أنهى ثوار سورية أول من أمس، أسطورة معسكر القرميد التابع لنظام بشار الأسد والقريب من أريحا في ريف إدلب الذي التصق اسمه بالموت والدمار، وأزالوا شره الذي جثم على صدور المدنيين في ريف إدلب طوال أربعة أعوام، إذ تمكن الثوار من فصائل المعارضة بعد معارك ضارية مع جيش النظام من تحرير المعسكر والسيطرة عليه بشكل كامل. وكانت قوات الأسد تستخدم معسكر القرميد لقصف البلدات والقرى التي تسيطر عليها المعارضة في المحافظة الزراعية الاستراتيجية المتاخمة لتركيا، فيما بدأت فصائل المعارضة عملية تحرير المعسكر، بعد تحرير إدلب منذ نحو شهر، وبالتزامن مع معركة النصر التي انتهت بتحرير مدينة جسر الشغور، لتعود المعارك وتستأنف منذ فجر أول من أمس، ليحمل غروب ذلك اليوم تحرير حاجزي المداجن والكازية المتاخمين لمعسكر القرميد بعد عملية تفجير ناجحة داخل المعسكر. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن انتحاريين فجرا نفسيهما عند بوابات المعسكر، لافتا إلى أن هذه واحدة من أهم قواعد النظام في إدلب، وكان بها كثير من الأسلحة، مضيفا أن الثوار سيطروا على سبع دبابات على الأقل، إضافة إلى مخزون كبير من الذخيرة وعشرات من قاذفات الصواريخ. وبهذا الهجوم الذي أعلنت عنه فصائل المعارضة، ومقاطع فيديو نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، ظهر فيها الثوار وهم داخل القاعدة، تقترب الفصائل من السيطرة على معظم محافظة إدلب، وتتقدم صوب اللاذقية مسقط رأس الرئيس بشار الأسد، فضلا عن أن السيطرة على معسكر القرميد تساعد الثوار على إحكام حصارهم لمعسكر المسطومة الكبير الذي يقع على مقربة منه. من ناحية ثانية، أشارت تقارير إلى اقتراب انطلاق إشارة البداية لتنفيذ خطة التدريب التي تتولاها الولاياتالمتحدة لمئات من مقاتلي المعارضة السورية من أجل محاربة تنظيم "داعش"، لافتة إلى أن الخطة تتركز على تدريب وتسليح قوة يتوقع أن يتجاوز قوامها في نهاية الأمر 15 ألف مقاتل على أن يبدأ تنفيذ الخطة في الأسابيع المقبلة. وقالت التقارير أن هذه الخطة تعد اختبارا رئيسا لاستراتيجية الرئيس باراك أوباما التي تقوم على إشراك شركاء محليين في مقاتلة المتطرفين، فيما قال مسؤولون أميركيون كبار إن أوباما لم يقرر بعد إلى أي مدى ستدعم واشنطن هذه القوة عسكريا، وما الظروف التي يقدم بمقتضاها هذا الدعم. ولفت مقاتلو المعارضة إلى أن خطة التدريب ستنجح إذا ركزت بشكل أكبر على محاربة قوات الأسد والفصائل المتحالفة معها، وقال أبو حمود رئيس العمليات في الفرقة 13، وهي كتيبة من المعارضة غير الإسلامية، تلقى أفرادها تدريبا بموجب برنامج منفصل أدارته وكالة المخابرات المركزية الأميركية "بالنسبة للسوريين أكبر دافع هو وقف القتل وأكبر قاتل هو النظام". يذكر أن الكونجرس وافق العام الماضي على الخطة بهدفين أساسيين أولهما محاربة "داعش"، وثانيهما زيادة فرص التوصل إلى تسوية عن طريق التفاوض في الحرب السورية بزيادة الضغط على قوات الأسد. على صعيد آخر، قتل الجيش الإسرائيلي أول من أمس، أربعة مسلحين كانوا يحاولون زرع متفجرات في الشطر المحتل من هضبة الجولان، كما أفاد مصدر أمني. وأوضح المصدر أن المسلحين الأربعة كانوا بصدد زرع متفجرات قرب مجدل شمس، المدينة الرئيسة في الشطر المحتل من هضبة الجولان السورية، عندما رصدتهم القوات الإسرائيلية ثم قتلتهم.