يشكل الإعلامي الرياضي السعودي بتال القوس، علامة فارقة بين نظرائه في هذا المجال، بما تحمله مسيرته الإعلامية من محطات بارزة وضع في كل منها بصمة خاصة ميزته عن سواه، فبعد بدايته عبر الإذاعة إبان دراسته الجامعية، كان بين خيارات القناة الرياضية الفضائية عند انطلاقة بثها ضمن كوكبة من المذيعين، ومعها سارع في تشكيل نجوميته كمذيع ومحاور ناجح قدم شخصيته الحوارية الأقوى من خلال برنامجه "المواجهة" مستنطقا نخبة من أهم شخصيات الوسط الرياضي بأسلوب مختلف لم يتعوده المشاهد، ترأس بعدها تحرير الصحيفة الشبابية "شمس" وحقق معها نجاحات متعددة قبل أن يغادرها إلى قناة "العربية" مقدما لبرنامجه الحالي "في المرمى". المذيع المتألق والكاتب في عدة صحف محلية كان ل"الوطن" موعدا معه في مقر إقامته في دبي، بحثت معه في تفاصيل الإعلام الرياضي ورؤيته للرياضة السعودية بجانب العديد من القضايا التي اشتهر بها برنامجه، في حوار أظهر خلاله تميزه في التصدي لأسئلته بذات البراعة التي يستجوب بها ضيوفه على التلفاز. كيف يرى بتال القوس الإعلام الرياضي السعودي، وهل حاد عن مساره بالفعل كما يردد البعض؟ بلا شك إعلامنا مثل أي إعلام آخر، يتضمن الجيد والرديء، يوجد إعلاميون حقيقيون مهنيون وكتاب يكتبون مقالات ممتازة، وفي المقابل هناك آخرون لا يستطيعون منافستهم وفق أدبيات المهنة الحقيقية فيلجأون لأساليب رخيصة تسيء للإعلام الرياضي.. الأمر ليس مقلقا، الحالة نفسها موجودة في أوساط مماثلة، هناك فريق ثالث تدرجوا في الإعلام الرياضي وتعلموا تقاليد خاطئة للمهنة على أيدي إعلاميين رديئي المستوى، ويعتقدون أنهم على صواب وهؤلاء يمكن أن نسميهم ضحايا. لكل إعلامي مدرسة صحفية معينة، من هو مدرسة بتال، وهل هناك شخصية مؤثرة في حياتك الإعلامية؟ كل من عملت معه تعلمت منه شيئا.. فخور بالعمل مع القامة الإعلامية عبدالرحمن الراشد، تعلمت منه الكثير، إعلامي وإداري مختلف لا يشبهه أحد وإنسان ساحر على المستوى الشخصي، فخور بوجودي في مدرسة العربية الإعلامية الصرح الكبير الذي يضم الكثير من جهابذة الإعلام وأساتذته في شتى فروعه.. لا أنسى البدايات أيام الجامعة وما بعدها في صحيفة الاقتصادية، كان لها التأسيس في مسيرتي، تعلمت الكثير من رئيس تحريرها الدائم كما أحب أن أسميه، محمد التونسي فهو رجل معجون بالصحافة والمهنة، تعلمت ممن رافقتهم كلهم في بداياتي وكانوا يومها ولا زالوا أسماء إعلامية حقيقية وعلموني الكثير، أدين في الصحافة بفضل لعبد الله الذبياني، وجدي سندي، شريف قنديل، خلف ملفي وأحمد التلي.. ولا أنسى في الاذاعة فضل عبدالمحسن الحارثي، خالد الشهوان، عبدالله الحيدري والمعلم الإذاعي الكبير عبدالملك عبدالرحيم مذيع صوت العرب وإذاعة الرياض، رحمة الله عليه.. أرجو ألا أكون نسيت أحدا، فكل من رافقتهم أعتز بزمالتهم وفضلهم. بدأت في "المواجهة" تلفزيونيا والآن "في المرمى"، فهل كل مواجهات بتال الحوارية انتهت بأهداف في المرمى؟ بالتأكيد لا، تسجيل الأهداف على الدوام أمر غير ممكن، لابد أن تذهب بعض الكرات خارج المرمى ولابد أن يكون بعضها تسللا أو خطأ.. اجتهدت كثيرا ولازلت، وأنا راض وأطمح بالمزيد من الأهداف. يُتهم مشاهير الإعلام الرياضي بأنهم أصحاب مصالح مع بعض إدارات الأندية، إذا لم يجدوا ما يهدفون له قلبوا ظهر المِجَن على تلك الإدارات.. إلى أي مدى يتفق بتال مع هذا الاتهام؟ لا يمكن أن تقول إن هذا غير صحيح على الإطلاق، ولا يمكن اعتباره قاعدة عامة أيضا، كما أسلفت جميع أصناف البشر تعمل في الإعلام وبالتالي لايمكن أن نعمم أو ننفي عن الكل. ما مشكلة بتال مع سامي الجابر، حسن الناقور، إدارة إبراهيم البلوي، وهل "في المرمى" كان يوما ما لتصفية أي خصم؟ ليس بيني وبين كل الأسماء التي ذكرتها شيء شخصي، بل إن اثنين منهم لم أقابلهما وجها لوجه طوال مسيرتي الإعلامية، لهم الاحترام متى ما احترموا غيرهم، وبيني وبينهم أدبيات العمل الإعلامي متى ما كانوا أطراف قضية ما.. "في المرمى" برنامج تلفزيوني يتبع قناة محترمة لا يمكن أن تسمح بكسر قواعدها الإعلامية الراسخة، ولا يمكن أن تسمح بالشخصنة سلبا أوإيجابا، فهو برنامج رياضي يسعى دائما للتمسك بالمهنية ولا يوزع الشتائم ولا تلقى فيه قصائد مدح، العمل الإعلامي لابد أن يخلف غاضبين ورافضين، من يصعد على المسرح عليه أن يتحمل كل الهتافات الساخرة والمشجعة. - أين يجد بتال برنامجه "في المرمى" بين منافسيه "أكشن" و"كورة"؟ واحد منهم بلا شك ينافسهم وينافسونه، يكسب المنافسة مرات ويكسبون أيضا وهذه سنة الحياة. "لقطة ختام"، هل تتعمدها للاستفزاز أم أنها مجرد حدث وتعليق ساخر؟ هي أشبه ما تكون بكاريكاتير صحافي تمت معالجته تلفزيونيا، وهي فقرة من ضمن البرنامج ولكن أسلوبها الساخر أحيانا هو ما جعلها الفقرة التي ينتظرها بعض المتابعين. - أين وصلت مع سامي الجابر في القضية المرفوعة ضد برنامجك بسبب ألفاظ المشجع في أحد تقارير البرنامج؟ لا أعرف.. الرجل قال في بيان صحافي شهير إنه رفع شكوى لعدة جهات، وفجأة بعد ذلك قال في برنامج رمضاني مع علي العلياني إنه لم يفعل ذلك ولم يفكر به، رسميا لم يصلني شيء حتى الآن.. أنا أصدق سامي في رمضان أكثر مع توقف النشاطات الرياضية وانحسار الضغوط. الرياضة السعودية إلى أين تسير؟ نحتاج تحليلا واقعيا بمهنية بتال. تراوح في مكانها منذ سنوات، أحاول دائما ألّا أفقد التفاؤل، الوضع العام غير جيد، نستحق أفضل مما نحن عليه إذا نظرنا للقدرات البشرية والاقتصادية التي تتوافر، لذلك نحيا على الأمل وسنعود إن شاء الله، مشكلتنا الحقيقية أن خططنا بعيدة المدى معدومة وإن وجدت تسقط بسهولة أمام أي هزة. هل تؤمن بمقولة إن البرنامج الناجح هو من يعتمد على إثارة أخبار المشاهير، وخصوصا السلبية؟ البرنامج الناجح الذي يعمل وفق أساسيات مهنية ولا ينظر لأسماء الأطراف عند تعاطيه مع أي قضية، وهو الذي تولد منه الأفكار ويقلدها الآخرون، وهو الذي يملك إجابات مهنية لأي أسئلة يخلفها عمله. ما حقيقة تحايل مراسل برنامجك لمعسكر الهلال في دبي وحضوره التمرين ب"مايك" لا يحمل شعار البرنامج؟ ضحك وقال: "لن أعلق أكثر من أنه فيلم رديء الإنتاج". لماذا تحرص على استضافة أي مدرب يغادر المملكة ولا يكون على وفاق مع ناديه؟ أحرص على أي ضيف مطلوب أيا كان دوره واسمه، يثري الحلقة ويفيد المشاهد وهو نجاح مهني أن تستضيف أي شخص غادر الرياضة السعودية كونه سيكشف لنا تجربته سلبا أو إيجابا. فقرة جمهور الشباب، ألا ترى أن فيها إساءة لجماهير الشباب، وهل تقليد الكوميدي فايز المالكي لتلك الحلقة ضايقك؟ - لا أعرف ماذا تقصد بالإساءة ولكن إن كنت تقصد حلقة فايز التي قلد فيها البرنامج ، فحقيقة لم تضايقني، وأيضا لم تضحكني.. كانت متواضعة في السيناريو والحبكة الكوميدية.. لدى فايز الكوميديان البارز أفضل من ذلك بكثير.