أكد محللون سياسيون وناشطون يمنيون أن عملية "عاصفة الحزم" التي تنفذها قوات التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية ضد جماعة الحوثي الإرهابية في اليمن حققت أهم الأهداف الأولية التي شنت من أجلها. وقالوا في تصريحات إلى "الوطن" إن عاصفة الحزم نجحت بعد أسبوعين من شنها في ردع المحاولات الانقلابية التي كان الحوثيون والميليشيات التابعة للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح يسعون بكل جهدهم إلى تحقيقها، أملا منهم في الاستيلاء على الحكم بالقوة وبدعم وتمويل من إيران. وشدد المحلل السياسي اليمني نبيل البكيري على أن "عاصفة الحزم" كانت بمثابة الصدمة للانقلابيين، وكان لها تأثير كبير فيهم أدى إلى فقدانهم الثقة بأنفسهم ومحاصرتهم من كل الاتجاهات سياسيا وعسكريا وأمنيا. وأشار إلى ضرورة استغلال هذا الغطاء الجوي الذي منحته قوات التحالف للمؤيدين للشرعية، وداعيا إلى السرعة في إعادة ترتيب صفوف القوة المناهضة للانقلاب وتسليحها لتبسط سيطرتها على الأرض. من جانبه، قال المحلل السياسي اليمني ياسين التميمي إن "عاصفة الحزم" ألحقت أضرارا بالغة بالقدرات العسكرية للانقلابيين وأفشلت خططهم في التوسع والتمدد، مؤكدا أن الضربات الجوية كانت موفقة ودقيقة، وأنهت الخط الفاصل والمراوغ بين الجيش والميليشيا، كما أظهرت نوايا الحوثيين الانقلابية والطائفية أكثر من ذي قبل.وأشار التميمي إلى أن "عاصفة الحزم" نجحت في إنهاء قدرات الدفاع الجوية لقطبي الانقلاب في اليمن "الحوثي وصالح"، كما عطلت القدرات الصاروخية، وتمكنت من السيطرة على الأجواء اليمنية ومراقبة المياه الإقليمية، وأحرزت تقدما في استهدافها مواقع ومخازن أسلحة للجانبين، مؤكدا في الوقت نفسه ضرورة استمرار العمليات العسكرية ضد الحوثيين الذين يحركهم تحريض طائفي غير مسبوق.وأضاف "أعتقد أن عاصفة الحزم تحتاج إلى تنسيق ميداني على الأرض يستثمر التأييد الشعبي والحزبي للعملية في بناء جبهة قوية تواجه الانقلابيين ميدانيا، مع تطمينات بأن اليمن سيكون أفضل في المستقبل". بدوره، أكد عبدالله غلاب الشرعبي أحد الناشطين المناهضين للانقلاب في محافظة تعز أنه شارك في كثير من الفعاليات التي تؤيد قوات التحالف الساعية إلى استعادة الشرعية في البلاد. وقال إنه يلمس من كل من يقابلهم ترحيبهم بعملية قوات التحالف التي تسعى إلى استعادة الشرعية، عادّاً أن العملية استطاعت خلال الأسبوعين الماضيين أن تقضي على عنجهية الانقلابيين وغرورهم على أبناء الشعب اليمني. وألمح الشرعبي إلى أن عملية "عاصفة الحزم" قدمت خدمة كبيرة ليس لليمنيين فحسب، بل حتى للأحزاب والقوى السياسية في البلاد التي كان بالإمكان أن تكون في خبر كان في حال سيطر الانقلابيون على زمام الأمور في البلاد، لما عرف عنهم من الرغبة في الإقصاء والتهميش للآخر.