سيطر تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" أمس على حقل "شاعر" للغاز الواقع في ريف حمص الشرقي، وذلك عقب هجوم واسع نفذه مقاتلو التنظيم على الحقل من عدة محاور، ودارت اشتباكات عنيفة مع حراس الحقل وقوات النظام. وأسفرت الاشتباكات عن مقتل ما لا يقل عن 115 عنصراً من الدفاع الوطني، وحراس الحقل، فيما لا يزال مصير 270 آخرين مجهولاً من قوات النظام وحراس الحقل وقوات الدفاع الوطني وعمال ومهندسين في الحقل سقطوا بين أسير ومختطف وجريح وقتيل، في حين تمكن 30 من الفرار إلى حقل جحار القريب من المنطقة. وأشارت شبكة مسار برس إلى أن تنظيم الدولة سيطر في البداية على 8 حواجز لقوات الأسد في محيط الحقل، وقتل حوالي 35 عنصرا منها، ليقوم التنظيم بعدها بتنفيذ عملية تفجيرية في محيط الحقل قبل البدء باقتحامه. وأضافت الشبكة أن عملية الاقتحام أسفرت عن مقتل العشرات من قوات الأسد والمليشيات الموالية لها، وأسر 65 عنصراً آخرين، واغتنام 6 دبابات وعدد من الآليات العسكرية وراجمات الصواريخ والأسلحة المضادة للدروع، في حين قتل 40 عنصرا من التنظيم. في غضون ذلك، أعلن برنامج الغذاء العالمي اليوم أنه بدأ مع المنظمات الإنسانية الأخرى خطوات لتطبيق قرار مجلس الأمن القاضي بإيصال المساعدات للمتضررين من الجرائم المستمرة التي يمارسها نظام الأسد ضد السوريين دون موافقة النظام كما نصت آلية القرار. وطالب البرنامج أطراف الصراع السوري بتحمل مسؤولياتها والسماح بوصول المساعدات دون عوائق لآلاف الأسر السورية النازحة خلال شهر رمضان للعام الثالث على التوالي. وأعربت المتحدثة باسم البرنامج إليزابيث بيرس عن القلق إزاء التدهور الشديد للأوضاع الإنسانية في الحسكة بعد فشل كل الجهود لتوصيل المساعدات في شهر يونيو الماضي لما يصل إلى 227 ألف شخص في حاجة ماسة للطعام. وفي مسار مواز، تواصلت الاشتباكات بين مقاتلي التنظيم المتشدد والثوار في ريف دمشق، وقال ناشطون إن المواجهات بين الجانبين امتدت إلى حيي الحجر الأسود ومخيم اليرموك بدمشق ومناطق يلدا وببيلا وبيت سحم في الريف الدمشقي. إلى ذلك شهد ريف حماة الشمالي مقتل نحو 30 عنصراً من جنود النظام وحزب الله في كمين نصبه الثوار لهم غربي مدينة مورك، وهي المدينة التي يحاول النظام اقتحامها منذ أشهر. ونشبت اشتباكات عنيفة بين الجانبين، أجبر إثرها الجيش النظامي على التراجع، كما أعطبت المعارضة سيارة عسكرية وقتلت عناصر من الشبيحة. وقالت شبكة مسار برس إن 30 من عناصر الجيش النظامي ومقاتلي حزب الله قتلوا في كمين نصبته لهم كتائب الثوار قرب تل أبو السلاسل في ريف حمص الشمالي، بينما لا تزال الاشتباكات مستمرة بين الطرفين في محاولة من القوات النظامية للسيطرة على التل، وسط قصف بالمدفعية والطيران على المنطقة. من جهة أخرى، قتل 6 عناصر من قوات بشار الأسد وجرح عدد آخر أمس، خلال اشتباكات مع الجيش السوري الحر قرب مدينة كسب. وأفاد موقع الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة بأن اشتباكات عنيفة دارت بين الطرفين "في قرية نبع المر وقمة زاهية ومحمية غابات الفرلق قرب مدينة كسب، أسفرت عن مقتل 6 عناصر لقوات النظام وجرح عدد آخر". في غضون ذلك قصفت قوات الأسد، قرية عطيرة براجمات الصواريخ المتمركزة في كسب، ما خلف أضراراً مادية، بينما استهدف الجيش الحر، مواقع لقوات بشار الأسد في قريتي مشقيتا وسقوبين، بصواريخ "جراد". وبدوره، قصفت قوات النظام مساكن مدنية في مدينة كفر زيتا بريف اللاذقية، أودى بحياة مدني وجرح عدد آخر، كما تكرر المشهد في قرية عطيرة، والذي أسفر عن استشهاد طفلة.