على الرغم من نجاح إبراهيم البكيري نجم «ضربة حرة» على اليوتيوب، إلا أن ابتعاده عن كاميرات القنوات الفضائية يطرح أكثر من استفسار، مادام ناجحا لماذا لا يكمل المسيرة على القنوات الأكثر وصولا إلى كل رياضي. لكن البكيري الذي يصف نفسه ساخرا بأنه مصرفي تائب حسب ما وقعه في حسابه على تويتر، يرى أن نجاحه في اليوتيوب لا يمكن أن يتحقق عبر قنوات عامة أو خاصة خوفا من مقص الرقيب، معتبرا نجاح «ضربة حرة» بسبب مساحة الرأي والانتقاد وهي لن تتحقق في غير اليوتيوب لحسابات المصالح الأخرى. لكن البكيري له أكثر من رأي في الإعلام التقليدي سواء صحافة أو تلفزيون، الأمر الذي دعاه لخوض تجربة الإعلام الجديد، مع أنه عمل في الصحافة الورقية أكثر من عام ونصف العام، قبل تخرجه من المرحلة الثانوية ويلتحق بأحد المصارف، ومنها للإعلام الجديد، فكانت «عكاظ» بوابته ليقول ما يريد: • ميولك الرياضية هل تشكّل حرجًا لك خاصة أنك حاولت التخلص منها بالتمايل لحساب أكثر من مدرّج رياضي وكلهم يرونك محسوبًا عليهم؟ بالطبع لا أستطيع أن أعلن ميولي لأننا في وسط رياضي لا يقبل أن يعلن المذيع عن ميوله، تستطيع مثلا في «تويتر» أن تعرف ميولي لكن في ضربة حرة لا يحدث ذلك لأننا نحرص على الحياد دوما، ولكن متى ما حانت فرصة أن أتحدث عن ميولي سأعلن عن ذلك. • ولماذا يصبح الإعلامي مطاردا بالسؤال عن ميوله باستمرار؟ ما وصلنا له من كوارث في الرياضة السعودية، وبسبب عدم وجود انجازات رياضية حالية يجعلنا نركز على الأشياء التي تخص ميول هذا الإعلامي أو ذاك، إذ أن هذا الأمر يجعلنا نذهب إلى تفاصيل التفاصيل والهوامش، ولا بد أن أقول هنا بأن البيئة الرياضية لا تسمح للإعلامي أن يعلن ميوله لأنها متعصبة ومحتقنة. • هل تقصد الصحافة الرياضية، وما الذي تراه سيئا فيها؟ العقلية المتعصبة في الصحافة الرياضية تطغى على المنتقدة التي تنظر للموضوعات بزاوية بعيدة عن الميول، وأقرب إلى المنطقية، فقلما تجد شخصا في الصحافة الرياضية وصل إلى مرحلة تعليمية جيدة ويمارس المهنة بتخصص، مما ينعكس على الطرح وقبول الرأي الآخر، إذ أصبح الصحفي الرياضي لا يبحث عن السبق بقدر ما يبحث عن الإشاعة، ولا يبحث عن المعلومة بقدر ما يبحث عن الشماتة، ربما إن حدث الأمر في قالب ساخر فليس بمشكلة غير أنه لا يصح إن كان الأمر ناتجا عن عمل مهني، وهناك بعض الصحفيين ليسوا على مستوى الصحافة وبعيدون عن المهنية تمامًا، بل على العكس كأنك توظف مشجعين في الصحيفة وتقول لهم تفضلوا اكتبوا، وأنا أعتقد لو تخلت الصحف الرياضية في المملكة عن «المصححين اللغويين» لأغلقت أبوابها. • ماذا عن ظهورك التلفزيوني، وهل لديك عروض من الممكن أن تخرجك من اليوتيوب؟ لا يمكن لأي قناة إعلامية سعودية عامة أو خاصة أن تتحمل ما يقدمه برنامج ضربة حرة، لأنها ستفرض عليك التوقف، حيث ستكون محرجة من شخصيات ورعاة فضلا عن المصالح والعلاقات التي لا تريد أن تخسرها، وأنا بصراحة لست مستعجلا على الظهور التلفزيوني، ومتى ما وجدنا بيئة إعلامية رياضية تتحمل سقف الحرية الموجود في ضربة حرة فلن نتردد عن ذلك. • ما المختلف في ضربة حرة وما هو الذي تريد أن تقدمه للمتابع الرياضي؟ إعداد البرنامج متعب جدا ولدينا ورشة لكتابة النص ونستفيد من كل حدث أو تصريح لنوظفه بطريقتنا وأفكارنا لنقدّم للمشاهد 8 دقائق بعيدًا عن الشحن النفسي والتوتر، وفي اعتقادي البرامج الرياضية في الإعلام التلفزيوني كلها تقليدية ورسمية، لكننا في ضربة حرة حرصنا على أن يكون البرنامج به سخرية ونكتة ويخرج ما يحدث في v من حديث عن كرة القدم وما لا يظهر في البرامج التقليدية إلى برنامج يوتيوبي مقبول.