شنت طائرات التحالف العربية الذي تقوده المملكة العربية السعودية لردع الانقلابيين الحوثيين، ودعم الشرعية المتمثلة في الرئيس عبدربه منصور هادي فجر أمس أعنف هجوم لها منذ بدء العمليات العسكرية. حيث قصفت طائرات تحالف عاصفة الحزم مواقع عسكرية تابعة للمتمردين وأتباع الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح في محافظة شبوة جنوب اليمن، كما أغارت الطائرات على مواقع أخرى لهم في عدن ولحج.وأشارت مصادر إعلامية إلى أن الصواريخ التي أطلقتها الطائرات على مقر اللواء 19 مشاة في مديرية بيحان بشبوة الذي يتمركز فيه مسلحون حوثيون، أدت إلى تدمير المعسكر بالكامل، مما أسفر عن مصرع عشرات المتمردين، إضافة إلى فرار آخرين وجدوا أنفسهم تحت رحمة قوات المقاومة الشعبية التي واجهتهم بالنيران.وأضافت المصادر أن أعمدة الدخان تصاعدت من المكان وذلك نتيجة لانفجار كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر بسبب القصف. كما قصفت الطائرات مخازن الأسلحة في مقر قيادة المحور العسكري لمحافظة شبوة الواقع شمال مدينة عتق.وفي مدينة عدن، أغارت طائرات التحالف صباح أمس على مواقع ومستودعات أسلحة للحوثيين في الممدارة، ودار سعد، إضافة إلى منطقة الرباط ومعسكر اللواء الخامس في صبر بمحافظة لحج. مما أدى إلى مقتل 20 متمردا. وفي أعقاب الغارة، فر حوالي 300 عنصر من القوات الموالية لصالح والحوثيين إلى داخل عتق حيث سيطروا على مبنى الإدارة المحلية ومباني الشرطة ورفعوا رايات الحوثيين بحسب مصادر عسكرية. ويتأهب السكان في هذه البلدة إلى طرد الانقلابيين.وأضافت مصادر محلية أن قائد محور عتق واللواء 21 ميكانيكي اللواء عوض محمد فريد، كان في استقبال قوات التمرد عند دخولها المدينة. مضيفة أن الانقلابيين قاموا بنشر نقاط تفتيش في أحياء المدينة والتمركز في بعض المؤسسات الحكومية من دون أي مقاومة من قوات الجيش الموالية للمخلوع صالح مما يؤكد وجود تواطؤ بين الجانبين.وفي تعز، دكت طائرات التحالف معسكر اللواء 22 الموالي للرئيس المخلوع ومعسكر مرة قرب مدينة عتق في محافظة شبوة. كما استهدف القصف اللواء 20 في منطقة الجند شمالي صنعاء، وفي المنطقة نفسها قصفت الطائرات معسكر الصمع الموالي للرئيس المخلوع، الذي يضم ثلاثة ألوية عسكرية أحدها تابع لقوات الدفاع الجوي، والآخران لقوات الاحتياط. وقد أسفر القصف عن انفجارات عنيفة قال شهود عيان إنها لمخازن سلاح داخل المعسكر. وبالقرب من باب المندب، قتل 17 جنديا في قصف استهدف لواء مواليا لصالح في حين استهدفت غارات قيادة المحور والشرطة العسكرية ومعسكر الحرس بصعدة في الشمال.وفي مدينة الضالع الجنوبية، نصب مقاتلون من الحراك الجنوبي مناصرون للرئيس هادي كمينا لمقاتلين حوثيين وقتلوا 26 منهم، إضافة إلى إصابة العشرات بجروح، كما أسروا 15 عنصرا. في غضون ذلك، أكدت مصادر عسكرية أن الانقلابيين وأنصار المخلوع لجأوا بعد غارات الأمس التي قصفت كل مخازن الأسلحة إلى تهريب ما تبقى بحوزتهم من سلاح وذخائر إلى منازل شيوخ القبائل الموالين لهم، وخاصة في المحافظات الشمالية التي تقع تحت سيطرتهم.في سياق متصل، أكد مصدر أمني مسؤول - طلب عدم الكشف عن اسمه لدواع أمنية - في تصريحات إلى "الوطن" أن عددا من القادة العسكريين أعلنوا ولاءهم للشرعية وأن عشرات المتمردين سلموا أنفسهم للمقاومة في عدن، إضافة إلى أن وحدات عسكرية في مأرب اتصلت لتعلن دعمها للشرعية. الأمر الذي يؤكد ما ذكره المتحدث العسكري باسم عاصفة الحزم العميد أحمد عسيري في مؤتمره الصحفي. .. وواشنطن تصعد لهجتها إزاء طهران بلهجة حازمة، وجهت الولاياتالمتحدة أصابع الاتهام للنظام الإيراني بتأجيج الأحداث في اليمن، ومساعدة الانقلابيين بالسلاح والمقاتلين. وقال وزير الخارجية الأميركي جون كيري إن بلاده تعرف أن إيران تقوم بتسليح المتمردين، وإنها "لن تقف مكتوفة الأيدي بينما تجري زعزعة استقرار كل المنطقة". وأضاف في تصريحات إعلامية "على طهران أن تعرف أن الولاياتالمتحدة لن تقف متفرجة، بينما تتم زعزعة استقرار المنطقة برمتها، ويشن أشخاص حربا مفتوحة عبر الحدود الدولية لدول أخرى. ونؤكد أنها كانت هناك وما تزال رحلات طيران قادمة من إيران. كل أسبوع هناك رحلات من طهران قمنا برصدها ونحن نعرف ذلك". كما أعلنت وزارة الدفاع أن سلاح الجو الأميركي بدأ عملية تزويد بالوقود في الجو لمقاتلات عملية "عاصفة الحزم" التي يشنها تحالف تقوده السعودية ضد المتمردين في اليمن.