بدأت لجنة من مديرية الشؤون الصحية بالمدينة المنورة التحقيق بقضية وفاة مريض إثر سقوطه من سلم طوارئ في مستشفى أحد، بعد أن غافل الطاقم الطبي، وخرج من قسم التنويم. وشرعت اللجنة في استجواب الطاقم الطبي الذي كان مكلفا بمتابعة المريض، وكذلك مسؤولي الأمن بالمستشفى، لمعرفة ملابسات الحادثة التي وقعت في بداية الأسبوع الماضي، وسجلتها الشرطة مبدئيا. وقال مصدر ل "الوطن" إن "رجلا في منتصف العقد الخامس من عمره دخل طوارئ المستشفى الأسبوع الماضي وهو يعاني من نقص بأملاح الصوديوم، واتضح أنه كان يعاني مسبقا من اعتلالات نفسية، ويتناول من أجلها بعض العلاجات، وعندما علم الطاقم الطبي بتاريخه المرضي شددوا على متابعته أثناء التنويم، وطلبوا الاستشارة النفسية، وبحث إمكانية إحالته إلى مستشفى الأمل للصحة النفسية". وأضاف المصدر أن "المريض غافل الطاقم الطبي وقت الزيارة، مستغلا انشغال الطاقم باستقبال حالة طارئة، وتمكن من الخروج عن طريق سلم الطوارئ، بعد أن غفل عنه ذووه المرافقون له، وبقيام الأمن بالبحث عنه في أروقة المستشفى عثر عليه بعد فترة قصيرة وقد سقط من السلم على ارتفاع دور واحد". وأوضح المصدر أن "الطاقم الطبي سارع بتقديم الإسعافات الأولية للمريض، ونقله إلى قسم الطوارئ، وتم استدعاء الشرطة التي حررت محضرا أوليا عن الحادث، إلا أن المريض توفي بتوقف القلب بعد مرور ساعة على الحادثة". ولم تستبعد المصادر أن يكون المريض سقط من تلقاء نفسه، وهو ما أكدته التحقيقات الأولية التي أثبتت أنه يعاني من اعتلالات نفسية، وقام بسلوكيات عدة شبيهة في فترات سابقة. إلى ذلك، أكد مدير عام الصحة النفسية والخدمة الاجتماعية بوزارة الصحة الدكتور عبدالحميد الحبيب ل"الوطن" أن "وزارة الصحة وضعت وثيقة حقوق ومسؤوليات المرضى، وتتضمن قواعد العمل داخل المستشفيات النفسية، يلزم جميع العاملين بتنفيذها". وقال استشاري الصحة النفسية بمستشفى الصحة النفسية بجدة الدكتور سعد الخطيب، "لا توجد قاعدة واحدة للتعامل مع المرضى النفسيين، فكل منوم داخل مستشفيات الصحة النفسية يتعامل معه الأطباء والممارسون الصحيون كل حسب حالته المرضية". وأضاف أن "المعتل النفسي إما مريض ذهاني، أو مصاب باضطرابات عصبية، فالأول لديه معتقدات واستقبالات غير صحيحة، كالتفكير الخاطئ، وسماع أصوات غير موجودة، مما قد يدفعه لارتكاب أفعال تضره، وتسبب أذى للغير، لذلك فهو بحاجة لتعامل خاص وفق طرق مدروسة، أما المصاب بمرض عصبي فيتم التعامل معه بطريقة عادية". وأوضح الدكتور الخطيب أن "المريض الذهاني لا يجب أن يترك يسير لوحده، لأن العقاقير التي تعطي له قد تصيبه بالدوار، مما يعرضه لخطر السقوط والأذى، كما تراوده أحيانا أفكار بإلحاق الضرر بالآخرين، لذلك فهو يحتاج لعناية خاصة في مستشفى الصحة النفسية". وحصلت "الوطن" على وثيقة حقوق المرضى النفسيين التي تعتمدها وزارة الصحة، ومن بنودها وجود سياسة خاصة لحماية المرضى النفسيين من كل أشكال الإيذاء، وعدم تقييد حريتهم الجسدية بأي وسيلة، أو وضعهم في غرفة عزل دون سبب طبي، والحصول على الخدمة العلاجية بأيسر الطرق، وذلك بتخصيص عيادات نفسية في المنشأة الصحية، وتوفير وسائل تعليم وتأهيل مناسبة لقدراتهم عند بقائهم لمدة طويلة في المنشأة الصحية. وأفردت الوثيقة قواعد خاصة لحماية المرضى النفسيين من إيذاء الغير أو أنفسهم، وشددت على أن للمريض وذويه الحق في أن تكون الرعاية الصحية في بيئة آمنة ومناسبة لوضعه الصحي، وجود إجراءات كافية لحماية ممتلكاته من السرقة والتلف، وحمايته من الإيذاء بأنواعه كافة.