب الهولندي المعادي للإسلام غيرت فيلدرز الذي أعلن حزبه أنه سيعرض اليوم السبت رسوما كاريكاتورية مسيئة في التلفزيون الحكومي. وقال حزب الحرية الذي ينتمي إليه فيلدرز في بيان "السبت المصادف العشرين من يونيو سيعرض غيرت فيلدرز مجموعة من الرسوم الكاريكاتورية لمحمد على التلفزيون العام في الوقت المخصص للأحزاب السياسية". وبعد رفض طلبه عرض الرسوم في البرلمان، قال غيرت فيلدرز إنه سيعرض هذه الرسوم على التلفزيون دفاعا عن حرية التعبير بعد أن استهدف هجوما تبناه تنظيم داعش مسابقة للرسوم المسيئة من النبي في تكساس مطلع مايو الماضي. وقال النائب في بيان صادر مطلع يونيو الجاري "الطريقة الوحيدة لنظهر للإسلاميين المتطرفين أننا لن نرضخ أبدا للإرهاب والعنف هي أن نفعل بالضبط ما يريدون منعنا من القيام به".ونظرا للإساءة التي تمثلها هذه الرسوم بالنسبة لكثير من المسلمين فإن عرضها على التلفزيون قد يعني منع حزب الحرية الذي ينتمي إليه فيلدرز من الظهور على التلفزيون من سنة لأربع سنوات. وذكرت وسائل الإعلام أن السفارات الهولندية في الخارج أبلغت بالتدابير التي ينبغي اتخاذها في حال عرض الرسوم وما قد يثيره ذلك من احتجاجات عنيفة.وردا على هذا الإعلان نشرت جمعية المساجد المغربية في هولندا الأربعاء الماضي رسما ساخرا يظهر فيه النائب على شكل طفل داخل قنبلة وهو يصرخ "أقل أقل" في حين يمر أناس عاديون بينهم امرأة محجبة غير مكترثين بصراخه تحت عنوان "سنواصل بناء هولندا". وينشط فيلدرز لوقف استقبال المهاجرين من البلدان المسلمة. وهو ملاحق حاليا بتهمة التحريض على الكراهية بعد أن وعد أنصاره خلال تجمع انتخابي في 2014 "بتقليل عدد المغاربة" في هولندا. ويرفض فيلدرز اعتبار عرض الرسوم الكاريكاتورية استفزازا.وتخصص هيئة الإعلام في هولندا للأحزاب السياسية وقتا لعرض أفكار سياسية وهي لا تدقق مسبقا في محتوى الأشرطة التي تنوي هذه الأحزاب عرضها، ولا يمكنها أن تقرر مسبقا إذا كان هذا المحتوى يتفق أو يتعارض مع القانون تجنبا لفرض رقابة مسبقة والإساءة لحرية التعبير. ويعود للقضاء أن يقرر بشأن تهمة التحريض على الكراهية. يشغل حزب فيلدرز 12 مقعدا من أصل 150 في البرلمان الهولندي، وهو يسعى إلى منع المصحف الكريم الذي يشبهه بكتاب "كفاحي" لادولف هتلر.وستعرض الرسوم كذلك في 24 يونيو وفي 3 يوليو.وكانت منظمة التعاون الإسلامي شددت الشهر الماضي خلال الاجتماع الخامس لمسار إسطنبول في مقر الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي بجدة، لبحث وتدارس تنفيذ القرار 16/18 الصادر عن مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، على أهمية تعزيز حرية الأديان والتصدي بشكل حاسم وصريح للتعصب والكراهية. .. وحملات أميركية تتصدى لكراهية الإسلام في مدينة سكرامنتو عاصمة ولاية كاليفورنيا علت الطرق العلوية لافتات وملصقات تعرض علاجا للمكروبين: "أتبحث عن إجابات في الحياة؟.. اعرف محمدا". مثل هذه الرسائل التي توجه في جانب منها دعوة دينية لاكتشاف العقيدة الإسلامية وتعنى في جانب آخر بالعلاقات العامة.. تطلق اللافتات حملة لإبراز الإسلام كدين محبة وتسامح موجهة للمسلمين وغير المسلمين على حد سواء. لكن حملة الدعاية التي تنظمها الدائرة الإسلامية لأميركا الشمالية وتشمل مدنا أخرى قد تأتي بأثر عكسي وسط تزايد المشاعر المناهضة للإسلام التي عبر عنها البعض باحتجاجات أو حملات دعاية أحيانا وبالتخريب والعنف في أحيان أخرى. وقال نائب الأمين العام للدائرة الإسلامية وقاص سيد "رأينا أن من الملائم أن نعمل على تعريف قاعدة شعبية أوسع بهذه الشخصية التي تجسد روح المحبة والأخوة". لم تكن هذه أول حملة بارزة تنظمها مجموعة مسلمة لتعزيز صورة الإسلام في أميركا بعد أن شوهتها هجمات المتشددين. لكنها أكبر حملة تنظمها الدائرة الإسلامية لأميركا الشمالية.. الجماعة التي ارتبط اسمها بقوة بحملات إعلان ودعاية في السنوات الأخيرة.وقال تود جرين الأستاذ الجامعي الذي يعكف على دراسة الخوف المرضي من الإسلام بكلية لوثر كولدج في أيوا "هي خطوة جريئة جدا في ظل الظروف الحالية.ويقول منظمو الحملة إنهم أطلقوها ردا على هجوم باريس الدامي الذي نفذه إسلاميون متشددون على مجلة شارلي إبدو الفرنسية الساخرة في يناير بعد نشرها رسوما تسيء إلى المسلمين. وتهدف الحملة في جانب منها أيضا إلى نقل رسالة للمسلمين، مفادها أن العنف ليس الرد المناسب على الاستفزاز.وتصادف أن رفع أول لافتات جاء بعد أيام من مقتل مسلحين من مسلمي أميركا في مايو أثناء محاولتهما مهاجمة معرض في تكساس لرسوم تصور نبي الإسلام محمد. كما أن الحملة جاءت قبل قليل من تجمع محتجين مسلحين مناهضين للإسلام أمام مسجد في فينيكس. وكانت الدائرة الإسلامية لأميركا الشمالية قد نفذت حملة دعاية أخرى قبل عامين دعت فيها الأميركيين إلى ملاحظة أوجه الشبه بين المسيحية والإسلام. وحاولت حملة نظمتها مجموعة إسلامية أميركية أخرى أن تطرح تفسيرات سمحة للجهاد.. كجهاد النفس على سبيل المثال.كلتا الحملتين لاقتا ردود فعل غاضبة. وفي حملة "جهادي" رفعت جماعة معارضة لافتات وملصقات تربط الإسلام بالعنف. الحملة الأخيرة التي ترعاها فروع محلية للدائرة الإسلامية لأميركا الشمالية ستشمل حوالي مئة لافتة من فيلادلفيا إلى بالتيمور ومن أتلانتا إلى ميامي. بعض اللافتات -كما هو الحال في سكرامنتو- تحمل دعوة واضحة للتعرف على عقيدة المسلمين بينما تصور أخرى النبي محمد صلى الله عليه وسلم كراع لحقوق المرأة والتسامح الديني. ورفعت على طرق مدينة إليزابيث بولاية نيوجيرزي لافتات كتب عليها "الرحمة من الإيمان". وفي ميامي رفعت لافتات عليها "محمد يؤمن بالسلام والعدالة الاجتماعية وحقوق المرأة".