فيما استمرت أمس اجتماعات الائتلاف الوطني السوري في مدينة إسطنبول التركية، لتحديد الموقف النهائي من الدعوة الروسية لعقد حوار بين نظام بشار الأسد والمعارضة السورية في موسكو نهاية الشهر الجاري، وصف الأمين العام للائتلاف الوطني السوري نصر الحريري، تشكيل "الجيش الأول" في درعا والقنيطرة وتوحيد صفوف الثوار في القلمون ب"الخطوة الواعية القادرة على إرغام الأسد على الخضوع للحل السياسي". وأضاف الحريري أن تأسيس "الجيش الأول" أحد أهم الدلائل على نجاح الثوار في الانتقال بالكتائب والألوية العسكرية من حالة الضياع إلى مرحلة الهيكلة والمؤسسة العسكرية، بحسب وصفه. وكانت 3 فصائل مقاتلة في درعا، هي "فرقة الحمزة" و"جبهة ثوار سورية" و"الفوج الأول مدفعية"، أعلنت منذ أيام توحدها باسم "الجيش الأول" بقيادة العقيد الركن صابر سفر. يأتي ذلك في وقت، كبد فيه الجيش الحر قوات بشار الأسد بحي جوبر في دمشق، خسائر عديدة في المعدات والأرواح، حيث هز انفجار عنيف حي القابون في دمشق أول من أمس، تبعته اشتباكات بين الجيش الحر وقوات النظام، بالتزامن مع قصف شنته قوات الأسد على بلدات في ريف دمشق، منها زبدين بصاروخي أرض -أرض، والزبداني والطيبة الغربية بقذائف الدبابات. من ناحية ثانية، توالت أمس ردود الفعل حول النجاحات التي حققها الثوار، ضد ميليشيات موالية للأسد بالقرب من بلدة سلحب بريف حماة الغربي. وقال مراقبون، إن الهجوم المباغت الذي شنه الثوارعلى ميليشيات حزب الله في مرتفعات بلدة فليطة بالقلمون، أوقع قتلى وجرحى في صفوف الحزب، فضلاً عن السيطرة على قمة المسروب قرب بلدة فليطة المحاذية للحدود اللبنانية، وهو ما سينعكس سلبا على الحزب نتيجة الخسائر الكبيرة التي تكبدها. واستهدف الثوار مواقع للشبيحة بريف حماة بصواريخ "جراد"، بينما تواصل قوات الأسد حملة اعتقالات في المدينة. وفي المقابل، اندلعت اشتباكات في ريفي حماة الجنوبي والشمالي، بالتزامن مع قصف جوي بالبراميل المتفجرة على بلدتي اللطامنة وكفر زيتا. وفي حمص، استهدفت قوات النظام حي الوعر بالأسطوانات المتفجرة، مسببة الدمار في منازل المدنيين. وأفادت لجان التنسيق المحلية بأن قوات النظام قصفت بصاروخ أرض - أرض بلدة علما بريف درعا، بينما تدور الاشتباكات في منطقة السوق بدرعا المحطة، وقد تمكن الجيش الحر من التصدي لقوات النظام هناك، ومنعهم من التقدم في المنطقة. وفي حلب، تدور اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وقوات النظام على جبهة البريج، فيما سقط عدد من الضحايا نتيجة سقوط عدة قذائف على حي الحمدانية بحلب، كما اندلعت الاشتباكات في دير الزور بين التنظيم المتطرف من جهة، وقوات النظام من جهة أخرى في منطقة حويجة صكر، بينما قصفت مدفعية قوات النظام البلدات المحيطة بمطار أبو الظهور العسكري في ريف إدلب.إلى ذلك قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن مقاتلين متشددين استولوا أمس على حي يقع إلى الشرق من العاصمة دمشق بعد أن طردوا جماعة متشددة منافسة أصغر حجما، خلال اشتباكات دامية أودت بحياة عدد من المقاتلين، وذلك في أحدث مؤشر على الاقتتال بين الفصائل في الحرب السورية التي أوشكت على إكمال عامها الرابع.