منذ نشوء جماعة الحوثيين المسلحة في اليمن، وهي مصدر قلق وخوف للمواطنين، سواء كانت في مرحلة ضعف أم في مرحلة قوة، لأنها مشروع للقتل والدمار فقط. هذا هو لسان حال المواطنين الذين يتخذهم المتمردون دروعاً له في حروبٍ عبثية يقودونها بهدف السيطرة على السلطة بالقوة وتنفيذ مشروعهم الإيراني. يعمد الحوثيون، الذين اعتادوا على حرب العصابات، إلى قتل المدنيين خفية أو التسبب في ذلك، بغرض إلصاق التهم الباطلة بخصومهم وترويج الإشاعات الكاذبة التي من شأنها كسب التعاطف والتأييد. ورغم الخسائر الكبيرة التي لحقت بهم من الجيش السعودي في الحرب الأولى عام 2009، إلا أنها لا زالت تصر على استخدام المدنيين ليكونوا مصدات لها من النيران التي تلاحقهم. ولا يختلف أسلوب هذه المليشيات حالياً، عما كانت عليه في السابق، وهي هدف مكشوف لقوة عسكرية ضاربة، لتتعامل مع ذلك بنشر مضادات للطيران في الأحياء الآهلة بالسكان، بهدف توريط قوات التحالف بقصفها وقتل الأبرياء. وحين يشعر الحوثيون أنهم باتوا قاب قوسين أو أدنى من نهايتهم، وأن مشروعهم أصبح مهدداً، فإنهم لا يتورعون في استخدام أي أسلوب، مهما كان سوءه، ليكون لهم طوق نجاة. في وقت متأخر من مساء الأربعاء قبل الماضي، فاجأت قوات "عاصفة الحزم" ميليشيا الحوثي في مخابئها، واستهدفت قدراتهم الجوية ودمرتها بشكل كلي، ليحاول المتمردون إنقاذ أنفسهم بنشر المضادات الجوية في الأحياء السكنية بصنعاء. يقول أحد سكان حي الجراف شمالي العاصمة، ويدعى حامد المسلمي ل"الوطن" إن الحوثيين نشروا مضادات للطيران في حارتهم، ما أرعب السكان الذين باتوا يشعرون أنها تشكل خطرا عليهم أكثر من أي شيء، حيث باتوا عرضة للموت بسبب هذا التصرف.وحمل حامد ميليشيات الحوثي مسؤولية حياة السكان، واصفاً إياهم بالقتلة الذين يسعون إلى استغلال المسالمين لخدمة مصالحهم والانقلابية. بدورها، أفادت مصادر في محافظة الحديدة بأن الحوثيين استخدموا ذات الأسلوب في المدنية، ونشروا مضادات في أحياء مختلفة، وهو ما يعني أن أسلوبهم لم يقتصر على العاصمة فقط، بل يشمل كل المدن التي يبسطون سيطرتهم عليها بالقوة. وقوبل هذا التصرف برفض من قبل سكان بعض الأحياء، لمعرفتهم أن غرض الحوثيين من ذلك هو جعلهم عرضة للموت المحقق واستخدام هذا الحدث لمصلحتهم. وسبق أن تحدث الناطق الرسمي لقوات التحالف، العميد أحمد العسيري، في إيجاز صحفي سابق، عن احتماء المتمردين الحوثيين بالمدنيين، وحرص قواتهم على تحديد الأهداف بدقة لتجنب إزهاق أرواح الأبرياء.ولم تقف اعتداءات الحوثيين على السكان عند هذا الحد، بل امتدت لتشمل تعمدهم قصف منازل السكان بقذائف الهاون، إضافة إلى نشرهم الرعب بين أوساط السكان. ففي حين لم يستطع الحوثيون دفع قوات التحالف إلى قصف الأحياء السكنية، باشروا هم بإطلاق قذائف هاون على بعض تلك الأحياء، والمبادرة بتلفيق التهمة على طائرات قوات التحالف.من جانبه، كشف الكاتب اليمني فتحي أبو النصر أن الحوثيين دخلوا كذلك إلى بعض المواقع التاريخية، حيث تعمدوا نشر مضادات الطيران فوق قلعة القاهرة في محافظة تعز، وقال "يطلقون مضادات طيران من فوق القلعة، ولا يضعون اعتباراً لقيمتها التاريخية".