واصل ملتقى قراءة النص الذي أطلقه نادي جدة الأدبي أول من أمس، استحضار رواد الثقافة والأدب السعوديين، عبر أوراق الباحثين في جلسات الأمس، حيث قدم الدكتور أحمد الطامي ورقة بعنوان "التجديد في موسيقى الشعر عند الرواد بين الوعي والصدى والتمرد: شعر العواد نموذجا" ذكر فيها أن رواد الشعر السعودي لم يكونوا بمنأى عن هم الموسيقى الشعرية، بل اعتبره هما رئيسا استحوذ على تجاربهم، فكان التجديد في الموسيقى أحد أبرز مظاهر التجديد في الشعر السعودي. فيما تناول الدكتور محمد الشنطي "خصوصية الخطاب في شعر طاهر زمخشري" وسبب اختياره الرومانسية التي تتصف بالتمرد والتحليق الحر في فضاء الخيال في أشعاره. واعتبرت منى المالكي في ورقتها "قراءة في أدب الرسائل عند حمزة شحاتة" أن الرسائل فن وثائقي يستند عليه في ملامح للسيرة الذاتية. فيما تعرض الدكتور عبدالله حامد في ورقته لرحلة علي حسن فدعق من خلال كتابه: "أيام في الشرق الأقصى" مبينا أن رحلته كانت صورة صادقة لما وعد به، فتجد فيها روح الأديب المنتمي لقضايا أمته المسلمة ولقوميته العربية ولوطنه المملكة، وستجد فيها أيضا شفافية الأديب ومكاشفاته الصريحة الواضحة. أما عادل خميس الزهراني فقدم قراءة في الفعل النقدي لدى حمزة شحاتة، محاولا تتبع ملامح الوعي المتطور بأهمية النقد ومركزية الفعل النقدي في مشروع التنمية الاجتماعية في أعمال الشاعر والكاتب حمزة شحاتة. موضحا أن شحاتة أسهم بمشاركات نقدية متنوعة ضمت مقالات تنظيرية حول مفاهيم أدبية وفلسفية أساسية وأخرى تطبيقية على أعمال لشعراء آخرين، ومقدمات لكتب أدبية عدها الباحثون خلاصة النظرية الشعرية الشحاتية، كما أسهم في مجالات تنويرية أوسع عبر محاضرته الشهيرة عن الرجولة، وعبر كتابات أخرى وجدت طريقها للصحف أو بين دفات الكتب، التي يظهر فيها وعيه بأهمية الأدب والثقافة في رفع مستوى الوعي لدى المجتمع وتطوير أساليب تفكيره وبث روح التجديد التي تتناسب وقيم العصر الحديث. ووصفت الدكتورة ليلى الشبيلي في ورقتها محمد حسن الفقي، بالشاعر متعدد الأغراض الشعرية فالتجربة لديه قد صقلتها الثقافة وارتفعت بها المعاني السامية التي تنشد الفضيلة وتسعى إلى تدمير الرذيلة. وأشارت إلى تأثير المكان عنده "فالمكان لديه يمثل شيئا وهو يتحدث عن أشرف وأطهر بقاع الله في الأرض "مكةالمكرمة" وليس مجرد ساحة للعرض فقط أو تقليدا لنمط شعر سار عليه الشعراء القدماء والمحدثون، إنها مسقط رأسه ومرتع شبابه وذكرياته وموطن شيخوخته فحديثه هو حديث القلب للقلب". وقفة مع العاصفة :وجه رئيس نادي جدة الأدبي الدكتور عبدالله السلمي كلمة لمستشار خادم الحرمين الشريفين الأمير خالد الفيصل قال فيها: "سيدي صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة - رعاه الله - إن المؤتمرين من مثقفي وأدباء المملكة في ملتقى قراءة النص الثالث عشر المنعقد في رحاب نادي جدة الأدبي الثقافي إذ يشكرون سموكم على كريم موافقتكم على إقامته فإنهم يؤكدون وقوفهم مع جنودنا البواسل المشاركين في عاصفة الحزم". وأضاف "من منطلق الرسالة وأمانة الكلمة والمواطنة الحقة التي لا تقبل المساومة على أمن الوطن فقد حرص الأدباء المجتمعون في ضيافة نادي جدة الأدبي الثقافي على تسجيل وقفتهم هذه، مشيدين بقرار خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز يحفظه الله عندما بادر بنجدة الشعب اليمني الشقيق وحكومته الشرعية".