على الرغم من أن قرية "القايمة" التهامية الواقعة غرب تهامة قحطان في مركز الفرشة بمحافظة سراة عبيدة تتسم بجمالها الطبيعي البكر إلا أنها تفتقر إلى الخدمات الحكومية. وتضم القرية التي يمتاز أهلها بالكرم وطيبة النفس واعتمادهم بعد الله على الرعي وتجارة المواشي، إضافة إلى التحاق القليل منهم بوظائف حكومية، عشرات الهجر والقرى، إذ يبلغ تعدادهم نحو 1500 نسمة. وتبعد القرية عن سراة عبيدة بحوالي 200 كلم، والتي تعد وجهة سكان القرية الأولى لجلب حاجاتهم اليومية نظرا لعدم توافرها في مركز الفرشة الخالي مثل البنوك والصرافات ومحال المستلزمات الضرورية اليومية، فيتنقلون بمركبات رباعية الدفع ومعظمهم من كبار السن قاطعين الطرق الوعرة التي تتخلل قريتهم، وتتناثر منازلهم بجانبها ما حدا ببعضهم لتخزين بعض المواد الغذائية لأشهر عدة. ورغم افتقار تلك القرية إلى عدد من الخدمات الصحية والبلدية وخدمات المياه والمواصلات والمدارس، إلا أنهم يعيشون على الأمل في غد أفضل، مؤكدين أنهم طرقوا أبواب المسؤولين وأوصلوا معاناتهم أكثر من مرة، ولكن الوعود لم تحقق على مدى سنوات طويلة. وفي هذا السياق، يشير المواطنان كردم درمان آل مشاثن وعلي جابر آل مشاثن إلى أن سكان قرية "القايمة" والقرى المجاورة لا يستطيعون في حالة هطول الأمطار الخروج من القرية والدخول لها نتيجة عدم وجود سفلتة، أو عبارات ومزلقانات وقنوات يستطيعون من خلالها الانتقال بين منازلهم، إذ تمنعهم السيول المنقولة. وطالبا بضرورة توفير الخدمات التي ينشدها كل مواطن في هذه القرية، والتي تعد من أبسط حقوقهم، مؤكدين أن الأهالي طالبوا جميع الجهات المعنية، ولكن دون جدوى، عازمين على اللجوء إلى الجهات العليا في الوزارات والجهات الحقوقية والإنسانية. ولفت يحيى الحويري وعلي راعي آل الحوير من سكان القايمة إلى أن معاناتهم تمتد لتشمل التعليم، إذ يطالبون باستحداث مدرسة ثانوية منذ عشرات السنين، ما تسبب غيابها في ضياع أبنائهم وعدم إكمالهم دراستهم، فأصبحوا حبيسي المنازل نظرا لعدم استطاعتهم إكمال دراستهم في المدارس الثانوية البعيدة، لا سيما في ظل غياب وسائل النقل المدرسي. وأكد أن جزءا قليلا من طلاب القرية يكملون تعليمهم في وادي الحيا غربا في رحلة تبدأ السادسة صباحا حتى عودتهم في الرابعة عصرا، يترصدهم خلالها الموت والجوع والعطش في تلك العقبات التي تفصل قريتهم عن وادي الحياة. من جانبه، أكد مدير تعليم سراة عبيدة الدكتور ملفي عبدالرحمن العتيبي أنه تم مسح الموقع ولم تنطبق عليه ضوابط اللجنة العليا لسياسة التعليم رقم 62/ ق ع وتاريخ 13/ 10/ 1429. وأضاف أنه تم الرفع للوزارة بإمكان استثناء هذا الموقع ضمن المواقع المرفوع بها للوزارة، والتي لم تنطبق عليها الشروط المبلغة بالقرار الوزاري المبني على برقية المقام السامي الكريم رقم 639/ م ب وتاريخ 23/ 1/ 1430. إلى ذلك، اكتفي رئيس بلدية الفرشة المهندس حسن مضواح بقوله إن مشروع سفلتة قرية القائمة تسلمه المقاول للتنفيذ قريبا.