حين هبت رياح "الربيع" التي ضربت أكثر من عاصمة عربية.. كان موقف المملكة العربية السعودية ينحاز لخيارات الشعوب ولخيارات أمن الأوطان. والآن والفوضى تعم اليمن بسبب ميليشيا الحوثي والمخلوع التي انقلبت على الشرعية وعلى خيارات الشعب اليمني المتعطش للإصلاح والتنمية، تجلى موقف المملكة العربية السعودية بوقوفها الصريح والحازم مع الشرعية ومع خيارات هذا الشعب العربي الأصيل.. تلك السياسة التي تنتهجها المملكة ليست وليدة اللحظة، أو وليدة ظرف سياسي معين.. ولكنها تنطلق من ثوابت قامت عليها هذه البلاد منذ عهد المؤسس -يرحمه الله- إلى عهد الملك الحازم (يحفظه الله).. فحين انطلقت شرارة الحرب الأهلية في لبنان في منتصف سبعينات القرن الميلادي الماضي.. كانت تقف على مسافة واحدة مع معظم القوى المتحاربة، حتى استطاعت جمعهم في الطائف عام 1989 واستطاعت وبحكمتها السياسية أن تخرج هذا البلد من حرب أهلية طاحنة باتفاق وقع عليه معظم نواب الأحزاب اللبنانية.. وأصبح هذا الاتفاق هو صمام الأمان الذي يحفظ للبنان الأمن والسلم. كثيرة هي الأزمات التي عانت منها الأوطان والشعوب، وكثيرة هي المواقف التي يتجلى من خلالها كيف أن السياسة السعودية تمثل صمام أمان لتلك الشعوب وتلك الأوطان.. عليكم بالتاريخ الحديث.. لأنه غير قابل للتزوير.. اقرؤوه واعرفوا تاريخ بلد أسس على كلمة التوحيد "لا إله إلا الله، محمدا رسول الله".