أبدى رئيس وزراء لبنان الأسبق سعد الحريري استغرابه من الحكم المخفف الذي صدر على الوزير السابق ميشال سماحة بالسجن مدة أربع أعوام ونصف العام، رغم فداحة الجرم الذي كان يخطط لارتكابه بالاتفاق مع نظام بشار الأسد، وهو إحداث فتنة أهلية عبر تفجيرات تستهدف المفتي مالك الشعار والرمز المسيحي بشارة الراعي، والاعترافات الكاملة التي أدلى بها سماحة. وقال الحريري في تغريدات على صفحته بموقع تويتر، "سماحة حاول إشعال حرب أهلية فحكم بأربع سنوات. واللواء وسام الحسن أحبط محاولته وأنقذ كل اللبنانيين من الحرب فتم إعدامه. أمام أي محكمة تستأنف هذه الأحكام؟". يأتي ذلك، فيما أنهى الرئيس سعد الحريري زيارته إلى روسيا الاتحادية، باجتماع مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في منتجع سوتشي على البحر الأسود أول من أمس، ثم غادر إلى المملكة العربية السعودية. ووصف مصدر في الوفد اللبناني الزيارة بأنها كانت ناجحة، وأن الرئيس الروسي أكد للحريري أنه يتابع الوضع في لبنان والمنطقة بكل تفاصيله وما يهمه الأمن والاستقرار في لبنان. ولفت المصدر إلى أن المعطيات تشير إلى دور روسي جديد على صعيد المنطقة ككل. من ناحية ثانية، ربط وزير العدل أشرف ريفي بين الحكم المخفف الذي أصدرته المحكمة العسكرية على الوزير السابق ميشال سماحة، وظهور علي المملوك في سورية، وقال ريفي: "كاد المريب أن يقول خذوني، هذا مبدأ في كل الجرائم والجميع يعرف أن هذا التزامن ليس مصادفة، فنحن على متابعة لكل الأخبار الأخيرة، بعد موت رستم غزالة بدأنا نسمع أن علي المملوك مريض وأنه في الإقامة الجبرية، أو أنه توفي أو أقيل من مركزه وغيرها من الأخبار ثم بعد ذلك تزامن صدور الحكم الهزيل مع صورة علي المملوك إلى جانب بشار الأسد، أكثر من شاركه، والإيرانيين في الإجرام الحاصل بالمنطقة". وأشار ريفي إلى أن المحكمة "حاولت وضع القضية تحت عنوان النقل، عقوبة جريمة نقل المخدرات في لبنان حدها الأدنى سبع سنوات، ونقل المتفجرات أقل من نقل المخدرات"، سائلا: "بأي منطق يقبل اللبنانيون هذا الأمر". وقال ريفي إن "ما حصل جريمة وطنية، ولسنا أمام مخالفة إدارية أو أمام مخالفة عادية جدا، لذا لن نسمح مهما كلف الأمر بجرائم بحق الوطن والشهداء أن تمر مرور الكرام". وتابع "لدينا في وزارة العدل قضاة محترمون، وتوجد نخب من القضاة في كل الجسم القضائي يرفع اللبنانيون رؤوسهم بهم، حتى في المحكمة العسكرية يوجد قضاة من أرفع ما يكون وُضعوا بمنظومة، بكل أسف، لم تخرج بعد من بقايا النظام السوري ومن تأثيرات حزب الله ولم تذهب عند الوطن، ما زالت عند الدويلة ونريدها أن تذهب إلى الدولة". بدوره، استغرب رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع "إسقاط المحكمة العسكرية من مواد الاتهام الموجهة للوزير السابق ميشال سماحة تهمة القتل عمدا، فيما كل الوقائع التي ظهرت في التحقيقات تؤكد النية الجرمية بالقتل عمدا وعن سابق تصور وتصميم. وعدّ جعجع أن النظام السوري مع نقاط ارتكازه في لبنان أراد توجيه رسالة واضحة بأنه ما زال يملك نفوذا في هذا البلد.