استأنفت طائرات التحالف العربي الذي تقوده المملكة لردع المتمردين الحوثيين، ودعم شرعية الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، فجر أمس غاراتها العنيفة على مواقع ميليشيات المتمردين وفلول الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، في كثير من المدن والمحافظات اليمنية. يأتي ذلك بينما سيطر ثوار المقاومة الشعبية على بعض المناطق في محافظة صعدة، معقل الحوثيين، كما واصلوا تقدمهم في كثير من مواقع القتال، وصدوا قوات الانقلابيين وكبدوها خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات. ففي صنعاء، قصفت الطائرات قاعدة الديلمي الجوية شمال العاصمة، وقال شهود عيان إن ألسنة اللهب وأعمدة الدخان شوهدت ترتفع فوق سماء المكان من مناطق بعيدة، مشيرين إلى سماع أصوات انفجارات قوية، ما يؤكد أن المكان كان يستخدم كمخازن أسلحة بواسطة المتمردين. كما استهدفت غارة أخرى مواقع المتمردين في منطقتي الممدارة والعريش بعدن. وقال شهود عيان إن الطائرات دمرت رتلا عسكريا للانقلابيين أثناء محاولته اقتحام المدينة. وفي مدينة الضالع، شنّت طائرات التحالف قصفا عنيفا على مواقع السوداء والشنفرة ومنطقة سناح، وقالت مصادر من داخل المدينة إن القصف المركز أدى إلى تساقط العشرات من المتمردين بين قتيل وجريح، إضافة إلى آخرين فروا من المكان، ما جعلهم هدفا لنيران مقاتلي المقاومة الشعبية، الذين استغلوا حالة الفوضى التي أصابت الانقلابيين نتيجة للقصف، وفتحوا عليهم نيران أسلحتهم. وفي محافظة إب، شنت طائرات التحالف غارات جوية عنيفة استهدفت معسكر قوات الأمن الخاصة بمنطقة شبان، ما أدى إلى مصرع 14 حوثيا وإصابة آخرين بجراح. كما استهدفت غارات أخرى مواقع المتمردين الحوثيين في مديرية عبس جنوبي المحافظة الحدودية، إضافة إلى معسكر 22 ميكا في مديرية عبس. كما شوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من جبل المسواد المطل على معسكر القوات الخاصة بشبان والمطل على مدينة إب من الجهة الشرقية الجنوبية. وفي محافظة صعدة، شن طيران التحالف غارة استهدفت موقعا للحوثيين بمنطقة ضحيان في محيط مدينة صعدة معقل الجماعة شمالي البلاد. وقصف كذلك مواقع أخرى للانقلابيين في منطقة طلان بمديرية الظاهر الحدودية. وفي محافظة لحج، جنوبي البلاد، شنت مقاتلات التحالف ست غارات، على قاعدة العِنْد الجوية العسكرية، التي يسيطر عليها الحوثيون، وقال شهود عيان إن أعمدة الدخان تصاعدت من مكان القصف مع اشتعال النيران بكثافة. أما على صعيد المعارك الميدانية بين مقاتلي المقاومة الشعبية والمتمردين، فقد سيطرت المقاومة الشعبية على منطقة البقع بمحافظة صعدة، بعد أن دخلت في اشتباك مع مسلحي الحوثي، وأجبرتهم على الفرار، تاركين وراءهم عددا من الأسلحة. وقتل أكثر من سبعة مسلحين حوثيين واثنين من مقاتلي قبائل الجوف في معارك جرت بينهما في منطقة البقع التابعة لمحافظة صعدة شمال اليمن. وقال السكرتير الإعلامي لمحافظة الجوف، محمد عياش، إن مقاتلين قبليين شنوا هجوماً واسعاً على منطقة البقع التي يتمركز فيها مسلحو الحوثي شرق مدينة صعدة، وتمكنوا من دحرهم من مواقع كانوا يتحصنون فيها". وأضاف عياش قائلاً "المقاومة الشعبية التي تضم مقاتلين من قبائل الجوف، وضعت أقدامها على تراب منطقة البقع بعد انكسار الحوثيين، الذين سقط منهم العشرات بين قتيل وجريح في القتال المتواصل الذي يدور بين الطرفين منذ الثلاثاء الماضي". وأشار إلى أن "القبائل المقاومة غنمت أسلحة تركها الحوثيون بعد فرارهم من ميدان القتال، ليتمكن المقاتلون القبليون بعدها من السيطرة على موقع الأبتر ومحاصرة موقع الأجاشر الاستراتيجي في منطقة البقع شرق مدينة صعدة". وأوضح سكرتير محافظة الجوف أن أهمية موقع الأجاشر الذي يفرض مقاتلو قبائل الجوف حصارا شديدا عليه، تكمن في أنه آخر موقع للحوثيين يطل على منطقة البقع الحدودية التي يوجد فيها منفذ بري يحمل نفس الاسم مع المملكة العربية السعودية. لافتا إلى أن "سيطرة القبائل على البقع" تعني "سقوط أول منطقة تابعة لمحافظة صعدة من الجهة الشرقية بيد المقاومة القبلية". وفي تعز، أشارت مصادر داخل المقاومة الشعبية إلى أن المدينة تشهد معارك ضارية بين المقاومة والإرهابيين. وقصف المتمردون الحوثيون بصورة عشوائية منازل المدنيين في منطقة الممدارة، بعد هجوم شنّه رجال المقاومة الشعبية على مواقعهم، استخدموا فيه الدبابات والأسلحة الثقيلة والمتوسطة. وقالت مصادر ميدانية إن الثوار تمكنوا من إيقاع خسائر جسيمة وسط المتمردين، بلغت 22 قتيلا وعشرات الجرحى، كما غنموا كثيرا من الآليات العسكرية وكميات كبيرة من الذخائر. كما تواصلت الاشتباكات العنيفة بين المقاومة وميليشيات الانقلاب الحوثي المدعومة بفلول المخلوع صالح، حيث شهدت منطقة جبل صبر الاستراتيجي عمليات كر وفر بين الجانبين. وأضافت مصادر المقاومة أن الثوار أفشلوا محاولات المتمردين المتكررة الاستيلاء على المنطقة، وأجبرتهم على التراجع. مضيفة أن مدنيين اثنين لقيا مصرعهما وأصيب ثلاثة آخرون بقصف عشوائي على حي الروضة السكني وسط المدنية. وفي جبهة عدن المشتعلة، شهدت دار سعد مواجهات متقطعة بين المقاومة الشعبية ومسلحي الحوثي مدعومين بقوات من صالح. وقالت لجان المقاومة الشعبية إنها أفشلت محاولة تسلل قام بها المتمردون للدخول إلى وسط الحي. كما وقع تبادل للقصف المدفعي بين الحوثيين واللجان الشعبية الجنوبية من جهة أخرى على مداخل المدينة. وأضافت مصادر محلية أن الحوثيين اتخذوا من مقر حزب الإصلاح مركزاً للعمليات ومخزن ذخيرة بالقلوعة، وأن قوات التحالف ألقت منشورات تحذر من الاقتراب من تجمعات الميليشيات الحوثية بالتواهي والقلوعة، ودعتهم إلى الابتعاد عن تلك الأمكنة.