فيما واصلت طائرات التحالف العربي الإسلامي بقيادة المملكة العربية السعودية قصفها لمواقع المتمردين الحوثيين وأتباع الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح في صنعاء وشبوة، تمكن مقاتلو المقاومة الشعبية من توجيه ضربات موجعة إلى المتمردين في عدن وشبوة والضالع. ففي عدن شنت طائرات التحالف العربي غارات عنيفة على عدد من مواقع الانقلابيين، واستهدف القصف بشكل خاص مبنى وزارة الدفاع، ومطار صنعاء الدولي، ومواقع لتخزين سلاح قوات الحوثيين والرئيس المخلوع صالح. وأكدت مصادر مسؤولة داخل العاصمة أن الغارات التي شنتها الطائرات استمرت لساعات عدة، وأن دوي الانفجارات الهائلة سمع في عدد من المناطق. كما ارتفعت ألسنة اللهب فوق مبنى وزارة الدفاع. إضافة إلى سماع أصوات انفجارات متتالية عقب الغارات، ما يؤكد حدوث انفجارات عدة في مخازن أسلحة الانقلابيين. ومضت المصادر بالقول إن الطائرات عادت في ساعات الفجر الأولى لتواصل قصف مطار صنعاء وقاعدة الديلمي، كما استهدفت في الوقت نفسه معسكرا للقوات الخاصة ومخازن للسلاح في فج عطان وجبل نقم بصنعاء. وفي محافظة شبوة استهدف القصف المركز مخازن أسلحة في مقر قيادة المحور العسكري الواقع شمال مدينة عتق مركز المحافظة، وكذلك مقر اللواء 19 مشاة في مديرية بيحان في محور شبوة الذي تسيطر عليه ميليشيا الحوثي وقوات الرئيس المخلوع. وأكدت المصادر أن عشرات الجنود اضطروا للفرار ومغادرة الموقع تحت وقع الضربات العنيفة لطائرات عاصفة الحزم. وفي محافظة عدن لقي عشرات المتمردين مصرعهم عندما قصفت طائرات التحالف المجلس المحلي بمديرية دار سعد، وأكدت مصادر في لجان المقاومة الشعبية أن الحصيلة الأولية تؤكد مصرع 33 حوثيا وإصابة 90 آخرين. وكشفت المصادر أن الغارات استهدفت المكان إثر ورود معلومات مؤكدة عن وصول تعزيزات كبيرة من المقاتلين الحوثيين وقوات موالية للرئيس المخلوع صالح إلى المبنى وتوابعه. ما دفع طائرات التحالف إلى مهاجمة المكان، قبل أن يتم تسكين القادمين الجدد في المبنى. الأمر الذي تسبب في وقوع عدد كبير من القتلى والجرحى. وأضافت أن مواقع أخرى استهدفت أيضا من قبل طائرات التحالف، خصوصا محيط الملعب الرياضي في وسط المدينة، ونقاط مراقبة يسيطر عليها المتمردون. واستقبل اليمنيون بترحاب كبير خبر مشاركة الطيران المصري في عمليات عاصفة الحزم، . وكان المتحدث الرسمي باسم عاصفة الحزم العميد أحمد عسيري أعلن للمرة الأولى في الموجز الصحفي أول من أمس عن مشاركة طائرة مصرية في تنفيذ غارة ضد هدف تابع لجماعة الحوثيين. وعرض عسيري مقطع فيديو يظهر قصف طائرة لأحد مواقع الحوثيين، وقال إن "طائرة مصرية هي التي نفذت الهجوم على هذا الهدف". وأضاف عسيري في الموجز أنه "ليس من المهم أن نذكر من نفذ، لكن المهم أن تقدم العمليات بجهد متكامل ومتناسق والنتيجة النهائية. وما زالت المقاومة الشعبية تحاصر العشرات من المتمردين المتحصنين في بعض المباني بالمدينة، دون أن يجرؤوا على الخروج، بعد أن قطع الثوار خطوط الإمداد بينهم وبين زملائهم المتمركزين خارج المدينة. وأعلنت قيادة المنطقة العسكرية الرابعة الموالية للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي منح هؤلاء المسلحين ثلاثة أيام لتسليم أنفسهم، قبل أن تضطر لاقتحام هذه المباني. وفي محافظة شبوة، قتل 40 مسلحا حوثيا وجرح آخرون ظهر أمس في تفجير سيارة مفخخة استهدفت مركز شرطة بيحان الذي يسيطر عليه الحوثيون. وقالت مصادر محلية إن سيارة مفخخة استهدفت بعد صلاة الجمعة مركز الشرطة، ما أدى إلى مقتل المتمردين الذين كانوا اتخذوا من المركز مقرا لهم عقب دخولهم البلدة. في حين ما زال رجال القبائل يحكمون حصارهم المطبق على مدينة عتق التي تسلل إليها المتمردون بتواطؤ من قائد اللواء الموالي للمخلوع صالح. ووصلت تعزيزات قبلية كبيرة من قبائل باكازم والجعادنة على الفور إلى مفرق الصعيد، والتحمت بالقوات القبلية المرابطة هناك. ووجه رجال القبائل إنذارا نهائيا للمتمردين الحوثيين بتسليم أنفسهم فورا أو مواجهة الموت. في عدن المنكوبة.. قتل وجوع وعطش تواصلت معاناة المدنيين في مدينة عدن عقب استمرار المتمردين الحوثيين في استهداف الأنابيب التي تنقل مياه الشرب لسكان المدينة، ما تسبب في أزمة مياه خانقة. وكشف كثير من السكان أن حياتهم باتت جحيما لا يطاق. ما تسبب في دفع المئات من أبناء المدينة إلى البحث عن المياه في الآبار التي كانت تستخدم في السابق. ولكن القناصة المتمردين لم يتركوا هؤلاء المدنيين يحصلون على المياه، وبدؤوا في استهدافهم بالرصاص، دون تمييز بين طفل وامرأة ومسن". وكان سكان يصطفون للحصول على المياه من أحد الآبار بجوار مسجد جوهر في المدينة تعرضوا إلى وابل من الرصاص، أطلقه عليهم أحد المتمردين، ما تسبب في إصابة عدد كبير منهم. وإضافة إلى انقطاع مياه الشرب والتناقص الكبير في مخزون المواد الغذائية يشكو سكان المدينة من الانقطاع المتواصل للتيار الكهربائي، بسبب المواجهات المتصاعدة منذ أسبوعين، والتي حولت معظم شوارع المدينة إلى ساحات حرب مفتوحة.