فيما نظمت المديرية العامة للشؤون الصحية في منطقة المدينةالمنورة ممثلة في "البرنامج الوطني لمكافحة الدرن" أخيرا محاضرة عن مرض الدرن وكيفية الوصول إلى المصابين ومعالجتهم، وذلك في إطار فعاليات اليوم العالمي لمكافحة الدرن الذي وافق 24 من مارس، تعاني المراكز الصحية في منطقة المدينةالمنورة عدم توافر أمصال المرض الخاصة بالمواليد لنفادها منذ أكثر من شهر. وعمل العاملون في المراكز الصحية خلال الفترة الماضية بعد نفاد الأمصال بسبب قصور في التوريد من الموزع الأساس بالوزارة على تسجيل أسماء الأطفال الذين لم يحصلوا على اللقاح في موعده، بحيث يتم التواصل مع أهاليهم عند توافره، مؤكدة أن اللقاح يمكن تأجيله بحيث يمكن الحصول مع الأمصال الأخرى. وقال مدير الطب الوقائي بمديرية الشؤون الصحية في منطقة المدينة الدكتور خالد الغيداني ل"الوطن" إن "عدد من يتم تطعيمهم بلقاح الدرن في المنطقة يبلغ 35 ألف طفل سنويا تقريبا، إذ يتم تطعيم جميع المواليد في المستشفيات الحكومية عند الولادة، كما يتم التطعيم بالمراكز الصحية في أيام مخصصة للمواليد الذين لم يتمكنوا من الحصول على اللقاح بالمستشفيات الحكومية مثل مواليد المستشفيات الخاصة التي لم يتوافر اللقاح بها، أو الذين لهم ظروف خاصة". واعترف بحدوث نقص في كميات لقاح الدرن في بعض المراكز، مؤكدا الحرص على تزويد مراكز الرعاية الصحية دوريا بالأمصال غير المتوافرة حرصا على سلامة الأطفال. من جهته، أكد الدكتور خالد الحربي أن "تأخير التطعيمات الخاصة بالطفل لوقت معين لا يشكل خطرا على صحته، ولكن التأخير لأشهر يضره، ويقلل من وقايته للأمراض. وأضاف أن "عدم الالتزام بأخذ التطعيمات بالكميات المحددة وفي الأوقات المعينة، إما بالحصول عليها قبل الموعد أو بعده يشكل خطرا على الطفل"، مشيرا إلى خطورة إعطاء الصغير جرعة غير مناسبة لعمره. يذكر أن هذه الحالة هي الثالثة لانقطاع توريد أمصال تطعيمات الأطفال بالمراكز الصحية في المدينةالمنورة، إذ انقطعت في يناير الماضي لأعمار العام ونصف العام والعامين، كما شهدت المراكز الصحية في شهر مايو الماضي أزمة في توريد بعض الأمصال استمرت لشهرين، وأرجعت مديرية الشؤون الصحية في منطقة المدينة ذلك في حينه إلى تأخير عملية التوريد من قبل الوزارة. واعتذرت المراكز الصحية في منطقة المدينةالمنورة في وقت سابق عن استقبال الراغبين في تطعيم أبنائهم لهذين العمرين، لعدم وجود أمصال في العيادات الخاصة، ووجهت الرعاية الصحية الأولية حينئذ خطابا إلى الوزارة تخبرها فيه بانقطاع الأمصال، وعدم توافرها إلا بالمستوصفات الأهلية، والتي تتقاضى مبالغ مالية عليها. وبينت المصادر أن التعليمات الخاصة بالتطعيمات والمطبوعة والمعلنة تشدد على عدم تأخر الطفل عن مراجعة المراكز لحصول أطفالهم على اللقاحات في المواعيد المقررة، ولكن عدم توافر الأمصال تسبب في تأخر كثيرين. إلى ذلك، استهدفت المحاضرة التي نظمتها المديرية العامة للشؤون الصحية في منطقة المدينةالمنورة وقدمها المشرف الوقائي للصحة المدرسية الدكتور إبراهيم شومة، منسوبي الوحدة الصحية بإدارة تعليم منطقة المدينة، والمرشدين الصحيين، وعددا من المعلمين والأطباء، إذ توزعت إلى قسمين، تناول الأول مرض الدرن ومفهومه وأعراضه وطرق انتشاره، وطريقة التعرف عليه، فيما استعرض الثاني كيفية معالجته والوقاية منه. وأشار المحاضر إلى أهمية التثقيف الصحي باعتباره حجر الزاوية للوقاية من الأمراض، وأول مناشط تعزيز الصحة، مؤكدا أن من خلاله يتم الارتقاء بالمعارف والمعلومات وتغيير السلوكيات الصحية. وكان وكيل وزارة الصحة للصحة العامة الدكتور عبدالعزيز عبدالله سعيد أعلن منذ أيام عن انخفاض معدلات الإصابة بالدرن في المملكة، مشيرا إلى أن الإحصاءات الرسمية للحالات المسجلة توضح أن معدل الإصابة بالمرض لا تتجاوز حالة واحدة لكل 100 ألف شخص. وشدد في كلمة له خلال احتفال المديرية العامة للشؤون الصحية في منطقة الرياض باليوم العالمي للدرن الخميس الماضي على ضرورة فحص واختبار الوافدين إلى المملكة من العمالة، أو الحجاج والمعتمرين للتأكد من خلوهم من الدرن حفاظا على صحة المجتمع. وقال: "كلنا أمل أن يكون احتفالنا باليوم العالمي للدرن هذا العام نقطة انطلاقة جديدة لتفاعل مجتمعي كامل لدعم جهود الوزارة لإعلان خلو جميع مناطق المملكة من هذا المرض"، مشيرا إلى حرص وزارة الصحة على تطوير برامج مكافحة الأمراض الوبائية من خلال بناء شراكات حقيقية مع كل مؤسسات المجتمع. وأوضح الدكتور ابن سعيد أن وزارة الصحة تحرص على الاستفادة من اليوم العالمي للدرن في تعزيز إجراءات مكافحة انتشار هذا المرض في منطقة الرياض، وغيرها من مناطق المملكة.