أكدت مصادر يمنية أن العمليات التي قامت بها قوات التحالف في مدينة الضالع، والضربات التي وجهتها لمواقع المتمردين الحوثيين المدعومين بفلول الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، كان لها الأثر الأكبر في التقدم الذي أحرزته المقاومة أمس، وإرغامها المتمردين على الخروج من المدينة بعد أن كبدتهم عشرات القتلى ومئات الجرحى. مضيفة أن المقاومة استفادت من الأسلحة التي ألقتها عليهم طائرات التحالف بشكل مكثف خلال الأيام الماضية. وأضافوا أن المقاومة تمكنت من إخراج المقاتلين الحوثيين من معظم المدينة، في انتكاسة كبيرة للمتمردين في الحرب المستمرة منذ شهرين. وأنه بعد القتال الذي استمر قرابة شهرين، ودمر معظم أجزاء المدينة، تمكن الثوار من تغيير دفة الأمور وسيطروا على قاعدة عسكرية هامة ومديرية الأمن الرئيسة في المدينة. وأضافوا أن 12 من الثوار قتلوا أمس مقابل 85 من الحوثيين. وقال أحد قادة الثوار "نجح مقاتلو المقاومة الشعبية في تطهير مدينتنا من العناصر الحوثية بعد معارك عنيفة استمرت من الفجر وحتى بعد الظهر". وأضاف "كانت المشكلة الرئيسة التي تواجه المقاومة خلال الفترة الماضية هي نقص الأسلحة والذخائر، مقابل تمتع المتمردين بترسانة ضخمة من الأسلحة التي استولوا عليها من مخازن الجيش، بمساعدة المخلوع علي عبدالله صالح ونجله، لاسيما الأسلحة المتطورة التي كانت في مخازن الحرس الجمهوري، ولكن قوات التحالف كثفت خلال الأسبوع الماضي من عملية إسقاط الأسلحة على الثوار، وأمدتهم بأسلحة نوعية كانوا يفتقدونها، ما مكنهم من التصدي بقوة للمتمردين، وغير مجرى العمليات إلى صالحهم". ومضى قائلا "كذلك فإن الغارات الجوية التي شنتها طائرات التحالف الذي تقوده المملكة، والضربات النوعية التي وجهتها لهم، كان لها نصيب كبير في إضعاف شوكة المتمردين، إذ دفعتهم تلك الضربات في كثير من الحالات إلى الفرار من مواقعهم، وبذلك صاروا في مرمى نيران المقاومة التي أمطرتهم بوابل من الرصاص، فحصدتهم بين قتيل وجريح". وأشار شهود عيان إلى أن مقاتلي المقاومة الشعبية يتأهبون لطرد ما تبقى في مدينتهم من عناصر التمرد، مشيراً إلى أن الساعات القليلة المقبلة سوف تشهد إعلان الضالع مدينة خالية من المتمردين. وأكدوا أن المناطق التي لا زال الحوثيون يوجدون داخلها عبارة عن جيوب صغيرة، بعد أن كانوا في السابق يسيطرون على معظم المدينة، التي عاثوا فيها فسادا، ونهبوا محلاتها التجارية، وتحكموا في سكانها. في غضون ذلك، أعلن قائد كتائب المقاومة الشعبية الجنوبية بمحافظة الضالع، شلال علي شائع، عن قرب التحاق ألف من أفراد المقاومة يجري تدريبهم وإعدادهم بجبهات القتال التي تخوضها المقاومة ضد ميليشيات الحوثيين. وأضاف القيادي العسكري في الحراك الجنوبي أثناء زيارته بعض مراكز التدريب العسكرية التي أقامتها المقاومة الجنوبية بالضالع، أنهم يحرصون على تدريب المقاتلين على كل الأساليب القتالية وحرب العصابات لمواجهة المتمردين. مضيفا أنه على ثقة كاملة بأن رجال المقامة سيلقنون ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح دروسا قاسية في ملاحم القتال والكفاح لأجل الشرف والوطن. وخاطب شلال المقاتلين في مراكز التدريب التي تشهد كثافة في الإقبال من الشباب قائلا "العدو لا يهابكم إلا إذا كنتم أشداء، وأنتم تودون الأمانة أمام شعبكم الذي يتعرض اليوم لهجمات هذا العدو المحتل، وهذه الميليشيات الحوثية التي ستكونون لها بالمرصاد في خنادق الشهادة، ومعنا إخواننا قيادة التحالف العربي وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية الذين لم ولن ينسى شعبنا موقفهم في الانحياز إلى جانب المقاومة الشعبية لردع هذا العدوان". بمؤازرة ذلك نفذت طائرة بدون طيار يُعتقد أنها أميركية يوم الجمعة الماضي، غارة جوية جديدة استهدفت سيارة كانت تقل عددا من عناصر تنظيم القاعدة. وأكدت مصادر محلية إلى "الوطن" في اتصال هاتفي أن غارة جوية هي الرابعة من نوعها خلال الأيام القليلة الماضية، قد استهدفت مركبة كان تسير في مفرق الصعيد جنوب شبوة، وأن القصف خلّف عدد من القتلى والجرحى من عناصر التنظيم.