سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
غياب الأندية يحول مزارع جبال فيفا لملاعب رياضية الملعب الوحيد ممنوع على شباب المحافظة بحجة تذمر المجاورين من الإزعاج اعتماد نادي فيفا أول الغيث.. ومكتب الرعاية يسعى لتأسيس بنية تحتية
وسط الصخور والشعاب والمدرجات الزراعية الصخرية، لا يكترث شباب المحافظات الجبلية بمنطقة جازان، وهم يمارسون الرياضة بأشكالها كافة، بأي مخاطر قد يواجهونها وتعرضهم لإصابات بالغة، ويدفعهم شغفهم الكبير بالرياضة إلى تحدي طبيعة التضاريس في تلك المحافظات الجبلية التي تفتقد البنية التحتية الرياضية، مما أدى إلى شكاوى متعددة للجهات المسؤولة لتوفيرها واعتمادها. معاناة لا تنتهي تعاني محافظات القطاع الجبلي في جازان من عدم توفر ملاعب مجهزة، ما يدفع الشباب للاعتماد على وضع علامات للمرميين من الخشب لممارسة لعبة كرة القدم، وعلى الرغم من فرحتهم البالغة واستمتاعهم بركل الكرة إلا أن سقوطها من أعلى المدرجات يبدد فرحتهم وينهي آمالهم ويعيدهم إلى منازلهم دون استكمال اللعب، ليفكروا مجددا في جمع "قطة" جديدة لشراء كرة جديدة والعودة لممارسة اللعب مجددا. ففي محافظة فيفا يتذمر غالبية الشباب من عدم توفر الملاعب يستثمرون فيها أوقات فراغهم لممارسة الرياضة ويضطرون للذهاب إلى محافظتي الداير والعيدابي واستئجار ملاعب سداسية خاصة مجهزة لإشباع رغباتهم مما يؤدي إلى استنزافهم ماديا، ويتخذ شباب المحافظات الجبلية المزارع الخاصة وبطون الأودية والمرتفعات مقرات خاصة لمزاولة النشاط الرياضي، بيد أنهم يصطدمون بمعوقات منها تواجد الصخور والأحجار الكبيرة التي تهدد سلامتهم. وحمل الشاب عبدالله الفيفي، بلدية فيفا مسؤولية عدم تجهيز أماكن ترفيهية للشباب لممارسة الرياضة، موضحا ل"الوطن" أن فيفا لا توجد بها ملاعب وأن شبابها يقومون بتجهيز الملاعب وسط الصخور والأحجار مما تتسبب بأذى كبير لهم، مطالبا بالاهتمام بالشباب وتوفير متطلباتهم، خاصة الترفيهية. مدارس بلا ملاعب وتفتقر مدارس فيفا إلى ملاعب مجهزة لمساعدة الطلاب في ممارسة حصة التربية البدنية، فجميع مقراتها مستأجرة ولا توجد بها ملاعب، فيعتمدون على أحواش تلك المدارس الضيقة للترويح عن أنفسهم، حتى أن معلم التربية البدنية ماجد علي، قال متذمرا من هذا الوضع إن "حصة الرياضة بالمدارس ليس لها أي أهمية نظرا لعدم ملاءمة المبنى المدرسي للنشاط الرياضي في المدارس، مما يتسبب في قتل مواهب الطلاب وتطويرها". التنمية تمنع ملعبها على الرغم من وجود ملعب وحيد تابع للجنة التنمية الاجتماعية بمحافظة فيفا، إلا أن مسؤولي اللجنة يمنعون شباب المحافظة من استخدام الملعب في مزاولة الرياضة بحجة اعتراض السكان المجاورين وإزعاجهم، الأمر الذي حرمهم من مزاولة الرياضة فيها، ويطالب شباب المحافظات الجبلية مكتب رعاية الشباب بجازان تخصيص أماكن مجهزة بالمعدات الرياضية لممارسة الرياضة بكل أريحية. قرار قيد التنفيذ استبشر أهالي فيفا بصدور قرار الرئيس العام لرعاية الشباب، الأمير عبدالله بن مساعد، باعتماد تأسيس نادي فيفا الرياضي ليخدم شباب المحافظات الجبلية حتى يتسنى لهم المشاركة في المسابقات الرياضية على مستوى منطقة جازان في الموسم الرياضي القادم، وتسعى إدارة النادي المعتمدة إلى استئجار مبنى موقت لها والبحث عن تهيئة ملعب رياضي وتشكيل فريق من العناصر الشبابية لتسجيلهم رسميا للمشاركة في الألعاب الرياضية المعتمدة لهم في رعاية الشباب بجازان، إلا أن الإقبال على التسجيل في النادي مازال ضعيفا. جهود مبذولة طبيعة التضاريس في المحافظات الجبلية التي تعد أحد العوائق لممارسة الرياضة فيها أكدها المتحدث الاعلامي لرعاية الشباب بمنطقة جازان أنور الحكمي، لافتا في تصريح إلى "الوطن" أن مكتب رعاية الشباب بجازان يبذل جهودا مضاعفة لتوفير وسائل تساعد شباب تلك المحافظات على ممارسة الرياضة، ومن بينها اعتماد نادي فيفا الرياضي رسميا، وتم أخيرا تعيين مجلس إدارة له وسيمارس نشاطه بدءا من الموسم الرياضي القادم من خلال مشاركة مواهب فيفا وما يجاورها من محافظات ومراكز في أربعة ألعاب رسمية ستقام منافساتها في مدينة الملك فيصل الرياضية، مضيفا أن مكتب جازان يواصل طلباته المتكررة لاعتماد أندية أخرى في تلك المحافظات الجبلية. وأشار الحكمي إلى أن المكتب ينفذ العديد من الأنشطة الرياضية في تلك المحافظات ومنها برنامج إجازتي والرياضة للجميع وبرامج أخرى، وأكد أن مكتب رعاية الشباب في جازان "يسعى حاليا لتوفير ملاعب صالحة لممارسة الرياضة في فيفا وغيرها ولن يتحقق ذلك ما لم يتكاتف رجال الأعمال والأعيان في تلك المحافظات في التعاون مع المكتب لتوفير بنية تحتية رياضية لشبابهم"، موضحا أن المكتب يدعم كل الدورات الرياضية التي تقام في تلك المحافظات ويوفر لها الجوائز والموافقات الرسمية لإقامتها، وسيكون المستقبل لأبناء تلك المحافظات الجبلية التي يتمتع شبابها بالمواهب في شتى المجالات.