يتولى قطاع حرس الحدود مهمة إحكام الرقابة على حدود المملكة ومياهها الإقليمية، ومنع الدخول إليها والخروج منها إلاّ وفق الأنظمة المعمول بها، وعبر الطرق والمسالك والموانئ والأمكنة المخصصة لذلك من قبل الحكومة، كما يقوم بمكافحة التهريب والتسلل من الداخل والخارج براً وبحراً، ويقوم أيضاً بالإنذار المبكر والإبلاغ عن أي تحركات مشبوهة على حدود المملكة والتعاون مع الأجهزة الأمنية فيما يحقق تكامل الاستراتيجية الأمنية للمملكة، كذلك يقوم بعمليات البحث والإنقاذ والإرشاد وتقديم العون للوسائط البحرية، ومراقبة كافة من يتواجد في منطقة الحدود البرية البحرية للتأكد من مراعاتهم للقواعد والنظم المقرر لذلك. وفي أقصى الشمال الغربي من المملكة، وتحديداً منطقة تبوك، رافقت "الرياض" رجال حرس الحدود ميدانياً إلى منطقة الحدود البرية والبحرية في رحلة بلغت (1268كم برياً) و(345 ميلاً بحرياً)، وهي نطاق عمل حرس الحدود بمنطقة تبوك. وتقع قيادة حرس الحدود في مدينة تبوك وقائدها "اللواء الركن محمد بن محمود الثمالي" الذي يتابع ويشرف على جميع قطاعات ومراكز حرس الحدود في المنطقة؛ يسانده نخبة من القياديين من ضباط على مستوى عال من العلم والمعرفة والخبرة. الحواجز على الحدود منعت عمليات التهريب.. والكاميرات الحرارية تصطاد المتسللين في الليل الحدود البرية انطلقنا في جولتنا من قطاع حرس الحدود البري بحالة عمار الذي يبعد عن مدينة تبوك قرابة 116كم على الحدود السعودية - الأردنية، ويقوم بفرض السيطرة الأمنية على طول الشريط الحدودي البري الشمالي الغربي للمملكة في نطاق 200 كيلومتر، حيث تقوم خمسة مراكز برية هي: (عسيلة، الطلعة، عمرات، الغار، الخشة ) بتأمين الحدود بطول 136كم، بينما من الناحية الغربية تغطي ثلاثة مراكز مسافة 64 كم، وهي:(الصياني، العنيق، الاطيفح)، وجميع هذه المراكز مجهزة بأحدث التجهيزات من آليات ومعدات، كما تم دعمها بكوادر وطنية مؤهلة دربت على أعلى مستوى من التدريب؛ للقيام بدورها على أكمل وجه حتى أصبحت على مقدرة عالية للتعامل والعمل وسط أي ظروف جغرافية أومناخية صعبة. عمل مستمر لرقابة الحدود في أسوأ الظروف المناخية عمليات تهريب لقد كان لقطاع حرس الحدود في حالة عمار دور كبير في التصدي لعمليات التهريب والتسلسل، وأثناء انتقال "الرياض" عبر الحدود برفقة رجال حرس الحدود وقفنا على أحد أخطر مناطق عبور المهربين والتي يكثف حرس الحدود من دورياته في هذه المناطق، وتتصف طبيعة المنطقة الجغرافية بتضاريس صعبة تتكون من جبال عالية يتخللها أودية وشعاب يكون فيها عملية اقتفاء الأثر من المصاعب التي تواجه أفراد حرس الحدود، ومن الطرق التي يستخدمها المهربون في محاولتهم العبور عبر الحدود، حيث إن المهرب يستخدم قطع إسفنج محاطة بقطعة من الصوف في محاولة لإخفاء آثار الأقدام، كما يقوم المهرب باستخدام حقيبة تحمل على الظهر لحمل المخدرات تسهل عليه التحرك والانتقال عبر الجبال في تلك المنطقة، إلاّ أن تواجد دوريات حرس الحدود البرية على مدار الساعة ولقدرتهم على معرفة أساليب المهربين التي يستخدمونها، وبفضل الله، ثم جهود حرس الحدود في شق طرق تسهل وصول دورياتها إلى تلك المناطق تم فرض السيطرة الكاملة على هذه المناطق، ومنع المهربين من تجاوزها، كما تم إحباط العديد من محاولات التهريب، حيث ساهمت التجهيزات الحديثة مؤخراً في التصدي لهؤلاء المهربين، ومن هذه الانجازات الأمنية إحباط عملية دخول سيارة محملة بالمخدرات عبر منطقة حدودية برية محظورة، كما أن رجال حرس الحدود ضبطوا خلال الأعوام الثلاثة الماضية في آخر احصائية أكثر من عشرة ملايين حبة مخدرة، وكميات كبيرة من الحشيش حاول مهربون إدخالها إلى المملكة. لزميل العمراني في أحد المواقع الحدودية يرصد عمل حرس الحدود «حالة عمار» أخطر مناطق عبور المهربين.. ورصد 23 قارباً تجاوزوا الحدود ولعل من أهم الانجازات التي قام بها حرس الحدود بجهود ذاتية في خطوة تطويرية لأداء مهامه وواجباته؛ قام بانشاء طريق طولي عبر الشريط الحدودي البري وصولاً إلى الشريط البحري الذي يمر بموقع (المزهفة) الذي يعد من أصعب المواقع، حيث ينقطع الطريق بسبب التصاق الجبل بالبحر، وتم تمديدها وتعبيدها باستخدام معدات ثقيلة ومتنوعة يمتلكها ويشغلها منسوبوه، مخترقين بهذا الطريق أصعب التضاريس الجبلية والشاهقة حتى انه ساهم في سرعة انتقال الدوريات وسهل من مهام أداء دوريات حرس الحدود، إضافة إلى الدور الأمني الذي يقوم به رجال حرس الحدود فإنهم يقومون بأعمال إنسانية جليلة تدخل ضمن مهام عملهم من إرشاد للتائهين، والقيام مع الجهات الحكومية الأخرى ذات العلاقة بتقديم الخدمات للحجاج والمعتمرين، كما أنها تقوم بأعمال إنسانية تجاه المواطنين من البادية الذين يقطنون في المواقع القريبة من الحدود وخصوصا في أوقات تساقط الثلوج. هود ذاتية لحرس الحدود في فتح الطرق والتمركز في المواقع الحساسة للمراقبة كاميرات حرارية حظيت قطاعات حرس الحدود بدعم وتجهيزات على أعلى مستوى، ومن ذلك نشر الكاميرات الحرارية بنوعيها الثابتة والمتحركة على طول الشريط الحدودي والتي كان لها دور كبير في رصد أي عمليات تسلسل أثناء ساعات الليل، بل إنها ساهمت في إلقاء القبض على عدد كبير من المتسللين؛ فعند قرب مواسم العمرة والحج تكثر وتنشط عمليات التسلل، فساهمت هذه الكاميرات إضافة إلى قيام الدوريات البرية بمهامها في رصد هؤلاء المتسللين، وإلقاء القبض عليهم في وقت قياسي. وتتواصل عجلة التطوير والنمو في قطاع حرس الحدود حيث تم مؤخرا تجهيز أبراج مراقبة عالية التجهيز، ونشرها على طول الشريط الحدودي، كما تقوم أيضاً بمهام المراقبة والمتابعة. img src="http://s.alriyadh.com/2011/01/11/img/909751719014.jpg" title=""العقوم" الترابية نجحت في منع وصول المهربين" "العقوم" الترابية نجحت في منع وصول المهربين «جهاز إنساني».. ولا يتهاون في «العمل الأمني» وسط أصعب الظروف المناخية القطاعات البحرية واصلت "الرياض" رحلتها عبر الحدود حتى وصلنا إلى محافظة حقل التي يوجد بها قطاع حرس الحدود أحد قطاعات حرس الحدود البحرية الخمسة؛ الموزعة بالتساوي على طول الشريط الساحلي بمسافة 345 ميلا بحريا، وهي:( مقناء وضباء وأملج والوجه وحقل)، ويعد قطاع حرس الحدود بحقل هو القطاع الوحيد الذي يقوم بمهامه البرية والبحرية في آن واحد، حيث يقوم القطاع بمهامه على محورين بري وبحري بطول 168,900كم؛ فمن الناحية البرية من الجهة الشمالية تقوم أربعة مراكز بمهامها على طول الشريط الحدودي بطول 83,300كم هي:(الطفحة، الغصن، النقيرة،العلو)، وتلتقي مع مراكز قطاع حرس الحدود بحالة عمار، كما تم تجهيز تلك المنطقة الحدودية البرية بسياج حديدي مزود بكاميرات حرارية ثابتة تمنع عمليات التسلل، إضافة إلى قيام الدوريات البرية بمهام عملها على طول الشريط الحدودي. ومن الناحية الجنوبية تقوم خمسة مراكز بحرية بمعملها على طول الشريط الساحلي بطول 85,600كم وهي (الدرة، الحميضة، الوصل، السلطانية، بئر الماشي)، بعد ذلك يتولى قطاع حرس الحدود بمقناء مهامه على طول الشريط الساحلي بطول 273كم ومسؤولية بحرية تقدر ب 64 ميلا بحريا، وذلك من خلال سبعة مراكز بحرية،هي: (سويحل، قصارى، التبة، الشيخ حميد، رأس القصبة، الشيوخ، قيال)، ثم يأتي بعد ذلك قطاع حرس الحدود بضباء الذي يتولى مهامه بعد قطاع مقناء، وذلك على طول الشريط الساحلي بطول 201كم، ومسؤولية بحرية تقدر 122 ميلا بحريا، كما يقوم قطاع حرس الحدود بضباء بتولي جانب الحماية لميناء ضباء وميناء شركة ارامكوا. سفن بحرية تراقب المياه الإقليمية للمملكة ويأتي بعد قطاع حرس الحدود بضباء قطاع حرس الحدود بالوجه الذي يقوم بمهامه على طول الشريط الساحلي بطول 179كم، من خلال خمسة مراكز بحرية،هي:(الدميغة، حرامل، هبان، غواش، المريسي)، ويضم القطاع مركز التدريب التابع لحرس الحدود، ويقوم بتخريج أفراد وفنيين مدربين ومؤهلين في جميع التخصصات البرية والبحرية. بعد ذلك يتولى قطاع حرس الحدود بأملج المهام من خلال خمسة مراكز منتشرة على طول الشريط الساحلي بطول 213كم، هي:(الخرج، الحرة، الدقم، الشبعان، الحسي)، وجميع هذه القطاعات البحرية تقوم بمهام الدوريات البحرية على حدود البحر الإقليمي للمملكة، كذلك تسيير دوريات ساحلية بمحاذاة الشاطئ على طول الشريط الساحلي، ويدعم عمل هذه القطاعات زوارق بحرية بمختلف أنواعها ومهامها فمنها ما هو مخصص للدوريات بعيدة المدى ومنها ما هو مخصص للدوريات متوسطة وقصيرة المدى، إضافة إلى وسائط بحرية تقوم بمهام أخرى وتم دعمها بأجهزة اتصال حديثة ومتنوعة ومختلفة من الاتصالات البعيدة والقريبة، وكذلك أجهزة خاصة باستقبال إشارات الاستغاثة، وقد أظهرت إحصائيات حرس الحدود إلى انه لم تسجل أي عملية تهريب عبر البحر خلال السنوات الأخيرة. النقيب البلوي يشرح للزميل العمراني الأدوات التي يستخدمها المهربون عمليات البحث والإنقاذ وتعمل فرق الدوريات البحرية على مدار الساعة وسط أجواء مناخية متقلبة بحسب الطبيعة البحرية، ومع ذلك حققت حرس الحدود انجازات أمنية؛ فقد تمكنت خلال هذا العام من رصد 23 قارب صيد دخلت إلى المياه الإقليمية السعودية من دول مجاورة، وتشير إلاحصائيات إلى انخفاض معدلات حالات الغرق هذا العام عن السنوات الماضية؛ بفضل الجهود التي يبذلها في عمليات البحث والإنقاذ. ويشار إلى أسباب الانخفاض؛ لنجاح الحملة التوعوية التي نفذتها حرس الحدود بمنطقة تبوك قبل بدء موسم الإجازة شملت جامعة تبوك، وعددا من المدارس التعليمية بالمنطقة؛ احتوت على محاضرات وعروض مرئية وبروشورات تتحدث عن السلامة البحرية، كما أن التجهيزات الحديثة التي زودت بها فرق البحث والإنقاذ بكافة قطاعات حرس الحدود الساحلية بالمنطقة مؤخراً -من مركبات مجهزة وحديثة ومعدات غوص وقوارب ودبابات بحرية (جت سكاي)- ساهمت في رفع مستوى أداء أفراد فرق البحث والإنقاذ وسرعة التعامل مع الحدث، كذلك التواجد الدائم لفرق البحث والإنقاذ على مدار الساعة، كما أن حرس الحدود البحري يقدم أعمال المساعدة للعديد من السفن العابرة والتي تجنح في عرض البحر، وكان آخرها السفينة الصينية التي نشبت في احد الشعب البحرية أمام ساحل أملج. دوريات بحرية على ممدار الساعة ومن النجاحات التي سجلها حرس الحدود تعامله مع حادثة غرق العبارة المصرية "السلام 98" التي غرقت في عام 2006م، وكانت السفينة تحمل 1،312 مسافراً و98 من طاقم السفينة، حيث ساهمت فرق البحث والانقاذ التابعة لحرس الحدود بمنطقة تبوك من انقاذ العديد من ركاب السفينة؛ ولكون البحث والانقاذ يقوم بدور هام فقد تم دعم مراكزه بأحدث تقنيات البحث والانقاذ، ويجري حالياً انشاء مركز متكامل لتنسيق عمليات البحث والانقاذ البحري، وهو فرعي للمركز الرئيس بمنطقة مكةالمكرمة وسوف يجهز هذا المركز بأحدث الاجهزة والمعدات المستخدمة في مجال البحث والانقاذ البحري، ومن أهم تلك الاجهزة؛ جهاز الأمن والسلامة البحري العالمي GMDSS، كما قام قسم البحث والانقاذ بقيادة حرس الحدود بإعادة تحديث مواقع السباحة والغوص للمتنزهين على طول حدود مسؤوليات حرس الحدود بالمنطقة بالاشتراك مع الجهات ذات العلاقة. أبراج مراقبة حديثة تم تجهيزها على الحدود كلمة شكر في ختام هذه الجولة نشكر قائد حرس الحدود بمنطقة تبوك "اللواء الركن محمد بن محمود الثمالي" الذي سهل "مهمة الرياض"، كما تشكر الناطق الإعلامي "عبدالله بن حمد الغرير" الذي رافقنا طوال الرحلة، وإلى جميع منسوبي حرس الحدود في كافة القطاعات البرية والبحرية. تأهب كامل على الحدود لمنع وصول المهربين كاميرات حرارية لمراقبة المتسللين مركز حرس الحدود في أقصى الشمال الغربي والثلوج تحيط به