كشف مصدر في المقاومة الشعبية بمحافظة الضالع جنوبي اليمن أن من بين الأسرى الحوثيين الذين أسرتهم المقاومة بعد تحرير المحافظة أحد الإيرانيين الذي اعترف بأنه ضابط في الحرس الثوري. وأن هناك العشرات من الضباط الذين كانوا مع المتمردين في الضالع. وأضاف المصدر في تصريحات إلى "الوطن" أن الضابط تم أسره أثناء وجوده مع المسلحين الحوثيين وحلفائهم من فلول الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، داخل البنك المركزي القريب من معسكر اللواء 33 مدرع. وأشار المصدر إلى أن إلقاء القبض على الضابط الإيراني دليل قاطع على الدعم المقدم للميليشيات الانقلابية بهدف زعزعة الأمن في اليمن والمنطقة، على الرغم من أن إيران تنكر هذا الدعم. وكان مصدر خاص أفاد "الوطن" في وقت سابق عن وصول 216 إيرانياً إلى مطار صنعاء خلال شهر واحد فقط، حيث وقع الانقلابيون الحوثيون اتفاقا باسم الهيئة اليمنية للطيران المدني مع نظيرتها الإيرانية، ويتضمن ذلك الاتفاق تعيين شركة "ماهان اير" كناقل وطني إلى جمهورية إيران، ولها الحق في تسيير رحلات مباشرة بين البلدين بعدد 14 رحلة أسبوعياً، أي رحلتين يومياً. وانتقل الخبراء الإيرانيون عقب وصولهم مطار صنعاء، إلى محافظة صعدة شمالي اليمن، معقل جماعة الحوثيين المسلحة، بهدف ترتيب مهماتهم والبدء في تنفيذها. وأثار هذا الاتفاق كثيرا من الشبه والشكوك، إذ تساءل الجميع، ما المنفعة التي سيجلبها اتفاق كهذا لليمن؟ وكم هم اليمنيون الذين يغادرون بلادهم إلى العاصمة الإيرانيةطهران أو العكس، حتى تُخصص لهذه الشركة رحلتان يوميا؟ وكان الحوثيون يقولون حينها إن تلك الطائرات تحمل مساعدات طبية لليمنيين، في وقت كان وزير الصحة اليمني السابق رياض ياسين قد نفى في تصريحات صحفية تسلم الوزارة أي مساعدات طبية من إيران. ورجح المصدر المطلع في تصريح إلى "الوطن" قيام الخبراء الإيرانيين بتدريب ميليشيات الحوثي، وقيادتهم للجبهات التي تهدف إلى إسقاط الحكم والانقلاب على الشرعية، إضافة إلى عملهم في ورش تصنيع وتطوير الألغام والمتفجرات التي يملكها الحوثيون وتوجد في أماكن سرية بمحافظة صعدة. وكان رجال المقاومة الشعبية قد تمكنوا خلال الأسبوع الماضي من السيطرة على كل مواقع اللواء ومقر قيادته، بعد مقاومة عنيفة أسفرت عن مقتل وجرح العشرات من الحوثيين وأسر آخرين. وتحاول ميليشيات التمرد استعادة المحافظة، بعد أن فقدت العشرات من مقاتليها الذين لقوا حتفهم بنيران مقاتلي المقاومة الشعبية، كما اضطروا إلى الهرب من المكان، وترك كميات كبيرة من الأسلحة، غنمها الثوار، ومن بينها آليات ثقيلة، تتمثل في 20 دبابة، وعشرات المدافع وكميات ضخمة من الأسلحة الخفيفة والذخائر. ويصر رجال المقاومة الشعبية في الضالع على أن محافظتهم سوف تكون مقبرة للميليشيات المتمردة، إذا حاولت العودة مرة أخرى، مشيرين إلى أن الآلاف من المقاتلين على أهبة الاستعداد لصد المتمردين، وتلقينهم درسا في الوطنية.