تتزايد موجة غضب اليمنيين في وجه الانقلابيين، يوما بعد آخر مع اشتداد الأزمات الأمنية والاقتصادية والسياسية التي أدخلت البلد في أيامٍ وليال سوداء، يتحمل مسؤوليتها الحوثيون وحليفهم الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح. ولم تقتصر المقاومة الشعبية على محافظات ومدن بعينها، بل شملت حتى المناطق التي لا تزال تحت سيطرة الحوثيين، وهذا يمثل إحدى صور هذا الغضب لتتشكل خلال الأسبوع الجاري صور جديدة، منها دخول مناطق كان الانقلابيون يسيطرون عليها تماما، على خط المواجهة، وسخط شعبي يتنوع بين المظاهرات والمسيرات. وفي هذا الإطار تقول مصادر محلية ل"الوطن" إن أكثر من كمين استهدف تعزيزات عسكرية ونقاط تفتيش للانقلابيين في مديرية أرحب شمال العاصمة صنعاء، وهي المنطقة التي سيطرت عليها الميليشيات في أكتوبر من العام الماضي، وفجرت فيها عشرات المنازل لمعارضيها. مديرية همدان، المحاذية لأرحب، خرجت هي الأخرى لمقاومة الانقلابيين، ونصبت أكثر من كمين لهم، كان آخرها استهداف رتل تابع للمتمردين، ما أسفر عن مقتل أربعة مسلحين وجرح آخرين. كلتا المديريتين المذكورتين، كان الحوثيون يظنون أنهم أحكموا قبضتهم عليها، بعد انتهاكات بشعة مارسوها ضد أبنائها بغرض إخضاعهم بالقوة ليفاجأوا هذا الأسبوع بانتفاضتهم وخروجهم المسلح ضدهم. وتعالت أصوات الغضب أيضا في الأسواق وعلى متن وسائل النقل وفي كل مكان، ضد الانقلابيين وممارساتهم التي تسببت في كل معاناتهم، ونفذ يمنيون وقفات احتجاجية هاجموا فيها الحوثيين وحليفهم صالح، مؤكدين أنهم الخصوم الحقيقيون للبلاد. وخرج المئات من أبناء مدينة ذمار، شمال اليمن، مطلع الأسبوع الجاري، ونفذوا وقفة احتجاجية في شارع رداع، تنديدا بالحروب العبثية التي يشنها الحوثيون والمخلوع في محافظاتعدن ولحج وشبوة وتعز والضالع ومأرب. كما أدانوا الأزمات في الحاجات والخدمات الأساسية، ومنها المشتقات النفطية والسلع الغذائية، التي يقف وراءها الانقلابيون باحتكارها لميليشياتهم، وحرمان اليمنيين من الاستفادة منها. ورفع المشاركون لافتات نددت بجرائم الحرب التي تقوم بها، والتضحية بالأبرياء في صعدة، من أجل استمرار الحروب الخاسرة، كما عبروا عن تضامنهم مع المقاومة الشعبية التي تتصدى للعدوان الانقلابي. واستنكر المحتجون التدهور في الخدمات الأساسية، وتسخير المشتقات النفطية في الحرب على اليمنيين، وحرمانهم منها، وانعدام الماء، والغاز، وانقطاع الكهرباء، واعتبروها جريمة بحق المواطنين الذين يعيشون جحيم المعاناة بسبب طيش الانقلابيين وإصرارهم على تنفيذ مخططاتهم. وطالب بيان صدر عن الوقفة الاحتجاجية، حصلت "الوطن" على نسخة منه، ميليشيات الحوثي بسرعة إطلاق كل المختطفين والمحتجزين قسريا، محملين سلطة الانقلابيين المسؤولية المباشرة عن حياة وسلامة هؤلاء المختطفين. وقال البيان إن الجرائم والانتهاكات المستمرة لن تثني أبناء الشعب اليمني عن مواصلة طريق النضال حتى استعادة الدولة ورحيل الميليشيات. ويرى مراقبون بأن موجة السخط ضد الانقلابيين ستتضاعف يوميا، خصوصا مع تسرب معلومات عن تشكيل مقاومة شعبية تعم كل مناطق اليمن، من بينها مناطق يعدها الحوثي وصالح تحت سيطرتهما الكاملة، وهو ما يعني نفاد صبر اليمنيين واتخاذهم قرار ضرورة اقتلاع الأزمة من جذورها.