تعاني بعض الأسر من تصرفات أبنائهم العدائية، وذلك لمحاولة تقليدهم بعض ما يشاهدونه من أفلام كرتونية ومسلسلات، مما يؤثر على شخصية الطفل، ويكسبه بعض التصرفات العدائية مستقبلا، فيما تلجأ بعض الأسر إلى الأخصائيين للبحث عن مخرج لمعاونتهم من تصرفات الأبناء. يقول فارس البلوي "لدي طفل يعشق ملابس سوبرمان حتى الجنون، فهو ينام ويصحو وهو يلبسها، فاشتريت له قطعة أخرى، وفي النهاية أشفقت عليه لأنه بدأ يقلد الحركات التي يقوم بها سوبرمان، حيث بات يقفز من أمكنة عالية، ويعرض نفسه للخطر". وأضاف البلوي أنه تحدث مع أخصائي نفسي حول سلوك ابنه، فوجه له بعض النصائح المهمة التي يجب أن يتعامل بها مع ابنه، لتغيير نمط سلوكه حتى يقل تعلقه وإعجابه بتلك الشخصية غير الواقعية. وقالت أم خالد إن لديها طفلة كانت تتابع برنامجا خاصا بالأطفال، واليوم أصبحت عضوة بالمنتدى الخاص بالبرنامج، وتجلس بالساعات أمام شاشة الإنترنت، فقل تحصيلها العلمي، وأصبحت انطوائية، وتتحدث معهم بلغة البرنامج. وقال صالح العنمي إنه يجب أن تتابع الأسر أبناءها بكل أمانة، يقول "وجدت يوما ابني البالغ من العمر 12سنة يتحدث بألفاظ لا تناسب سنه استقاها من أحد المسلسلات، وقال "من ذلك اليوم منعت جميع الأفلام أن تعرض بالمنزل، واكتفيت بعرض لبعض القنوات، واليوم بعد ثلاث سنوات تأقلمت الأسرة على ذلك، وتغير سلوك وتصرفات ابني". ويشير أبو صالح إلى أن ابنه الصغير بات يطبق جميع تصرفات أبو شهاب بمسلسل "باب الحارة"، وأنه يلبس ملابسه، ويتحكم بالمنزل، والجميع يجب عليهم طاعته"، مشيرا إلى أن جيرانه بالحي يلقبونه "أبو شهاب" رغم صغر سنه. ويقول فهد بخاري إن ابنه الصغير يقلد حركات بعض أفلام الكرتون مثل "زورو" مشيرا إلى الإحراج الذي يسببه له ابنه في مناسبات الأفراح، حيث يقفز على الكنبات، ويطلق صرخات مدوية في الجلسات المخصصة للرجال، مما يغضب أصحاب المناسبة. ويضيف بخاري أن ابنه صعد ذات يوم فوق سطح السيارة، وحاول القفز إلى السيارة المجاورة فسقط على الأرض، فأصيب ببعض الكدمات والخدوش. في حين تقول أم حاتم (ربة منزل) إن ابنها عمره خمس سنوات شكلت له بعض الأفلام الكرتونية التي يتابعها شخصية عدائية، من خلال تقليد بعض أبطال الأفلام، حتى بلغ الأمر به تقليده لبعض الشخصيات عند مشاجرته مع أشقائه وذلك بالضرب القوي في بعض الأحيان وفي أماكن خطرة. وأشارت إلى أن طفلها لا ينام ولا يخرج من المنزل إلا بعد ارتدائه الملابس التي تحمل شخصيات أبطال الأفلام الكرتونية. وتضيف أم حاتم أنه عند تسوقهم يلح على والده بشراء بعض منتجات المواد الغذائية أو الملبوسات أو الألعاب والمستلزمات المدرسية التي تحمل صور الشخصيات الكرتونية التي يحب أن يشاهدها ويتابع أفلامها. وتؤكد أم حاتم أنها طلبت من زوجها عرض ابنها على طبيب مختص لدراسة حالته، وإيجاد حلول لما يعاني منه ، مؤكدة أن استمراره على هذا الأمر سيعلم شخصيته الإجرام والعدوانية ضد الآخرين. إلى ذلك قالت الاختصاصية النفسية بمستشفى الطب النفسي بالمدينة المنورة الدكتورة أمل الكفراوي إن أغلب القنوات والبرامج التي تختص بالأطفال غير خاضعة للإشراف، حيث تعرض بعض الأفلام التي تحث على العنف أو تبث بعض السلوكيات الخاطئة. وأضافت أن "الطفل الذي يشاهد التلفزيون يتعلق بأفكار غير مناسبة لعمره، فتجده يعيش متوترا أو يتصرف تصرفات غريبة، بينما يهمل الأهل متابعتهم فترات طويلة، مشيرة إلى حالات عدة شهدتها العيادات، حيث يتم علاجهم سلوكيا فقط من حيث التوجيه في تغيير نمط التعامل مع الطفل. غير أن المشكلة تأتي بحسب كفراوي- من الأسرة، حيث يكتفون بجلسة واحدة وخاصة العلاج النفسي أو يتوقعون أن الطبيب يملك الحلول السريعه والعاجلة، فالطفل يحتاج عدة جلسات ليصبح بعدها معافى، ويتصرف بطريقة طبيعية، ودعت الأسرة إلى التأني ومتابعة أطفالهم، ورصد السلوكيات السيئة وعلاجها أولا بأول.