في توجه لإعادة ترتيب الأوراق بمحافظة الضالع الجنوبية، بعد تحريرها من قبضة ميليشيات الحوثيين وحلفائها من فلول الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، أصدر الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، قرارا جمهوريا يقضي بتعيين فضل محمد الجعدي، محافظا للمحافظة، خلفا لعلي مثني قاسم، المقرب من المخلوع. وقالت مصادر سياسية في الضالع إن تعيين الجعدي كان قد تم الاتفاق عليه بين القوى السياسية عقب مؤتمر الحوار الوطني، غير أن توتر الأوضاع السياسية التي سبقت التمرد واندلاع الحرب كانت سببا في تأخير صدور القرار. ويعرف عن الجعدي أنه أحد أبرز القيادات الحزبية بالمحافظة. ويقول مراقبون إن المحافظ الجديد سيكون بحاجة لتضافر كل الجهود لمعاونته على القيام بمهماته، خصوصا أنه سيستلم محافظة شبه مدمرة ومحاصرة، وتعيش وضعا إنسانيا هو الأصعب، في ظل الحصار القاسي الذي تفرضه الميليشيات عليها. ناهيك عن المحاولات اليومية من قبل تلك الميليشيات لإعادة احتلالها والسيطرة عليها من جديد. كما أصدر هادي قرارا آخر بترقية العميد الركن علي مقبل صالح إلى رتبه لواء، وتعيينه قائدا للواء 33 مدرع خلفا للواء عبدالله ضبعان، الذي أعلن تأييده للميليشيات الحوثية، قبل أن تتمكن المقاومة الشعبية من هزيمته. وتُشير المعلومات إلى أن صالح وهو من أبناء مدينة "زبيد" بالمحافظة، يُعد من أبرز القيادات العسكرية الجنوبية التي دشنت الثورة الجنوبية السلمية، المعروفة باسم "الحراك الجنوبي". إضافة إلى كونه قائدا عسكريا محنكا وذا شخصية قوية، بدأ حياته العملية في الجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن، وانضم بعد الاستقلال إلى الجيش الجنوبي، قبل أن يتعرض للفصل التعسفي من الجيش كحال عشرات الآلاف من أفراد الجيش الجنوبي بأمر من الرئيس صالح، كعقاب على مشاركتهم في صفوف الجيش الجنوبي في حرب 94. ووفقا للمعلومات المتاحة من قبل وزارة الدفاع اليمنية، فإن اللواء 33 مدرع، الذي تورطت قيادته في قتل العشرات من المدنيين وارتكاب عدد من المجازر بحق المدنيين والناشطين السياسيين والحقوقيين، تشكل في بداية فبراير عام 1980 وكان يُعرف حينها باسم "اللواء الثاني مدرع"، كثاني لواء عسكري يتم تأسيسه في الجيش اليمني، عقب ثورة 26 سبتمبر وقيام الجمهورية العربية اليمنية قبل الوحدة. قبل أن يتم ضمه إلى الفرقة الأولى مدرع التي كان يقودها اللواء اليمني البارز على محسن الأحمر. لكنه وفي أغسطس من عام 2012 تم ضمه تحت سلطة قيادة المنطقة العسكرية الجنوبيةبعدن. وتم نقله من محافظة تعز إلى محافظة الضالع. وعلى الصعيد الميداني، أكدت المقاومة الشعبية في عدن أن طائرات التحالف العربي نفذت أمس عمليات قصف استهدفت موكب للميليشيات الحوثية وقوات الحرس الجمهوري التابعة للرئيس السابق صالح في منطقة جعولة في الجبهة الشمالية لعدن، حيث احتدمت هنالك معارك شرسة بين المقاومة والميليشيات. وذكرت المقاومة عبر مركزها الإعلامي أن القصف الجوي استهدف رتل القوات بمزارع جعولة حاولت التسلل لقرية بئر فضل بالمنصورة قبل أن تتكبد خسائر كبيرة للغاية في صفوف قواتها. من جانب آخر، قالت مصادر مقربة من عائلة وزير الدفاع اليمني اللواء محمود الصبيحي، في تصريحات إلى "الوطن" إن نجل الوزير وضاح الصبيحي توفي البارحة عقب تعرضه لذبحة صدرية، مشيرة إلى أنه كان جنديا في خفر السواحل.