معنويات مرتفعة وروح قتالية عالية وهدير أصوات الرشاشات والمدافع لا ينقطع، جنود لا أمنية لهم أغلى من الشهادة في سبيل الله، وهبوا أنفسهم حصونا منيعة للدفاع عن أرض ومقدسات هذا الوطن الغالي. هذا المشهد الذي رصده فريق وعدسات "الوطن" خلال جولتهم صباح أمس على الحدود الجنوبية وبالتحديد في الخطوط ما بعد الأمامية، التي يقف عليها رجال حرس الحدود، المزودون بأحدث الأسلحة والآليات وأجهزة المراقبة الرقمية والكاميرات الحرارية وأبراج المراقبة والعربات المضادة للرصاص، كما رصدت "الوطن" التنسيق العالي في العمليات العسكرية والتكتيكية ما بين رجال القوات المسلحة ورجال حرس الحدود. يقظة دائمة الطقس المتقلب وحرارة الجو العالية ليست في حسابات رجال حرس الحدود اليومية، إذ إن أعينهم ترصد الحدود وأصابعهم على "زناد" النار، مزودين بحس أمني كبير يمكنهم من التفريق بين المتسلل "العدو" والمتسلل "العابر"، تركوا خلفهم كل شيء يشغلهم عن حراسة وتأمين حدود المملكة، هدفهم الوحيد الإيقاع واصطياد كل من يحاول الاقتراب من حرم الحدود. انخفاض التهريب أكد المدير العام لحرس الحدود بالمملكة اللواء بحري عواد البلوي في تصريح إلى "الوطن"، أن عاصفة الحزم منذ انطلاقتها أسهمت في خفض عمليات التهريب عبر الحدود الجنوبية بنسبة كبيرة جدا، إذ لم يتم تسجيل انخفاض في التهريب في وقت سابق. وبين اللواء البلوي أنه تم دعم حرس الحدود المرابطين على الحدود الجنوبية بدعم من إخوانهم في القوات المسلحة، بأعداد كافية من الأفراد والضباط المدربين تدريبا عسكريا عاليا، ويتمتعون بجاهزية قتالية عالية، موضحا أن هناك تنسيقا وتكتيكا عسكريا بين حرس الحدود وإخوانهم رجال القوات المسلحة. الخطوط الأمامية خص المدير العام لحرس الحدود اللواء بحري عواد البلوي فريق "الوطن" بمرافقة في جولته المفاجئة على الشريط الحدودي الجنوبي لما بعد الخطوط الأمامية والتي انطلقت فجر أمس من قطاع الخوبة "الحرث" وقطاع العارضة وقطاع الداير بني مالك شرق جازان، ثم تواصلت الجولة الحدودية للقطاعات التابعة لمنطقة عسير، إذ وقف اللواء البلوي على سير العمل على الحدود وجاهزية الرجال الأشاوس. وأبدى البلوي في نهاية جولته سعادته بالروح المعنوية العالية لدى رجال الحدود وحراسها، قائلا حدودنا في أمان بحول الله لأن من يقف عليها ويحرسها رجال أبطال وهبوا أنفسهم لحماية الدين ثم الملك والوطن. حدود محصنة رصدت عدسات "الوطن" التجهيزات والاحتياطات ومدى تعدد حواجز ومصائد الحد من التسلل والتهريب عبر الحدود، فبمجرد اقتراب المهرب أو المتسلل من الحدود الجنوبية يواجهه في البداية الحاجز الحدودي المشيد من الشبك والأسلاك الشائكة، وبعد الحاجز الحدودي تواجهه أبراج المراقبة الحدودية والمزودة بزجاج مضاد للرصاص وكاميرات مراقبة حرارية و"درابيل" مراقبة ليلية ونهارية، وبعد الأبراج تقابله النقاط والدوريات الحدودية الثابتة والمتحركة، وفي حال استطاع المهرب أو المتسلل تجاوز ذلك وهو أمر مستبعد في وجود التعزيزات الكبيرة من قبل رجال حرس الحدود فإن أمامه دوريات القطاع الحدودي الثابتة والمتحركة المزودة بكامل التجهيزات والتي تليها دوريات الكمائن السرية والتي اختير أفرادها المدربون على عمليات التمويه والتخفي بعناية، حيث يختبئون في الأودية والشعاب وبين الأحراش على أقدامهم، ثم تليها دوريات حرس الحدود السرية الاستخباراتية من قيادة حرس الحدود بالمنطقة، ثم بعد ذلك تواجههم القوات المسلحة في الخطوط الأمامية. تكتيك متكامل أكد قائد قطاع حرس حدود محافظة الحرث الحدودية العقيد الدكتور حسن غشوم العقيلي، في تصريح إلى "الوطن" خلال الجولة الميدانية في الخطوط الأمامية، أنه منذ انطلاقة "عاصفة الحزم" وأفراد حرس الحدود يقومون بواجبهم تجاه الوطن وحماية مقدساته وتأكيدا للوقفة الصادقة مع الشعب اليمني الشقيق، مشيرا إلى أن الأوضاع مطمئنة والحياة في قرى الشريط الحدودي طبيعية. وبين العقيلي أن أعينهم لا تكل ولا تمل، فهي متمركزة في جميع مواقعها، حيث تقوم بعمليات الرصد والمتابعة وإيصال المعلومات لقوات التحالف من خلال الإحداثيات عن كل ما تتم مشاهدته، ويتم التعامل مع كل حالة حسب ما تتطلبه سواء كانت تجمعات أو محاولات تهريب أو تسلل، حيث يتم التعامل معها بكل حزم. وأضاف العقيلي أن حرس الحدود يشكل منظومة متكاملة مع القوات المسلحة لحماية حدود وأمن الوطن، إضافة إلى أنه يمتلك أجهزة حديثة وكاميرات حرارية ويحظى بدعم كبير من الحكومة الرشيدة وخاصة الجهود الكبيرة التي تم بذلها لتنفيذ السياج الأمني والذي يعد عائقا كبيرا لكل من أراد المساس بأمن البلاد. في المقابل، عبر عدد من أفراد حرس الحدود بمنطقة جازان عن سعادتهم البالغة بزيارة المدير العام لحرس الحدود بالمملكة، ما زاد ذلك من رفع معنوياتهم العالية، مؤكدين أن على عاتقهم أمانة كبيرة ومسؤولية جسيمة وهم يدافعون عن عقيدتهم ووطنهم ومقدساته الإسلامية.