فيما تفاقمت مشكلة نفاد الأمصال الخاصة بالتطعيم ضد الدرن في المراكز الصحية والمستشفيات الحكومية بالمدينةالمنورة، وانتهزت مستوصفات ومستشفيات خاصة ذلك، ورفعت أسعار اللقاح المطلوب لتطعيم المواليد، قدمت وزارة الصحة تبريرا جديدا لغياب اللقاح، حيث عللت غيابه بالتدقيق في كميات الأمصال التي ترد من الشركات الموردة قبل توزيعها على المستشفيات، مشيرة إلى أن وزارة الصحة لا تسمح باستخدام هذه الأمصال قبل هذه الإجراءات. وكشفت مصادر مطلعة ل"الوطن" أن "المراكز الصحية رفعت خطابات عاجلة لتوفير اللقاح بعد تكدس المراجعين يوميا لطلب التطعيم، وخاصة بعد نفاده من مستشفى النساء والولادة بالمنطقة، في حين طلبت بعض المستشفيات من المراجعين التوجه للمستشفيات الخاصة التي توفر هذا اللقاح في الفترة الحالية". المواطن عبدالمجيد العتيبي أكد أنه راجع عددا من المراكز الصحية بالمدينة، وتعذر حصوله على لقاح لعدة أسابيع، مشيرا إلى أن عددا من المستشفيات الخاصة تطلب مبلغا يتراوح بين 100 و150 ريالا للقاح الواحد. من جهته، قال وكيل مدير الشؤون الصحية للرعاية الأولية الدكتور خالد الغيداني إن "مشكلة لقاح الدرن توشك على الانتهاء خلال الأسبوعين المقبلين"، مؤكدا أن "حصة المنطقة من تموينات وزارة الصحة ستصل بعد استكمال إجراءات فحص سلامتها وكفاءتها التي تتم عند استيراد أي لقاح من مصانع الإنتاج"، مشيرا إلى أن وزارة الصحة لا تسمح باستخدام هذه الأمصال قبل هذه الإجراءات. وأوضح الدكتور الغيداني أن "منطقة المدينةالمنورة تستهلك نحو 4 آلاف جرعة لقاح للدرن شهريا، وتقدم من خلال مستشفيات الولادة والمراكز الصحية". يذكر أن القطاع الصحي عانى خلال الفترة الماضية من انقطاع توريد عدد من الأمصال في مراكز ومستشفيات المدينة، وتعتبر هذه الأزمة هي الرابعة لانقطاع توريد أمصال تطعيمات الأطفال، إذ انقطعت في يناير الماضي لأعمار العام ونصف العام والعامين، كما شهدت المراكز الصحية في شهر مايو الماضي أزمة في توريد بعض اللقاحات استمرت لشهرين، بينما واكبت الأزمة الثالثة فعاليات اليوم العالمي لمكافحة الدرن الذي وافق ال24 من مارس الماضي. وأرجعت مديرية الشؤون الصحية في منطقة المدينة ذلك في حينه إلى تأخير عملية التوريد من قبل الوزارة، واكتفت المراكز الصحية بتسجيل أسماء المراجعين، مع وعدهم بالتواصل معهم بعد وصول اللقاح. وقال مصدر في أحد المستشفيات الخاصة بالمدينةالمنورة ل"الوطن" إن "لقاحات الدرن نفدت في المستشفيات الحكومية، وظلت كميات منها موجودة في المستشفيات الخاصة، نظرا لقلة الطلب عليها، حيث يفضل كثيرون الحصول على اللقاح مجانا من منشآت وزارة الصحة، وقد لاحظنا في الفترة الأخيرة توافد عدد كبير من المواطنين للسؤال عن المصل، لذلك استغل البعض هذا الموقف وقام برفع الأسعار".