تواصلت المواجهات بين مقاتلي المقاومة الشعبية والمتمردين الحوثيين في عدن أمس، حيث استمر الثوار في مساعيهم الرامية لتطهير مدينتهم من فلول الانقلابيين. ففي أحياء المعلا والقلوعة وخور مكسر، أدت المواجهات إلى مصرع 26 من المتمردين بنيران الثوار، الذين أكدوا استفادتهم الكبيرة من الأسلحة التي ألقتها عليهم طائرات التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية لدعم الشرعية في اليمن. وأكدت مصادر محلية قريبة الصلة من المقاومة أن الانقلابيين اضطروا تحت وقع ضربات المقاومة للانسحاب إلى عقبة المعلا وانتشروا في منطقة صوامع ومطاحن الغلال، من دون السيطرة على الميناء. مضيفة أن مقاتلي المقاومة الشعبية يحاصرون أعدادا كبيرة من الإرهابيين في المدينة. وأضافت المصادر أن الجثث ملقاة في الشوارع ولا يمكن لأحد من السكان الاقتراب منها، لأن هناك قناصة حوثيين على أسطح المباني. أي شيء يقترب يطلقون عليه الرصاص وهناك قصف عشوائي على حي المعلا". وفي مدينة الضالع، انتفض مقاتلو المقاومة الشعبية في وجه الانقلابيين الذين وصلتهم تعزيزات عسكرية، إلا أن سكان المدينة أرغموا المتمردين على الخروج، وطاردوهم في الشوارع. وأكدت مصادر طبية مقتل ثمانية من المتمردين خلال هذه المواجهات. أما في مدينة زنجبار، كبرى مدن أبين إلى الشرق من عدن، فأعلنت اللجان الشعبية أن مقاتليها يحاصرون منذ مساء أول من أمس اللواء 115 الموالي للرئيس السابق علي عبدالله صالح، الذي تحالف مع المتمردين، حيث طالبوا الجنود بتسليم أسلحتهم والانسحاب إلى خارج المدينة. وأحكم مقاتلو اللجان الشعبية سيطرتهم على المعسكر من خلال السيطرة بمساعدة مسلحين قبليين على بلدة دوفس الواقعة على الطريق الذي يربط بين زنجبار وعدن، بهدف منع وصول إمدادات للواء 115. وأكد مصدر طبي أن المعارك في دوفس أوقعت قتيلين من اللجان الشعبية و20 من الحوثيين وفي مدينة بيحان بمحافظة شبوة، واصل مقاتلو اللجان الشعبية مطاردتهم لعناصر التمرد، حيث قتلوا 15 منهم، وأجهضوا محاولة المتمردين للعودة إلى المدينة التي كانت المقاومة طردتهم منها أوائل الأسبوع الجاري، وكبدتهم عشرات القتلى. أما على صعيد محافظة حضرموت، فتمكنت قبائل المحافظة، بمساعدة جنود موالين للشرعية من استعادة السيطرة على مدينة المكلا من قبضة عناصر تنظيم القاعدة، التي كانت دخلت المدينة خلال الأيام الماضية. وأكدت مصادر محلية أن رجال قبائل مسلحين انتشروا في شوارع المدينة الواقعة في شرق البلاد وسيطروا عليها بصورة تامة، مضيفة أن معارك عنيفة دارت على مشارف المدينة بين جنود موالين للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح ورجال القبائل، ما يؤكد الأنباء التي تواترت خلال الأيام الماضية عن وجود تنسيق بين أتباع صالح ومتشددي القاعدة، وأن هذا التنسيق أسفر عن تسهيل سيطرة مقاتلي القاعدة على مقر القيادة العسكرية الثانية بالمكلا. من جانبه، قال المتحدث باسم لجان المقاومة الشعبية عبدالعزيز الشيخ في تصريحات إلى "الوطن" إن الاشتباكات العنيفة ما تزال تدور وقد تحولت إلى حرب شوارع وعصابات. مشيرا إلى وقوع اشتباكات في منطقة الضالع التي سقط فيها عشرات القتلى من الحوثيين، إضافة إلى مئات الجرحى. ودعا الشيخ إلى تشكيل غرفة عمليات تكون حلقة وصل بين رجال المقاومة وقوات التحالف، حتى تتم هزيمة المتمردين في أقرب وقت.